من الجميل ان تتوفر لدينا قوانين لا تعارض الشريعة تنظم الحياة فتمنع الاجتهادات المتعددة والغريبة او الشاذة او الظلم و التغيير المستمر ,والقوانين لا يمكن ان تبقى جامدة كواحد زائد واحد يساوي اثنين الا ما حدده الله سبحانه ورغم انها تضع أي مسئلة بقالب او صندوق المادة التي تختص بهاهذه المسئلة او تلك ,ذلك لان من عادة اي فقرة في القانون يفترض بها ان تكون قد صيغت من بعد تجارب عديدة او خضعت لدراسة اراء متعددة حتى وصلت الى صيغتها النهائية بالقانون .وهنا تكمن جمالية القانون العادل ..لكن ان نأتي بفقرات قانونية يفرضها علينا الغرب فهذا مرفوض وغير عادل ومخالف للشرع وتطلعات ابناء الوطن فكيف ذلك ؟
لفت انتباهي الى الفقرة رقم 4 من المادة الثانية من قانون الجنسية والتجنيس القطري الذي صدر الشهر الماضي تقول , طالب الجنسية ان يكون ملما باللغة العربية الماما كافيا ؟ . وهذه الفقرة تشمل الفرس او الهنود باعتبار تمركزهم بدول الخليج اكثر وغير العرب بصورة شاملة وقد لوحظ بما لا يقبل الشك سيطرة الفرس على مواقع التجنيس في اكثر الدول الخليجية لذلك فان نسبة الذين تم منحهم جنسية دولهم تزيد 94% من اصول ايرانية ,,ثم اذا اضفنا الفقرة الرابعة فانها تفتح الباب لابناء شرق اسيا من هنود وباكستانيين وغيرهم ,,الملفت للنظر ان لهؤلاء الان من يمثلهم في برلمانات دول الخليج بينما لا ينطبق ذلك على العرب!.
الغرب يضغط ويحاول من سنين ان يفرض كونية حقيقة لم يتم البت بها بصورة جدية لتقطع الطريق امام المتصيدين بالماء العكر وتركت كقضية غير محلولة ومن هنا فان الغرب يستغل هذه الفقرة بحجة حقوق الانسان والناس سواسية تحت القانون فلذلك هو يسعى لتغيير الطبيعة الطوبوغرافية لسكان دول الخليج العربي ابتدئها بواسطة ايران في العراق وبمساعدة جهلاء الامة متبعيها مذهبيا او محبة طائفية لن يشعروا الا والمياه الفارسية تصل الى ركبهم وكما يبدوا فان ايران قد احتالت على امريكا بان ادخلت افغان وباكستانيين اضافة للفرس داخل العراق واستوطنوا فيه بيد انها جاءت بمن يواليها طائفيا . وهكذا فان امريكا تضغط في هذه الفترة على دول الخليج العربي من اجل فتح الباب على مصراعيه من اجل تجنيس من يسكن ويعمل لديها ومما لا يخفى على احد طغيان كثافة الهنود والباكستانيين وغيرهم بالتدرج من شرق اسيا وفرس ممن لم يتم تجنيسهم للان . وهؤلاء يمثلون فسيفساء عبارة عن خليط هندوسي ومسلم سني وشيعي ونصارى وبوذيين واكثر هؤلاء جاؤوا لدول الخليج وعملوا وسكنوا فيها من عقود وبعضهم حتى لم يذهب الى بلده الام او كان يزورها كل سنتين او اكثر فهؤلاء سيكونون هم المرشحين لاكتساب جنسيات دول الخليج العربي حسب كثرة سنين بقائهم فيها وان تم ذلك فاقرأ السلام على كلمة عربي لان العرب سيتحولون الى اقلية تعيش بين هذه الاجناس المتعددة وهذا ليس غريبا فمواطني معظم الاقطار الخليجية يكونون نسبة لا تزيد عن 25% باحسن صورة تزيد او تنقص قليلا بالمقارنة مع الوافدين باستثناء السعودية واليمن .
وكما يبدوا فان قطر والسعودية كما تبدوان اول الاقطار العربية الخليجية رضوخا لتعديل قوانين التجنس وكفالة المواطن اما باقي اقطار الخليج فبدأت تنشر اشبه بالتحذيرات للوافدين من ان رسوم العمل واستخراج تراخيص لمزاولة العمل سيكونا ن اغلى واكثر بكثير من وجود المواطن الكفيل الا ان ذلك لن يجد اذان صاغية مقابل الحرية من (عبودية الكفيل) !.اما البحرين فتحاول ان تجنس عرب سنة كي تتغلب على موجات النزوح وتهريب الايرانيين اليها رغم المعارضة الشديدة من الاصول الفارسية الشيعية .ويبدوا ان دول الخليج العربي بدأت تصحوا من غفلتها على واقع لم تأخذه بنظر الاعتبار وتساهلت فيه حين سمحت لمن اصوله فارسية بالسيطرة على مؤسسات الدولة الخاصة بالتجنيس حيث عمد هؤلاء بكل حرية على اعطاء الجنسيةلاكثر من 96% للفرس والبلوش الايرانيين .ورغم ان الاكثرية سنة الا ان ولائهم لايزال يميل الى ايران رغم المميزات المادية التي حصلوا عليها بدول الخليج بل الادهى من ذلك هو نماء شركات مالية وعقارية ساعدت ايران بصورة مكشوفة اثناء الحصار الاقتصادي .
الاغرب من ذلك هو ظهور اصوات تصل لدرجة الوقاحة والصلافة تعلن انهم ضد تجنيس العرب وانهم لا يريدون عرب في بلادهم وهذا يعزى بصورة لا تقبل الشك على الدونية التي يشعر بها الفارسي تجاه العربي والعنصرية التي لم يستطع حرصهم ان يخفيها متناسين ان دول الخليج هذه هي دول عربية سكانها عرب منذ ان عرفت لا بل ان الضفة الاخرى منها ايضا تسكنها قبائل عربية معروفة سعت ايران على توطين فرس وغيرهم في مدنها .
لذلك فان رضوخ دول الخليج العربي على فتح التجنيس على مصراعيه وبوجود هذا الكم الهائل من الوافدين الاجانب فانك ستقرأ السلام على صفة دول عربية ناهيك ان اللغة العربية الان تتعرض للخطر امام الانكليزية والهندية والفارسية فكيف اذا تم استقطاب كل هؤلاء حينها سيطالبون كما طالب الاكراد المهاجرين للعراق بحرية اللغة والدين والتقاليد وربما بالانفصال أيضا! وسيتم بناء معابد هندوسيه وسيكية ووبوذية مما ستؤدي الى انحراف المسلمين بسبب الاختلاط .
وعليه فلا اعتقد ان امريكا ستسمح بصورة جدية لايران باحتلال دول الخليج العربي بل قد تسمح لها ببعض الانفعالات البهلوانية كي تكون ورقة ضغط وتخويف للانضمة العربية للموافقة على شروط التجنس ثم تكبح جماح ايران وتصبح اقلية وقومية ثانية تعشعش بالخليج العربي .
ليس امام الانضمة العربية الا ان تدق ناقوس الخطر وتعمل بجد من اجل منع وصول الامور لما قلناه من خلال ايقاف استيراد هذا الكم الهائل من العمالة الاجنبية وايقاف البناء العمراني الغير مبرر لانه خطر ذو حدين فبالاضافة لخسارة المليارات التي تحول شهريا للخارج فان هؤلاء سيمثلون اوراق ضغط على واقع المنطقة.ايقاف العمران والتوجه للصناعة بدله كفيل بافراغ نصف سكان الخليج العربي من الوافدين الاجانب ثم السعي على تجنيس العرب المقيمين فيها والتحول الديمقراطي الذي لا يتجاوز على الدين الاسلامي .. ذلك ان العربي المتجنس ايضا لو حصل على امتيازات المتجنسين الفرس فان ولائه سيتحول بسهولة وغير مرتبكة لدول الخليج فالعرب هم عرب وبلادهم هي بلاد كل العرب .وولائهم سيكون اقوى من الولاء الفارسي لقومية اخرى غير فارسية خصوصا عربية !