20 ديسمبر، 2024 9:49 ص

الفلوجة تحررت ولن تتحرر…

الفلوجة تحررت ولن تتحرر…

تحررت الفلوجة ولن تتحرر, تحررتا قبلها الرمادي وصلاح الدين ولن تتحررا, ستتحرر الموصل ولن تتحرر, سوف لن تتحرر المحافظات الغربية ان لم تتحرر محافظات الجنوب والوسط قبلها, ولن يتحرر العراق ان لم يتحرر العراقيون من تاريخهم الخطأ, مواطني جميع المحافظات العراقية تعاني نكبة العبودية التاريخية للوسيط الطائفي الذي زور تخويلاً من الله لتفريغ المجتمع من عقله ووعيه ووحدة مكوناته, الحرب على الأرهاب في الفلوجة يقابلها هدنة مع الفساد في الجنوب والوسط. الوسيط الطائفي الذي رافق مصير الأمة نكبة ومعاناة فتنة عبر التاريخ سيطول مشواره كراهية واقتتال بين الأشقاء.
الوسطاء استغفلوا بسطاء الأمة وزوروا لهم وكالة نفوذ من رب العالمين ثم تمددوا فساداً وارهاباً ولصوصية في صميم المجتمع, هم ذات الذين يتراشقون اليوم بدماء الأبرياء من داخل المحافظات الغربية وقبلها بدما بنات وابناء الجنوب والوسط, هم ذاتهم الذين ابحرت مراكب مصالحهم عبر بحار الدم العراقي على امتداد التاريخ الأسلامي, نكبة العراق الراهنة التي اكتسبت نكهتها الأسلاموية هي ذاتها صاحبة المذاق القومي, صدام استورثه صدام وزيتوني استورثه معمم وفاسد استورثه ارهابي وطائفي استورثه طائفي, الجميع استورث الجميع بأسم معلبات النصوص واوثان المقدس وبأسم الوطن المنكوب بهم احياناً.
لو لم تلتصق الأمة العراقية خطأً بأمة العروبة والأسلام, لما استقدمنا امريكا للتدخل في شؤوننا ولم نشارك في صناعة اسرائيل خنجر في الخاصرة او تنازلنا لضيوف السوء عن مصيرنا وسمحنا لهم التصرف بحراكنا وتقبلنا منهم مواعظ  وافتاء يجتث عقولنا ويصفي الحساب مع وعينا وبمكنسة دين الله مسحوا ذاكرتنا وبقايا تراثنا وسربوا فيروسات النسيان بين شرايين حاضرنا ومستقبل اجيالنا, حتى تتحرر محافظاتنا حقاً يجب ان يتحرر الوطن والأنسان ودين الله من عبودية الوسيط.
كم سماء لنا في العراق وكم هلال لنا فيها, عبر مئآت السنين لم يتفق الوسطاء ولن يتفقواعلى رؤية الهلال في يوم واحد ليتوحدوا ولو لمرة في اول يوم للصيام واول يوم لعيد الأمة كمشترك روحي متواضع في الأفراح والنوايا الطيبة, هذا لم يسمح به الوسطاء وكأن احدى الطائفتين ترى بعينين والآخرى مصابة بالحول, حتى يتوحد الناس في بناء حاضرهم وضمان مستقبل اجيالهم بعيداً عن سؤ الفهم والكراهية والثارات وحرائق الفتن, يجب ان يتحرر الشيعي من وسيطة والسني من وسيطه فلا ضرورة لهما بعد الآن حينها سيتحرر العقل ليصبح قادراً على تحرير التاريخ والجغرافية لمكونات الأمة.
اصرار عبثي ان يحافظ الوسطاء على فرق الرؤيا يومين حتى لايشترك ملايين البسطاء بافراحهم في عيد مشترك وحتى لا يفقد الوسطاء احدى قلاع الشعوذة, يزورون الرؤيا ويفبركون الأمر من اجل ان يقولوا “اليوم صيام السنة وبعد غد صيام الشيعة واليوم عيد السنة وبعد غد عيد الشيعة” كيف نفسر تلك العبثية بغير الأصرار اللئيم على تغذية الأنشطار الطائفي حتى يتواصل ذلك الجنون التاريخي بتعميق هوة الأحتمالات الضارة فتنـة بين “انفسنا وانفسنا”..؟؟؟.
الوسطاء احزاب سياسية او مراجع دينية حالة غير صحية في حياة الشعوب, مسكونين في الماضي كأموات مؤجلة الدفن يفضلون الحاضر منغلق الأفاق لا ضوء لمستقبل في نهايته, يشتهون السلطة والمال والنساء كمزرعة للدواجن يتناولون الحب فيها كوجبات سريعة, يفتقرون الى نبل التسامح وصدق النوايا ورغبة التعايش, اي مستقبل اسود عندما يستهتر بحاضر الأمة امواتها ؟؟؟.الكثير من ازلام الثقافة لا يملون اجترار المنطق الطائفي, مقالاتهم مزحمة بمفردات “الشيعة والسنة” وكأن العراق طائفتين لا مكونات فيه, يشتمون من يحاول ابعاد الحطب عن جمرة اقلامهم, لو انفرجت النكبة عن جيل عراقي رضع العفوية الوطنية مع حليب الأمهات لمالت رياح المحافظات الغربية مسرعة بأتجاه رياح محافظات الجنوب والوسط وارست سفن مشتركات التعايش والمحبة والسلام والبناء على شواطيء عراق التاريح الموحد.
الأمة يجب ان تتعلم القراءة والكتابة كي تعيد قراءة وكتابة تاريخها دون الحاجة لمن يقراءه ويكتبه نيابة عنها, المثقف الوطني عليه ان يصلح مراكب الذاكرة ليبحر في تاريخ امته, الحقائق التاريخية بحاجة لمن يعيد اليها روحها, العراق لازال حياً قابعاً في ذاته وعلى العراقيين ان يستغفلوا المستحيل لينهضوا بوطنهم, من تاريخ سوء الفهم والكراهية لم يحصد العراقيون سوى الأنتكاسات والأحتلالات والحصارات, ليخلعوا الآن اسمال تاريخ النكبة ويرتدوا العراق وطناً, بعدها ستتحرر جميع المحافظات العراقية وتتوحد مع بعضها في عراق واحد.  

أحدث المقالات

أحدث المقالات