18 نوفمبر، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

مَنْ المستفيد من فوضى العراق وحوار المنطقة؟!

مَنْ المستفيد من فوضى العراق وحوار المنطقة؟!

الدولة ليست فندق نسكنه لبرهة من الوقت، ولا محطة إستراحة نرمي نفايتنا ونغادر ويُقال ما أسوء آداب المسافرين؛ بل هي قطار يقطع عصور الإنسانية، فتنزل أجيال وتصعد أجيال وبينمهما جيل يستحق العيش بطمئنينة وإستقرار، ويسجل التاريخ من سدد ومن تهرب عن فاتورة الضمير، ومن ملك الوعي في صناعة المصير.يسير الوطن أحيانا بين ظروف مختلفة وطرق وعرة، ومن عَرَف مقدرة الوطن؛ يستطيع الصمود الى نهاية الهدف ولا يخرج عن المألوف.الدولة كالأم، ومن لا يملك وثائق هويتها؛ لا يملك لنفسه هوية، ولا يستطيع إثبات النسب، وهل جاء من عاطفة إنسانية او غريزة حيوانية، أو من شراكة الإنحطاط والتأثيرات الخارجية، وتصرفات حماقة تضر نفسها ولا تنفعها.في عالمنا الممزق بالأنا ومصالح الكبار، وصلت الشعوب على القناعة على مد طاولات الحوار وإنهاء الحروب، ولابد من التوقف لقطاف الثمار أو المحافظة على ما تبقى، وقد جهزت الخرائط وسيعاد ترسيم القوى والنفوذ؛ إلاّ في وطننا فقد تقطعت العربات بين الآراء السياسية، وأشعات فواصل نار، وشحن الجمهور بأهازيج التخوين والتشكيل بالتآمر. كنا نعتقد من تعدد الأحزاب والأفكار هي إنضاج لتلاقح ثقافي وإحياء حضاري لما تختزنه الذاكرة العراقية؛ من تفاخر بالعلوم والدين والحضارة، وشعب سباق في كتابة أول حرف بالمسمار؛ حري به قراءة المستقبل وتجنب الكوارث قبل حدوثها، وبما أنه سبق العالم حتى في الرياضة؛ فلابد أن يتعامل بروح رياضية لا تحمل أنا وذات شخص على المجموع.إن الدستور كفل حق التظاهر وفقاً لآليات؛ لا تضر الصالح العام أو تُعطل الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، او تحدي هيبة الدولة وسلطتها، وما التهاون إلاّ أداة فشل وتفكك، والتهاون يعني فرض قوة إرادتها على الدولة والمجتمع وربما تلغي دور البرلمان وتعطيل الدستور، والدخول في نفق طويل بعيد عن صلب الإصلاح وتهديد السلم الأهلي وإيقاض صراعات الماضي، ونكران شراكة الوطن والعيش في مناقضة الدولة وفوضى لا يُعرف من يقودها، ومن المستفيد من فوضى العراق؛ في ظل بحث المنطقة عن إنهاء صراعاتها.الركوب على سكة التهديد بالعنف وفرض الإرادات؛ لا تقل خطراً عن تطرف يُقاتل ويذبح نقيضه، ويولد الحقد والكراهية وفقدان مفهوم المواطنة.إعتبر العراقيون أن صراعات الساحة السياسية؛ ما هي إلاّ عافية وتخلص من نهم ومخلفات سموم الدكتاتورية والإستبداد والأحادية، وليس من مصلحة أي طرف خدش وإيلام طرف آخر؛ كي لا يشتكي سائر الجسد، وإذا ببعض الأطراف تتحرك خارج إرادة الجسد وأن القطار يسير في ظلام دامس وقد سرقت مصابيح الأنارة، وهناك من لا يكتفي بفصل العربات؛ حتى قام بتدمير السكة والمنجز؛ لمنع العودة لإنتشال وربط بقية الأطراف ومنع من يريد الإلتحاق، ومن المؤكد أن تفكك الدولة يؤنس القوى الخارجية؛ أن لم يك لها تدخل مباشر، ويدفعنا للتساؤل لماذا يمد العالم طاولات الحوار، وفي العراق تُسل سيوف الإحتراب؟!

أحدث المقالات