23 نوفمبر، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

تغريـــــــدة الشــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

تغريـــــــدة الشــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

 مع حديث الياسمين  1962 م وسوداء ..القناديلُ المعتمةِ تتلثّمُ في رحمِ الخوفِ المسودّ ..حينها أسندَ الضمير مؤخرتهُ على جدارٍ منهكٍ أعزل…… وراحَ ينشدُ مواويلَ الخسوف ……… ==من أرض الرافدين – العراق المجيد – حيث حضارة سومر و بابل و آشور و ربة الجمال عشتار و قوانين حمورابي و نخيل شط العرب و ليالي الرشيد و مدينة السلام بغداد و مربد البصرة نتوقفة مع الشعر و الشعراء نعزفة ترنيمة العشق في وطن الغرباء حيث الصراعات و الكل يهرول الي اتجاهاته كي يحصد مغانمه في ضحي النهار —- لكن يظل الشعر و الشعراء سر الحياة يحملون رسالة الابداع كي يولد الحلم من قمقم الاحزان هكذا تبدو تغريدتنا مع دوحة المتنبي من قلب كعبة الشعر بغداد عروس المدن و الثقافة الزاهرة برغم مهب الحرب ——– و تربطنتي ثمة علاقات وطيدة و صداقة حميمة مع عدد لا بأس به من أعلام الشعر العراقي المعاصر في العراق و في المنافي عدنان الصائغ و عادل الشرقي و مظفر النواب و احمد مطر و نعمة السوداني و يحيي السماوي و سعيد يعقوب و غيرهم كثيرون — قدمت تغريدات في اعداد سابقة عن ومضات من ابداعهم الفريد — و اليوم نعيش مع صديق ودود دمث الخلق انسان مبدع متعدد الرؤي و الاتجاهات الفنية أنه المغني و حادي الليل الشاعر ” كريم العراقي ” و الذي ينشد أنشود الحب بين أهداب الليل الحزين يناجي القمر يستدعي التاريخ من مرقده يحكي له مأساة الوجع يترجم مسلسل التية المعاصر ——– نشــــــــــــأته : ————- ولد شاعرنا العراقي ” كريم كاطع عبدالله العكيلي ” الاسم الادبي : كريم عبدالله ———- في العراق – بغداد – 1962 م يعمل يعمل مسؤولا لبرامج العلاج التاهيلي في مستشفى الرشاد التدريبي للطب النفسي شـــــــــــــاعريته : ————— فهو انسان و شاعر و فنان بل من رواد الحداثة في وطننا العربي مجدد شكلا و مضمونا في روافد الأدب المعاصر — من خلال ثقافة عميقة منفتحة علي الآخر في تواصل يوظف الاسطورة و الرمز من ملاحم الاوديسا و كلكامش من عبق التراث الانساني منذ فجر ضمير الانسان العراقي و لم لا فهو يمتلك الموهبة و الاستعداد لديه رؤية متعددة في كافة اجناس الفنون الجميلة و ابداعي ادبي في شتي الاغراض و لغة سهلة ذات صور فنية و جمل غنائية مسكون بالغربة و نبرات الحزن مطرزة بالحب و العشق و الجمال ينتظر الحلم من عتمة المستحيل يغازل الوقع في صمت وبوح في تناغم و تباين له دلالات تجنح الي اسقاط الخيال نحو قيم جمالية تأصيلية —- و معظم عناوين انتاجه الادبي يستوقف المطالع لهذه الاعمال في تأمل فلسفي ذات ظلال تكشف مدى رؤيته و عبقريته مع الواقع بكل اطيافه تجسد ملامح المحبوبة و الوطن و تباريح الغربة بكل معانيها و مدلول التراث حكايات متواصلة الحلقات برغم اختلاف العناوين لكن وحدة الموضوع تظل تقاسيم مشترك كالهرم المتنامي في ايقاعات و تجليات تأنس اليها الروح الطليقة في احضان رسالة سامية الى ضمير الانسانية مع الحياة —- أنها ثورة الضجيج التي تعانق نوافذ الأشواق المترنحة فيهمس حالما و قائلا   : ـوصوتي سيتشقّقُ عنْ زنبقةً ويمضي نهر لا ينضب …..أنتاجه الأدبي : ======== :1-   ديوان العشق والاسطورة عن شركة مجموعة العدالة للطباعة والنشر والتوزيع / مطبعة العدالة بغداد 2014 -2-   ديوان العشق في زمن الغربة عن دار الفراهيدي للنشر والتوزيع 2013 –3-   ديوان نايات الوجد ( مجموعة مشتركة ) عن دار ميزوبوتاميا 2014 –4-   ديوان حديث الياسمين ( مجموعة مشتركة ) 2015-5-   ديوان صدى الفصول ( مجموعة مشتركة ) 2015  – ديوان وجع اشيب وكفّ عذراء عن دار الأمل في وسوريا 2015 .6-   ديوان تصاويرك تستحم عارية وراء ستائر مخملية عن دار بغداد -2016 .7-   – ديوان ( بغداد في حلّتها الجديدة ) عن دار كتاب في مصر 2015 .8-   – تحت الطبع ديوان ( الشوارع تحيض تمسح احذية الغزو ) عن دار بغداد 20169-  عمل فني مشترك مع الفنانة العراقية المغتربة جيرمين البازي بعنوان ( الوطن في عيون المحبين ) غنائي شعري10-        عمل فني مشترك مع الفنانة العراقية المغتربة جيرمين البازي بعنوان ( أحلام الطفولة ) غنائي شعري .11-        في مجال التاليف والاخراج المسرحي .12-        – مسرحية الغريب ( سايكودراما ) عام 2000 2-13-         مسرحية الشيزوفرينيا ( سايكودراما ) 2003 3-14-        مسرحية نائب الموت 2004 4- مسرحية الجهل والحرمان ( سايكودراما ) 2005 .15-        – مسرحية حكاية انسانة ( سايكودراما ) 2007- 15 ـ مسرحية ليلة هيثم الأخيرة ( سايكودراما ) 201116 – مسرحية ( وطنّ نا ) 2015. 17 – تصوير العشرات من الافلام التسجيلية والوثائقية.مختاراته من شعره : ——————- (صابعٌ عاقرةٌ ……. تسترسلُ عاريةً ) نعم أنه في رائعته يرسم وشم الفلسفة في تأملات تسور الوطن بامرأة متلونة و لكنها مصبوغة بوشاح الحداد مع هذا الزمن تنتظر من نبتها ثمار السنيين برغم الوجع و قحط العطاء كي تتخلص من هذا المأتم الوفد كالعنكبوت في نسجها و من هنا تولد البسمة و الفرحة من خلال صورة وجه الضحي في دلالات و استثناءات و نداءات تعج بالتساؤولات فيقول شاعرنا العراقي كريم عبد الله في تراتيله الليلية : أصابعٌ عاقرةٌ تتلمسُ الخراب .. لاهثةٌ تسترسلُ عاريةً إلاّ مِنْ حماقاتها .. تطوي بإرتخاءٍ إشتياقاً شفيفاً يتنهّدُ أينما تنصبُ للبسمةِ مأتماً في الشفتينِ .. ستطفحُ الدروبُ بالنعاسِ مرتحلة في ذبول .. وستلبسُ ساعاتها الثقيلةَ وشاحَ الحداد ولسوفَ ينبلجُ مكنون قحطِ ثمارِ السنين .. وتهرولُ اللقاءاتُ كــ أوراقِ خريفٍ مهزومةٍ .. على شهوةٍ ينمو دغلُ الجحيمِ يتلوى تبعثرُ أعوادي بمنقارٍ يقصُّ ظلَّ الضحى .. عميقاً تبذرُ البذورَ في سماءٍ لبّدتها صدمة .. مِنْ فمٍ يطفو على شهدٍ لا محالةَ يُغرقني مَنْ لا يقطّرُ ألماً إذا غرقتْ شكوكه .. في رحيلِ شبحِ إمرأةٍ تخترقُ المستحيل .. هلْ ستفيضُ الأغاني تهيّجُ رياحَ نشيدِ الأغوار …. ….. ……. ؟ ==== و يظل كريم عبد الله يتقمص عباءة العراف و حوار الفلاسفة كي يولد لنا هالات النور من خلال نبوءة المسارات يمسك بأهداب حقيقة البيان نحو قيم هاربة من منظومة الحياة فلا قيمة للقرابين في هذا الزمن في هذا الوطن فقد رحلت المحبوبة من شط الغدير بين ظلال النخيل لكنه يعزف على لحن قيثارته المحطمة لحن الخلود العذب موال الصمت و الكبرياء فيقول متسائلا في تباريحه مع الريح بعنوان أي القرابين تصدّقُ نبوءة تعتريني …! ) : أينَ أمضي في جسدِ القصيدةِ بلا أجنحةٍ .. في ليلٍ يُسيّجني بذئابٍ حمقاء … وأنتِ تخلعينَ عنّي بربريّة تسعلُ ببراءة …. ! أيُّ القرابين تصدّقُ نبوءةً تعتريني .. وتكون شاهدة على عُلّيقةٍ تنمو في الصدر غريبة .. واللغة محنّطة في محابرِ الأخاديد ..! بصباحاتها أكتشفُ كلَّ هذا الضجيجَ .. كقهوتها المعتّقة أرتشفُ حريقاً يتمدّدُ بخبثٍ .. يُلغي هشاشةَ المسافاتِ ما بينَ الكلمات … بألأمسِ لمْ أنمْ فوقَ سريرِ هواجسي .. لاأعرف مَنْ يحدّقُ مِنْ ( روازيني ( .. يستوقفني كلّ هنيهةٍ كشرطيٍّ معتوه … ما زالَ في خزانةِ ذاكرتي غيوماً حُبلى .. سويّةً فوقَ سفوحِ العطرِ سنمطرُ .. أبداً لا تغرقُ أزهاري في بئرِ الحماقةِ لا يغطّي هذا الضباب إلاّ نهايةَ العابرين ـــ ستكونُ النزهة مسلّيةً في عيونِ الخيبةِ هلاّ فتحتِ فوّهةَ هذا الينبوع المغروس في الصدرِ ـــ دائماً تمشّطينَ شَعرَ قصائدكِ في صمتِ ثرثرتي سأفتّقُ في صخرةِ البلاهةِ أجراسي .. وأعلّقُ في رقابِ جثةِ التماثيلِ مسلاّتي .. وصوتي سيتشقّقُ عنْ زنبقةً ويمضي نهر لا ينضب ….. ==== ثم نتوقف هنا في المحطة الفارقة مع منتهى حروف ابجديته العاشقة من رحم المنافي و غربة الذات و ضباب المكان و صمت هذا الزمن في قصيدته متلاطمة الرؤى متفاوت المسافات تحت عنوان (سميُّ الكليم ) ينطلق بنا في فضاءات الجمال يهيم بنا مع روعة النصوص في اشراقات النفس الثكلي المتعبة التي تبحث عن الخلاص فتقدم المناجاة رمزا للعطاء و التضحية من خلف الأفق مترنما يقول كريم عبد الله : كانَ المنفى يحزُّ المعصمَ مع القيودِ تراتيلُ العشقِ آخر الليل تُطيّبُ الغربة الأفاعي تتراقصُ و((عُليّة))* تصدحُ بالفُحشِ يمرُّ النعش قبلَ الأوان … السراطُ طوووووووووويلٌ يمّتدُّ نحوَ القلوب ونشيجُ الأراملَ يطفو ويرنُّ بفحيحِ المكيدة مَنْ وصلَ عنان السماء أمسكَ قرصَ الشمس هديرٌ على الجسرِ وموعدٌ حولَ المَزار بينما الدم أربكَ خارطةَ الموت أناملُ السوءِ تنقرُ اللذة الحمراء تهتكُ وجهَ الأرض وسلطان الغوايةِ يذبحُ الفجرَ بكأسِ القبر تحتَ العرشِ تتكوّمُ حكايات الجماجم تمتدُّ الأكفَّ تحملُ قمراً مسموماً وفي الطرقاتَ تتساقطُ النوارس نحو السماء فرمادُ النهرِ يحتفظُ باسرارهِ والطوامير عندها ذكريات لغة الأنين …. === و الى هنا نتوقف بعد رحلة طواف مع شاعرية كريم عبد الله التي تفتح مسارات الحب و الصمت و المستحيل و اسرار الفلسفة في تلاقي يعج بالصور الفنية و الاخيلة المركبة في رصد و سرد لحقائق تتعلق بالفكر و الوجدان نلمح كل هذه المعطيات في قصيدته الضبابية التي تزاحمها نجمات الاحلام مع الضوء الشارد من رحم رحلة العمر الصلدة امام تحديات القهر أغاني تستدعي لوح صبحات مزمنة في ذهول يجلب روح الشباب برغم سيطرة الشيخوخة و وزحمة الشوارع و تصدع المدن امام المتناثر من أشلاء الأشياء الجميلة ذات معاني خصبة مع حصاد الأيام و صرخات الطاحونة الجائعة بلا مأوى لكن عتبات الشمس المحرقة تنازعها ظلال النخيل و هدير النهر مع بريق الأحلام فلسفة متسامية تجمع بين ملامح الشرق و الغرب كي تكتمل التصاوير برغم النشاز — فيقول كريم عبد الله في قصيدته الرمزية ذات النزعة الضبابية التأملية المرسومة بالتضاد تحت عنوان (الشوارعُ تحيضُ.. ..:: تمسحُ أحذيةَ الغزو ) : نشازٌ متسمّرٌ في لوحِ صباحاتٍ مزمنةٍ بالذهول … شيخوخة ليلٍ طويلٍ يرشقُ الأحلامَ بــ الشخير … عقربٌ أرعنٌ نحوَ الهاويةِ يتجهُ بــ المواعيد الأيامُ المنتفخة مكدّسةٌ بلا مأوى تنتهكها طاحونة جائعة …. تبصقُ الشمسَ اشلاءَ خيانةِ آلهةٍ تغلُّ سنابلَ نيسان … وأشجارُ النخيلِ عانساتٌ للآنَ العراجينَ تتشاجرُ بصوتٍ عال …………. هذا الأفق تحاصرهُ مخالبٌ تعتصرُ فاكهةَ اليقين … فتّنتها تأسرُ الطبّالينَ بــ السيئاتِ الناضجةِ خلفَ نواعيرِ النفايات … لا خرائطَ للتواريخِ وسيقانها غارقةً بـــ وحلِ الشموخ ….. الشوارعُ تحيضُ بـــ توابيتٍ حمراءَ , بيضاءَ , خضراءَ وسوداء .. القناديلُ المعتمةِ تتلثّمُ في رحمِ الخوفِ المسودّ .. حينها أسندَ الضمير مؤخرتهُ على جدارٍ منهكٍ أعزل …… وراحَ ينشدُ مواويلَ الخسوف ……… بعد رحلة شعرية متعددة الرؤي و الملامح و العناوين للمبدع الصديق ” كريم عبد الله ” رائد الحداثة و شاعر العراق المجدد في زمن التضحيات تحت صدى المدافع و ركام المدن تنتفض الحقيقة جاءت قصائدة دفقة شعورية متجانسة تتفق في وحدة الموضوع ذات فصول تفيض و تشرق بحجم المعاناة و اوجاع الغربة و صمت المدن المصلوبة لكنها تنبيء بالانتصار من أجل عيون الوطن و روح المحبوبة تظل القصيدة هائمة ترفرف في جماليات حيث ظلال الحلم المسافر على وجل بعيدا عن رحم الخوف ينشده البقاء هنا بين أحضانه مع الايام كي تكتمل صورة الياسمين حديثا شفافا يزاوج مشاعرها مع الحياة ——- مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله —

أحدث المقالات

أحدث المقالات