ترسم الشعوب تاريخ من يحقق لها النصر بصفحات ذهبية تجعل منه أسطورة ونموذج لأجيالهم (وان شاء الله تعالى قريبا يتم النصربتطهير الارض من دنس داعش) ، ولكن ماهو رد فعل الشعوب ازاء من يجلب لها خسارة متعددة الوجوه وبوقت قياسي !!
للعارفين حكمة تقول ( تشخيص المشكلة نصف الحل ) وهذا يصدق على تسمية الأحداث بأسمائها ومواجهة الواقع رغم المرارة ، فما حصل من فقدان لثلث العراق قبل عامين لم يكن ناجم عن اختلال بالعدد او العدة ، فالخسارة المركبة شملت مدن بسكانها ومعسكرات بعدتها ومؤسسات إدارة عشرات المدن وحقول نفط ومنشات نفطية وصناعية ومطارات فضلا عن شهداء سبايكر والاهم من كل هذا عدة ملايين من المهجرين او المرتهنين لدى الغزاة ، من يتحمل وزر هذه الكارثة الشاملة . تسميتها الحقيقي انها كارثة غير مسبوقة ويجب عدم تجاوزها بحجة ان نركز على النصر القادم ان شاء الله ، والمسببين يجب ان تنال منهم العدالة .
الكثير من قادة جيوش او دول تتعرض لفشل محتمل لأسباب سوء تخطيط وإدارة يكون نتيجتها الطبيعية تنحي او ابعاد او انتحار المسببين (قادة القواة المسلحة) ، لكن في حالتنا العراقية هناك صلف واصرار بتغيير المسميات وكأنها ستقلب الحقائق ، فطاغية بغداد قبل ٢٠٠٣ كان يسمي التقهقر “روح النصر”وطغاة بعد ٢٠٠٣ يتلاومون فيما بينهم بقصد إضاعة وتغطية على المسبب الا ان ذلك لن يعفي من المسؤولية وان تأخرت .
كان يقال ان (المناصب تصنع للبعض قيمة بينما البعض هو من يرفع قيمتها) ، وهذا دلالة على حنكة وحسن إدارة الفرد لمنصبه وتنسحب هذه الحقيقة على رتب ومناصب عسكرية منحت عشوائيا بالعراق ومن العدل ان من يقبل هكذا منصب بامتيازاته عليه القبول بالمساءلة حين الاخفاق . خلال رمضان قبل ثلاثة أعوام تم تهريب اكثر من الف سجين من سجني ابو غريب والتاجي معظمهم ارهابيين وبعضهم محكوم إعدام ، وقبلها بأشهر قليلة هرب من سجن البصرة اكثر من مائتي سجين ارهابي ومؤكد ان الكثير منهم يلعب دور رئيسي بتنظيم داعش .
في حالات التسبب بفشل نتوقع ابتعاد المسبب عن الظهور احتراما لذاته وتاريخه وحتى لعائلته ، ولكن الصلف والاستبداد يكرر ما كان عليه صدام بعدما تسبب بانكسار الجيش بحرب الكويت ، واليوم يعود القائد العام للقوات المسلحة السسابق المتسبب بفقدان ثلث العراق ليقاسم المقاتلين نصرهم بغرف القيادة ،،، أليس الاولى به ان يختفي حياءا،، لانه لو كان ماحققه نصرا لاستحواذ عليه لوحده ولكنها خسارة وهائلة لن يقدر على تحملها الا الملايين . بالرغم من أهمية التركيز على دعم كل نصر بإذن الله ومباركة كل خطوة للتحرير الشامل ، الا انه لابد من التذكير بمرور سنتين على قمة الأخطاء .