20 ديسمبر، 2024 9:33 ص

في مدونة التظاهرات لنتكلم بجرأة!

في مدونة التظاهرات لنتكلم بجرأة!

أرصفة وأزقة ووبيوت، إختنقت من رائحة الدم المراق، وفرسان مزيفون يمتطون صهوة التغيير بإسم الإصلاح، ففي ساحات إعتصامهم يأكلون، ويشربون، ويعبثون، ويهتفون، ويعطلون الحياة، وفي المقابل ساحات السماوة تحتضن الأطفال، والنساء، والعمال، وهم في رحلة عمل للشهادة، كتبت عليهم بإسم الإرهاب المقدس، فإحترقت شموع وعصافير كثيرة، والسبب أن مظاهرة حمقاء ترهبنت لتصلي من أجل الإصلاح فهل يستطيع العقل أن يقطع مسافة من الصراحة ليتكلم؟ هل الوقت مناسب لهذه الربيع البرلماني؟!بعض من الدعاة مسلمون لا يدينون بالإسلام، كما هو حال أغلب العرب، ولا يهمهم أن الدم الأحمر، والأصفر، والأسود يجري في الطرقات، ثم يبدأون عملهم السياسي بتزييف الحقائق، بقدر تعلق عواطف الناس بمطالباتهم، وكأنهم الوحيدون القادرون على التغيير، وبهذا التوقيت وبتلك الطريقة العبثية، لكن هؤلاء المصلحين، يعيشون صراعاً مريراً مع تناقضات تيارهم، وتعاني ضمائرهم أزمة عنيفة، تضرب جذورها منذ سنين خلت، وبنظرهم لا عيب في أن يراق دم لأجل وَهَم!خارطة جديدة، ومؤامرة تحت ضوء أكاذيب نيسان، وطريق أقصر لإكتساب الحقوق كما يدعون، وقد عزفت قيثارة تمردهم، موسيقى النفير والإعتصام، ليتوهم أن كل هذه الحشود مؤمنة بالخط الإصلاحي، ولكن كما يريدون هم وحدهم لا غيرهم، ثم يتناولون لقمة معاوية الدسمة اللذيذة، وهذه الأجيال المجنونة تذكرني بما قرأته، للكاتبة ميسلون هادي، من أن هناك جيلاً يحول الحليب والعسل، الى حمام زيتي للإستحمام وقت الظهيرة، فيعتقدون أنهم يقودون ثورة بيضاء لغسل العراق!أدمغة الساسة الأخيار، تنادي حكمة، وحواراً، وأمناً، وإعتدالاً، لأجل التغيير والإصلاح، وإلا كيف سنجيب الأمهات، اللواتي فجعن بأطفالهن في السماوة المطمئنة؟ فهل سيقوم أحد المتظاهرين بتقديم إبنته، هدية لإحدى الفاقدات بالمثنى؟! أي توقيت لإصلاح شامل هذا، الذي تطالبون به، والعراق يعيش حرباً ضروساً ضد الإرهاب، أعطوني متبرعاً واحداً، ألم تتشبع أنوفكم بروائح الدم بأنواعه؟! ألم يتفق قادتكم مع الآخرين، للمضي بالإصلاحات تدريجياً، وتتم محاسبة المفسدين أينما كانوا، فأين ملفاتكم وعدالتكم؟!في مدونة التظاهرات لنتكلم بصراحة وجرأة: العراقيون جميعاً يصرون على الإصلاح، لأنه مطلب لا بد منه، لتغيير الواقع السياسي، والأمني، والخدمي، والإقتصادي، والإجتماعي، ولكن هل سيتم ذلك بإفراغ الدولة، من دستورها وبرلمانها، الذي إشترك فيه نوابكم بوضعه؟ ألم تشاركوا في الدولة بغية الإصلاح، إبدؤوا بأنفسكم، والتكنو قراط أنتم مَنْ جلبتموهم أولاً، لذا أعطوا فرصة للآخرين، بالإشتراك بالبناء الحكومي الجديد، بدلاً من الفوضى، لأن قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه! 

أحدث المقالات

أحدث المقالات