18 نوفمبر، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

الشهيد ابو الهيل الجابري/174

الشهيد ابو الهيل الجابري/174

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
إنتهج الشهيد ابو الهيل الجابري، سبيل الكفاح المسلح، في مواجهة نظام الطاغية المقبور صدام حسين، سبيلا للمعارضة؛ إذ أعدم في العام 1981، بعد تعذيب فظيع، في معتقلات الأمن.
أبدى بطولة عظيمة، ومشرفة، خلال عمله في عضوية الاحزاب الاسلامية، التي وجد فيها حلا مثالياً، لإنتشال الشعب العراقي من مخالب الطاغية.
طورد من قبل جلاوزة النظام البعثي المنحل، فكان جيشا كاملا بشخصه.. يواجهه فردا، فيؤتي فعلا مؤثرا يفوق ما توقعته جيوش الحق، بأعدائها الباطلين.
فالشهيد الجابري، واحد من مجموعة مؤمنين بالله والوطن والذات، قاوموا وتشردوا و… قبض عليهم بدسائس وأحابيل، تدل على قوة تأثيرهم المقلق للظالمين؛ إذ جندت قوى لا يستهان بها لإلقاء القبض على بضعة رجال، فما أعظمهم.
السلاح الذي حماه الشهيد ابو الهيل ومن معه؛ بعث أرقاً حقيقياً أقلق صدام وأمنه وحزبه.. البعث المتمترس وراء مشانق، مستعد لتعليق الشعب كله عليها؛ كي يظل حاكما لأرض بور.. بلا شعب!
عاش ابو الهيل حياته ببساطة فاعلة إجتماعيا، وهو إنموذج للمسلم المثالي، الذي يهتدي بتعاليم الله.. إسلاميا، ويحولها الى سلوك يومي، متخذا من فلسفة الامام الشهيد محمد باقر الصدر.. قدس سره الشريف.
حياته وتد، يشكل محورا للناس.. يستفتونه بشؤونهم، مطمئنين الى فتواه في التغلب على مغريات النفس الغرور.. متفوقا.  
النضال الاسلامي، لم يحصر البطل الجابري، في إطار ديني صرف، إنما هو يعمل وفق منهج سياقات الجناح القتالي الذي يعمل مدنيا، في سبيل تدعيم الجانب المدني، من العمليات التطهيرية، سائرا على سبيل دقيق.. نحو وطن مثالي سقوا بذرته منذ مطلع الثمانينيات؛ لتتفتح في 2003.
المدن جروح في سرة الارض، لا تلتئم شفتاها الا بقرابين تذبح، بين يدي الطغاة.. تروي ظمأهم للدم، يسفحون شعوبا كاملة؛ فيتصدى لهم أفراد، مثل الشهيد ابو الهيل الجابري وأمثاله. 

أحدث المقالات