كشفت احداث البرلمان العراقي، الدور التخريبي الايراني ،في اشعال واحراق العراق ، بعد ان ادركت ان دورها السياسي والديني ،قد انتهى الى الابد في العراق، وتحديدا جنوب العراق الثائر الاصيل،الذي رفض ويرفض اي تواجد ايراني في العراق منذ بداية الاحتلال والى يومنا هذا، وقد افصحت التظاهرات الغاضبة منذ عام والى اليوم عن هذا الرفض وباشكال مختلفة ،وان ليس (السنة ) من يهتف ايران برا برا بغداد تبقى حرة ،بل اول من هتف بهذا هم شيعة العراق في جميع محافظاتنا الجنوبية الاصيلة ، وبالرغم من ما فعلته ايران ،بميليشياتها ، واحزابها ،وحرس الثورة وفيلق القدس ،من اعمال اجرامية في قتل وتهجير وتطهير طائفي واعتقال واغتيال العراقيين ، لخدمة المشروع الايراني الفارسي،فإنها اصطدمت بجدار عراقي اصيل هو الشعب العراقي بوعيه ووحدته واصالته ،وفضحه لهذا المشروع الكوني القومي في اقامة الامبراطورية الفارسية وهلالها الشيعي الفارسي،هنا نسلط الضوء على الدور الايراني الاخير في تشكيل حكومة تكنوقراط عابرة للمحاصصة الطائفية التي بنيت عليها وفشلت العملية السياسية منذ بداية الاحتلال والى يومنا هذا، وكيفية افشال مسعى مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ،في تطبيق شعاره(شلع قلع) ، ويقصد بها انهاء المحاصصة الطائفية، بين الاحزاب الطائفية التي تحكم وتتحكم بالسلطة وحدها ، واوصلت البلاد الى هاوية الخراب والدمار والحرب الطائفية والفساد المريع، وهكذا خرجت التظاهرات وركب موجتها مقتدى الصدر وتياره، ودخلوا ابواب المنطقة الخضراء ، وارغموا العبادي والكتل على تقديم قائمتين لحكومة تكنوقراط من خارج الاحزاب والكتل الحاكمة ، وانتهت مسرحية مقتدى بضمان مناصب ووزراء لتياره وذهب ابعد من هذا فرشح احد اقاربه لرئاسة الوزراء وهو جعفر الصدر ابن عمه ، وحينما فض الاعتصام ، وقدم العبادي قائمتين سماها (حكومة الظرف المغلق)، راميا ازمته في ملعب برلمان سليم الجبوري، الا انها اصطدمت برفض الكتل التي حرمت من ترشيح اسماء وزرائها ، وهنا انشق البرلمان ،وظهرت ورطة اكبر من الاولى للعبادي وسليم والكتل المتوافقة معهما، الا وهي انشقاق البرلمان الى برلمانين ، برلمان سليم وبرلمان نوري المالكي ، الذي كمل نصابه في اليوم الاول وانتخبوا رئيسا للبرلمان من اكبر الاعضاء سنا وهو عدنان الجنابي، وهكذا دخلت حكومة العبادي في نفق اوسع من سابقه ، في هذه الاثناء (تفلش برلمان المعتصمين جماعة المالكي) ، الذي ارادوا به اقالة الرئاسات واعادة المالكي رئيسا للوزراء بدعم ايراني واضح، ولكن انسحاب كتلة هادي العامري وقسم من التحالف الكردستاني والتيار الصدربضغوط ايرانية وامريكية صاحبها تهديدات قوية مباشرة للصدر واتباعه، افشل مهمتهم القذرة ، هنا قامت قيامة الصدر لانه فشل في مسعاه في شلع الرئاسات كلها، فتراجع عن قراره، واعلن الانسحاب وتبرأ من وزرائه واتباعه في السلطة ، ولكنه عاد في اليوم الثاني واعلن عن مظاهرات مليونية اخرى لاجتياح المنطقة الخضراء ، وهكذا حدثت احداث البرلمان وسقطت(هيبة البرلمان) وهيبة (الدولة ) ،على اساس كان للبرلمان والسلطة هيبة وسيادة ؟؟، وحدث ما حدث داخل قبة البرلمان من تخريب وتكسير محتوياته القاعة والاعتداء على نواب البرلمان واهانتهم بقسوة لاتليق الا بهم ، وإنتهت مسرحية مقتدى وتياره (ونحن اول من سماها مسرحية الفتها ايران واخرجها حيدر العبادي وقام ببطولتها مقتدى وتياره)،هنا يظهر الدور الايراني ونفوذه وسطوته ومشروعه على العلن مباشرة ، فاول عمل قامت به ايران هو استدعاء مقتدى الصدر بطائرة ايرانية ،على غير عادة سفرات مقتدى التي يقوم بها بطائرته الخاصة ، وبعد وصوله لتقديم اعتذار رسمي عن هتافات (اتباعه ايران برةة برة) ،( اني الصدر رباني مو قاسم
سليماني) ويبدو انها احرقت ورقته للابد، وهكذا كلف مقتدى اتباعه من طهران ،بالذهاب بوفود اعتذار الى التحالف الكردستاني وكتلة الفضيلة والمواطن لتقديم اعتذار باسم مقتدى شخصيا للاساءة التي تلقوها من اتباعه في اجتياح البرلمان ، ولم تتوقف الاعتذارات الى هنا، بل تسربت معلومات تؤكد، فرض الاقامة الجبرية بعد تعنيف شديد لمقتدى الصدر من قبل حكام طهران والمرشد الايراني نفسه، وخرجت تصريحات وبوقت واحد ، لقادة ايران وفي مقدمتهم علي اكبر ولاياتي مستشار خامنئي تهاجم مقتدى وتهدد تياره بالويل والثبور، وان الحشد الشعبي (ويقصد الحرس الثوري العراقي من ميليشيات بدر والخراساني وحزب الله وغيرهم)، هو من انهى وطرد التيار الصدري من البرلمان ، وتبعه عمار الحكيمو نوري المالكي بهجوم وتهديدات مباشرة على مقتدى وتياره ، وتم نشر سرايا الخراساني الايراني في شوارع بغداد وافشلوا تظاهرات يوم الجمعة ، حتى ان مقتدى ابلغهم ان التظاهرات تقتصر على المساجد والحسينيات في الاحياء ،ما نريد قوله والتاكيد عليه هو ان ايران الان ،هي من يحتل العراق بشكل علني ومباشر ، وهي من يتحكم به الان امنيا وسياسيا وعسكريا، بدعم ومباركة امريكية ، ايران وعلى لسان قادتها صرحت ان الرائاسات الثلاثة هي خط احمر ن وان لاحكومة تخرج دون توافق الكتل الكبيرة وتقصد بها ابقاء المحاصصة، وتتناغم مع التصريحات الامريكية التي قالت بالحرف(ان الرئاسات خطا احمر ) من بداية الازمة ، فما حدا مما بدا ، لاغرابة ابدا ، ان ايران وامريكا يتشارك في احتلال العراق، والعمل على ابقائه مفككا ضعيفا محتربا طائفيا ، مع فوضى سياسية عارمة مستديمة ، هذا هو السيناريو الامريكي-الايراني في العراق الان ، اذن وما هو مصير مقتدى وتياره، وما هو شكل الحكومة المقبلة ، وكيف يعقد البرلمان جلسته والوزراء جلسته ، ويعود شمل اعضاء مجلس النواب بعد الاهانات التي تلقوها، وفقدان برلمان سليم شرعيته الدستورية التي تؤكدها كل الاطراف السياسية ،اعتقد ان ايران ستعاقب مقتدى بابقائه في ايران لفترة طويلة )ان لم تقتله) ، لانه ضد مشروعها وخرج عن طوع واوامر ولي الفقيه ، وربما تبقيه باقامته الاجبارية لسنين ، وتطلق العنان لسرايا الخراساني وبدر والعصائب وحزب الله، لتنفيذ مشروعها واقامة حكومة تابعة لها ،لانها تصر على تشكيل حكومة ايرانية بامتياز وتعتبر العراق الان هو محافظة ايرانية دافعت عنها وقدمت عشرات قادة الحرس قرابين له عدا عناصر الحرس الذين قتلوا في العراق وهم بالالاف، وما دعمها ومدحها ودعمها لسليم الجبوري ،الا لانه يمثل الحزب الاسلامي، المنبطح منذ ايام رئيسه اياد السامرائي عندما زار ولي الفيه ،ورتب على كتفه وباركه وقال له اذهب الى العراق فانت رئيس مجلس نوابه، ووقع كتاب الموافقة وعاد اياد رئيسا ،ولحد الان لاوامر ولي الفقيه ومتحالف معه في تدمير العراق ، اليوم ايران اللاعب الاكبر في العراق ، وهي من يتحكم بكل شيء، وامريكا متفرجة وموافقة ، لان ايران لاتمس مصالحها هنا ، على اعتبار ان امريكا وايران هما يقاتلان تنظيم داعش في المنكقة في الظاهر على الاقل، فامريكا سلمت ايران العراق وسوريا لهدف واحد، لانها اي ايران كما تعتقد واهمة،تحارب تنظيم الدولة الاسلامية داعش ،وهكذا تمرر ايران مشروعها بل وتفرضه على امريكا شاءت أمريكا أم أبت ، ولكن ما شهدناه ،بعد ان قامت قيامة ايران وكلابها واقزامها على هتافات الشارع العراقي، الاول ايران برا برا ، واستدعائها مقتدى، واعتذراته، ونزوله كلابها الى شوارع الاعظمية رافعة صور خميني وخامنئي واعلام ايران ، واطلاق شعارات وهتافات استفزازية طائفية تؤكد تبعية اقزامها لايران، خرجت جماهير الشعب العراقي كله ثانية ، لتؤكد لايران والعالم ،ان ايران ومشروعها قد داست عليه في هتافات جديدة اكدت فيها عراقيتها ورفضها لايران واحزابها وميليشياتها ، فصاحت حناجر الشباب ثانية في شوارع العراق كله، ردا على ابواق واقزام ايران في العراق، ( ايران برة برة بغداد تبقى حرة تاكيدا على رفضها واصرارها على طردها من العراق )، مؤكدة رفضها ومطالبتها رحيل ايران وايقاف احتلالها للعراق هي وميليشياتها
، وبهذا يتأكد ان العراقيين كلهم ،لم يرضخوا للمشروعين الامريكي والايراني، رغم كل التهديدات والاغراءات والترغيبات ، فبقي شعب العراق بقومياته وطوائفه ثابتا على مواقفه ومبادئه وثوابته الوطنية ، رافضا ومحاربا ومواجها بكل قوة التدخل الايراني ، وهكذا يسقط الاحتلال الايراني ويهزم في العراق بكل تاكيد ، ولاتشفع له تصريحات قادته الاستفزازية وتدخلاته العسكرية والمليشياوية وحشده الشعبي( حرسه الثوري العراقي الذي اسسه نوري المالكي كما اعترف بنفسه،)، اؤكد العراق لن يمت ،ولن يقسم ،ولن يهزم ابدا ، العراق يمرض نعم ..وسيشفى قريبا …