15 نوفمبر، 2024 9:34 ص
Search
Close this search box.

الحشد الطائفي إستراتيجية إسرائيلية.. بتنفيذ إيراني وتأسيس السيستاني

الحشد الطائفي إستراتيجية إسرائيلية.. بتنفيذ إيراني وتأسيس السيستاني

أجواء الفوضى والانفلات الأمني، وغياب القانون العادل، واعتماد سياسة القمع، وترويج وتعميق الثقافات الطائفية، أو العرقية، أو غيرها، مع تغييب أو قتل الحس والشعور الوطني وطمس ثقافة المواطنة وفساد الحكومات وتبعية القوة المتنفذة في البلاد إلى أجندات خارجية، كل هذه الأمور وغيرها تعد من أبرز العوامل التي تعمل على نشوء ونمو وتفاقم ظاهرة المليشيات والعصابات…في العراق تكاد تكون الصورة أكثر تعقيداً وعمقاً، حيث تحولت المليشيات من ظاهرة إلى قوة قاهرة فوق الجميع في هذا البلد الذي أصبح ساحة صراع وتنافس محاور وأقطاب الدول المتنفذة واللاعبة بقوة في المشهد العراقي، وتزايدت خطورة المليشيات حينما اكتسبت الصفة الشرعية والقانونية خصوصاً بعد صدور فتوى التحشيد الطائفي الكارثية حيث فتحت الباب على مصراعيه لمليشيا الحشد الشعبي لارتكاب أبشع الجرائم وأقبح المفاسد بحق العراقيين تحت مظلة الفتوى والقانون وهذا ما أثبته الواقع والتجربة المريرة…إن تأسيس المليشيات ودعمها وتوفير الغطاء الشرعي والقانوني جاء تطبيقاً ومتناغماً مع الإستراتيجية الإسرائيلية التي كشف عنها ودل عليها تصريح “موشيه يعالون” وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال فيه: ” ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده ويد أخيه فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة أن نشكل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء…”التصريح أوضح من أن يوضح فظاهرة المليشيات ومنها الحشد الطائفي وما فعلته وتفعله من ممارسات وجرائم هي نسخة من الإستراتيجية الإسرائيلية تنفذها إيران في العراق (وغيره) وبدعم وتشريع من السيستاني مؤسس الحشد وزعيمه الروحي، وهذا ما يكشف عن خطورة وكارثية فتوى التحشيد الطائفي التي أطلقها السيستاني والتي يعيش اليوم العراق وشعبه نتائجها المهلكة والمدمرة، والتي لا تخدم سوى مصالح إيران التي تتناغم وتتفاعل مصالحها مع مصالح إسرائيل، باعتبار أن العراق بتأريخه وحضارته وموقعه الإستراتيجي يشكل القطب والعصب الرئيسي للمصالح المشتركة الإيرانو إسرائيلية، ناهيك عن الحديث عن كون العراق يمثل أيضاً العدو الرئيس لإسرائيل وإيران التي تستخدم العراق وشعبه وقوداً لتسيير قافلة مصالحها الشعوبية وحطباً لصراعاتها…خطورة الحشد الطائفي وفتوى التحشيد وتداعياتها الكارثية ومسؤولية السيستاني عن كل ذلك كان قد شخصها وحذر منها المرجع العراقي الصرخي في مواقفه وبياناته ومحاضراته، ومنها ما ذكره في سياق جواب له على استفتاء رُفع إليه، حيث كان مما جاء فيه، ما نصه:(( … الرابعة: الحديث عن الحشد وما يصدر عنه لابد أن يستندَ ويتأصّلَ من كون الحشد جزءً من المؤسسة العسكرية وتحت سلطة رئيس الحكومة وقائد قواتها المسلحة ، وقد تشكّل الحشد بأمر وفتوى المرجع السيستاني ، فلا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة والمرجع وفتواه ، فمن عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو اتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب ونهب وغيرها من دعاوى واتهامات فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ .)).وهكذا بين الإستراتيجية الإسرائيلية والاحتلال والتدخلات والأطماع الإيرانية وفتوى المرجعية الكهنوتية صار العراق تحت قبضة مليشيا الحشد السلطوي الإيراني المنفذ لأجندات إيران والمحامي عن مصالحها وهذا باعتراف قيادات الحشد التي لم تتورع في إعلان الولاء والطاعة لأسيادهم في إيران الذين هم أيضاً صرحوا بتبعية الحشد إليهم وتهديدهم به للوقوف بوجه مَنْ يهدد مصالحهم الإمبراطورية الشعوبية وخير شاهد هو تهديد مستشار الخامنائي “ولايتي” باستخدام الحشد لقمع التظاهرات…

أحدث المقالات

أحدث المقالات