17 نوفمبر، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

السفير السعودي يُقر بالتنافس على الساحة العراقية

السفير السعودي يُقر بالتنافس على الساحة العراقية

أطلعتنا المواقع الإخبارية يوم الأحد على تصريحات للسفير السعودي ثامر السبهان مفادها أن السفارة السعودية تؤدي عملها كالمعتاد وبكامل طاقمها مشيراً إلى أنه لم يغادر أحد من العاملين من مبنى السفارة لأن المظاهرات لا تشكل تهديد لنا . وقال في بيان صحفي إن ( سفارة خادم الحرمين تؤدي عملها كالمعتاد وبكامل طاقمها ولم يتم إخلاء أو تغيير في برامجها أو مقرها والقيادة الكريمة تتابع وضعها بشكل دائم ) .وفي قراءة تحليلية متأنية يمكن لنا أن نستخرج من هذا التصريح المقتضب نتائج قد تكون على عكس الظاهر منه أو مخالفة لما يفهمه الكثير من هذا التصريح ، فقد يوحي هذا التصريح للكثير من الناس أو من السياسيين أو من المحللين أن السعودية بعيدة عن هذا الحراك الذي يدور في العراق وبالتالي فإن سفارتها وسفيرها هم في منأى عن التأثر بهذا الصراع الدائر على الساحة العراقية وعليه فإن السفارة لم تكلف نفسها بأخذ الحيطة والحذر وإنما مارست أعمالها اليومية بصورة اعتيادية رغم أن الوضع في العراق كان مهزوزاً ويعتبر خطراً بالنسبة للأجانب ، وأن السياسيين والبرلمانيين ورجال الدولة والجيش قد دخلوا حالة الإنذار ، وأنه عند وقوع مثل هذه الأحداث يتوجب على السفارات أخذ الحيطة والحذر وتبقى تراقب الأوضاع .لكننا نريد أن ننظر إلى هذا التصريح المقتضب من جانب آخر ونطرح رؤيا تحليلية مخالفة ،فتصريح السفير السعودي يعني لنا بكل وضوح تدخل السعودية في الأحداث التي تجري حالياً في العراق ، وإنها وراء هذا الاقتحام للبرلمان لكونها هي التي تدعم الأطراف التي تبنته أو سهلت حصوله ، ومما يشير إلى ذلك الاستنتاج الهدوء الذي تميز به رد فعلها إذ أنه يعني أنها كانت على دراية تامة بما سوف يحدث ومتى سيبدأ وأين ينتهي .إضافة إلى ذلك هناك أمر مهم وهو تأكيد السبهان على إن المظاهرات لا تشكل تهديد لنا ، وهذا أمر غريب حقاً فإن التظاهرات التي تسقط البرلمان تعني أنها سوف تقوم بتغيير منظومة الحكم في الدولة ، وقد يعني هذا أيضاً إشاعة الفوضى في البلد ، فكيف يكون هذا الأمر الخطير غير ذي بال للسفارة السعودية ؟ وكيف استطاع السفير التكهن بأن التظاهرات لا تشكل تهديداً لهم ؟والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما هو موقف السفارة السعودية لو كان الاقتحام من جهات أخرى محسوبة على الجانب المنافس وهو إيران ؟ فهل تبقى السفارة تمارس أعمالها بصورة اعتيادية ؟ أم أنها سوف تأخذ الحيطة والحذر وقد تُرحل بعض أو كل أفرادها على وجه السرعة عائدين إلى السعودية ؟ وهل تبقى السفارة صامتة أمام ما يمكن لها أن تصفه بخرق القانون والاعتداء على الدستور ومؤسسات الدولة وغير ذلك ؟ وهل كانت تلك الفضائيات المعروفة الاتجاه تساند الاقتحام ؟ أم أنها تسكت عن ذكره في أحسن الأحوال إن لم تهاجمه باعتباره يمثل انتهاكا واضحاً للعملية السياسية الدستورية ؟إن تصريح السفير السعودي هو اعتراف واضح بدخول السعودية للتنافس في الساحة العراقية ويؤكد ما وصفه المرجع العراقي السيد الصرخي من تدخل اللاعب السعودي بقوة في الساحة العراقية بجانب اللاعب الإيراني واللاعب الرئيسي والمسيطر وهو الأميركي . عندما قال ( القراءة الأولية للأحداث الأخيرة تشير إلى :أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في أحداثه ومجريات الأمور فيه ، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران ) .وهذه المنافسة هي حرب بالوكالة ، وهي حرب من نوع ظاهره السلم كما يقول كلاوزفيتز بأن ( السلم لا يعدو أن يكون سوى استمرار للحرب بأساليب أخرى ) والخاسر الأكبر فيها هو الشعب العراقي الذي يتحمل تبعة صراع القوى الدولية أو دول الجوار بعد أن أصبحت الساحة العراقية هي ساحة المنازلة .

أحدث المقالات