منذ احتلال العراق وبعد مضي ثلاثة عشرعاماً لم نجد للحكومات المتعاقبة طعماً بالشكل الحقيقي، ولا سيما النظام السياسي كله الذي يشمل كل مفاصل الحكم،لذلك نحن نقترح بإلغاء مجلس البرلمان كونه أصبح حلقة زائدة مبني على المزايدات والمنافع الحزبية لا غير وأصبحت لا نفع فيها ولم نلتمس من الواجبات المناطة بها التي ينتظرها الشعب والوطن أي ايجابية وثمرة ، بيد أنه أصبح استمراره يزيد من استنزاف أموال العراق وتأخره ،لذلك نعتقد أن الديمقراطية بهذا الشكل في العراق غير مجدية وأثبتت فشلها، بيد أن من يقرر ويقود هو غير مؤهل والشواهد كثيرة. لذلك نعتقد أن تغير شكل نظام الحكم في العراق إلى نظام رئاسي على سبيل المثال شرط تبعده عن التفرد والدكتاتورية، مع تفعيل السلطات الساندة ودعمها خاصةً أن شكل الديمقراطية في العراق هي أسلوب ممارسة حديثة ،لذلك زج العراق بهذه الممارسة الخالية من التجارب والتوعية الجماهيرية والسياسية أوصلت العراق نحو الا مركزية في القرارات وبالتالي أدت بالعراق إلى كل هذه الإرباكات المستمرة والتخبط دون الوصول إلى حلول مرضية للجميع.
المشاكل كثيرة،وبتزايد في العراق والقرار الديمقراطي لم يجدي نفعا بحلها والشواهد كثيرة وبتزايد والوقت يمر بسرعة دون جدوى،على سبيل المثال ،التحديات التي يواجهها العراق لا سيما كانت خارجية واخرى داخلية ، منها التخبط بإقرار الموازنة التي يستند عليها العراق بكل ثقله ما اثر على عملية البناء والتطوير، كذلك ما يواجهه العراق من هجمات كان للقرار العسكري متذبذب وغير مستقر ، وقوانيين اخرى تهم البلد وشعبه لا زالت معطلة مما ساعدت على اضعاف العراق و المجتمع العراقي ووحدته الوطنية.
واليوم فشل الحكومة الحالية بقيادة العراق وإصاله إلى بر الأمان، أدت إلى انتشار الفوضى في كل مفاصل الحكومة والمجتمع.
لذلك يحتاج العراق إلى حركة سريعة تصحيحة للوضع المزري السياسي وبسرعة. وما حصل للعراق الديمقراطي التعددي في أواخر نيسان عام 2016، من فوضى عارمة أثرت على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل مخيف ، وهذا مالم يحصل للعراق في كل العهود الذي مر به الذي حكم من أقوام متعددة بدءً في هولاكو والإنتهاء بالاحتلال الاميركي عام 2003.وبعد تحول العراق من نظام الحزب الواحد إلى نظام تعدد الأحزاب الديمقراطي، استبشر الشعب خيراً على اساس التحول الحاصل في العملية السياسية. ولكن مع تعدد الأحزاب، ازداد الخراب والتدمير،(( تصورا العراق يصيبه الإفلاس وهو بلد الخيرات المتعددة والتي لا تنضب إلى يوم يبعثون، والعطالة المخيفة التي اصابت العمود الفقري للمجتمع هم الشباب))، لأن هذه الأحزاب هي ليست أحزاب استراتيجية الأفكار، وما حصل من صراع سياسي أدى بالعراق إلى إهدار خيراته والسماح للأجنبي من إحتلال اراضيه، وحتى جيران العراق يتجاوزون على أرضه ومياهه دون مراعات حسن الجوار والقوانيين الدولية.
وأخر ما وصل اليه الوضع في العراق هو سقوط هيبة النظام السياسي، عندما دخل ثوار الشعب إلى المنطقة الخضراء المحصنة معطياً درس لا ينسوه ( اذا الشعب يوما اراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر)، وفعلاً عزم، وتوكل، وأنتصر..لكن الموضوع لا يمكن أن يعاد كما كان، لذلك يحتاج إلى تصحيح الأوضاع وبشكل سريع،على الاقل للمحافظة على ما تبقى من مال( إذا كان موجود) وبناء المجتمع، وليكون العلاج هو “حكومة انقاذ وطوارء وطنيي”.تسلم لشخص موزون ومدرك ، يحب العراق وشعبه.لذلك أن الإنتفاضة التي قادها السيد مقتدى الصدر ضد الفساد والتخبط، تحتاج إلى قائد سياسي ميداني يتحالف معه لإنقاذ العراق.فأن تحالف السيد مقتدى مع الدكتور اياد علاوي، سيقود العراق نحو الطريق الصحيح، بمعنى تحالف القوة مع الفكر والخبرة، وهذا يعني الإثنان ينشدون للوطنية وحب العراق، فتشكيل حكومة إنقاذ وطني وبسرعة واجب على كل عراقي مخلص.لكن ماذا نعني بحكومة الإنقاذ ؟ وما هي إختلافها عن حكومة الوحدة الوطنية؟.حكومة الإنقاذ الوطني:- هي حكومة تتألف من مجموعة كفاءات عادة تكون مستقلة وغير خاضعة للأحزاب.بمعنى أن الأحزاب لا تكون ممثلة بهذه الحكومة.ويكون واجب هذه الحكومة، التي تؤسس في الأوقات الصعبة والأزمات السياسية والإقتصادية لتخليص البلد من أزمته، وأن الية عمل حكومة الإنقاذ هي العمل على تصريف الأعمال للفترة المتبقية من فترة الحكم لإخراج الدولة من أزمتها لحين الإنتخابات القادمة.وبما أن قوانيين الأمم المتحدة ،تسمح بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في الدول التي تسودها الفوضى والإرباك السياسي وعند استطاعتها من تشكيل حكومة حقيقية.خاصة أن هذا الارباك يؤدي إلى التأثير المباشر على دول الجوار بشكل خاص ودول العالم بشكل عام.والعراق يحتاج لمثل هذه الحكومة ، وبما ان كما ذكرنا ان الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ينطبق على ما يجري في العراق ، أوجب تطبيق حكومة انقاذ وطني وطوارء وبشكل سريع وبالتعاون مع القوى الوطنية التي توافق على تشكيل حكومة انقاذ وطني حكومة الوحدة الوطنية:-هي حكومة سياسية تتشكل بعدد من الأحزاب سواءً كانت أحزاب كبيرة أم أحزاب صغيرة، والغاية منها خلق قاعدة جماهيرية وتوافقاً وطنياً كبير وأشمل وخاصة في الدول التي تنتهج النهج الديمقراطي التعددي.. لكن للاسف العراق لم يفلح بمثل هذه الحكومة.أن العراق بحاجة إلى وقفة جادة وسريعة لمعالجة مشاكله ، من توحيد صفوفه وتحصينه من المتغيرات في الداخل والخارج لضمان سلامته وسلامة شعبه ، من خلال مشروع وطني انقاذي طارد للمحاصصة والطائفية بأشكالها ومن ثم بناء دولة المواطنة ، دولة العدل والمساواة وسيادة القانون وحقوق الانسان .،ونحن نعتقد أن الدكتور اياد علاوي هو خير من يقود هذه الحكومة وبالتعاون مع التيار الشعبي الذي يقوده السيد مقتدى الصدر، كي يخلّص العراق والمحافظة على ثرواته وانقاذ مجتمعه من الضياع ، ويتزامن مع تصحيح الدستور بشكل يتوافق مع المجتمع العراقي وحكومته.وأن عملية حكومة الإنقاذ والطوارء هي الحل الأمثل والأسمى لما يمر به العراق.
والله ولي التوفيق