18 ديسمبر، 2024 10:45 م

شيوخ العشائر … لا تكونوا جسرا لعبور الفاسدين الى السلطة !

شيوخ العشائر … لا تكونوا جسرا لعبور الفاسدين الى السلطة !

المعروف عن المجتمع العراقي انه مجتمع قبلي ريفي بصبغة حضرية يتكون من عدة امارات وقبائل وعشائر وافخاذ تربطها صلة الدم وصفة القرابة والمصاهرة والاحلاف احيانا لصد العدوان الخارجي ضدها وقد وقفت جميعا وقفات مشرفة على مدار التاريخ اثناء الحروب والغزوات والكوارث الطبيعية وكان لامرائها وشيوخها ورجالها وفرسانها ادوار مشرفة وعظيمة في حفظ الارض والعرض وايواء الدخيل وحقن الدماء واصلاح ذات البين والكثير من المواقف العظيمة الخالدة على مدار التاريخ. انجبت لنا تلك القبلية رجالا وشيوخا يتصفون بالشجاعة والحزم والكرم ورجاحة العقل والحكمة والحظ والبخت الذي انعم الله عزوجل به عليهم وهو اختيار وتوفيق وسداد منه سبحانه وتعالى فكانوا نعم المعين لقبائلهم وعشائرهم واهلهم والمجتمع بصورة عامة وكانوا عامل توحيد وليس فرقة ومصدر لعمل الخير وحب الناس.

للاسف الشديد اصبحت المشيخة اليوم وسيلة للتكسب واصبح البعض من شيوخ العشائر جسرا لعبور الفاسدين الى السلطة وتولي مقاليد الامور وهم ليسوا اهلا لهذه المسؤولية والسبب دعم شيوخ العشائر هذه واصبح الدولار والشدّات تفعل فعلتها في تنازل البعض من الشيوخ عن قيم ومفاهيم الحق والعدالة وانصاف المظلوم التي تربّوا وكبروا عليها. اننا نشعر بالقرف والاشمئزاز عندما نرى شيخ قبيلة او عشيرة من البيوتات العريقة يبتسم في سيلفي مع سياسي لص وحرامي وسارق لاموال الايتام والارامل وكأن هذا النكرة سيضيف جاها ووجاهة الى هؤلاء الشيوخ.. ياللخيبة والعار ان تصل الامور الى هكذا مستوى من الاضمحلال والتردي  بحيث تصبح المشيخة رمزا للّصوصية ويصبح الشيوخ رهينة لدى الساسة ومن الذي يدفع اكثر لحث ابناء عشائرهم على انتخاب هؤلاء النكرات وتسليمهم مقاليد السلطة.

يا شيوخ العشائر ومن باع نفسه وضميره للدولار والورق الاخضر اتقوا الله في وطنكم وعشائركم وابناءكم واهليكم ومجتمعكم ولا تكونوا جسرا لعبور الفاسدين الى السلطة لانهم سيفسدون في الارض ويهلكون الحرث والنسل ويشيعوا الفساد والجريمة التي تدفع المحتاج الى ارتكابها عنوة مقابل الحصول على المال للانفاق على اهله وعياله لانقطاع السبل والسبب هو المسؤول وتقصيره في اداء واجباته في توفير الامن والخدمات والوظائف وتوزيع الثروة بشكل عادل ومنصف لانه وصل الى مقعد السلطة وهدفه سرقة المال العام ووصل بدعم هذه الشيوخ وهو غير مستحق وغير كفء لتولي هذه المسؤولية.

اننا ندعو شيوخ العشائر المعتبرين والمحترمين من اهل الجاه والوجاهة ان يهيبوا ابناء عشائرهم بالابتعاد عن الفاسدين والدعوة الى عدم التصويت لهم في الانتخابات القادمة وان يرفضوا استقبال كل سياسي فاسد ثَبُتَ فساده ولصوصيته حتى يبرؤا ذمتهم امام الله والناس اجمعين في يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.