حين قدمت للسويد لاجئا سياسيا أبحث عن الحرية في بلد زرته سابقا بشبابي بطلا رياضيا بالمبارزة وعشقت فيه فتاة أجمل من ملائكة الجنة , جلبت معي للسويد عبارات عربية ترسخت في دماغي وتراقصت على لساني ورغم أني أرددها ببساطة وبراءه منذ طفولتي وشبابي في العراق الا أني أكتشفت أن وراء أستخدامها تكمن الأذى والخيبة وسد باب التعاون للغير والله برىء منها تماما , بدليل أني فوجئت عند قدومي ثانية للسويد أنها عبارات للكذب والتمويه وغالبا ماتكون مستهجنة ومخجلة في العمل الجاد مع رفاقك ومرؤوسيك لأنها تعني التكاسل والفشل والتراجع في الأداء الوظيفي أو في أتخاذ قرار حاسم وجيد ومثمر لأنك تعتمد على شخص أخر أفضل منك قدرة وتكذب عليه بوقاحة: هو الله ليساعدك في أنجاز عملك دون التأكيد بأنك الأوحد والأهم في أنجاز العمل المناط بك أصلا فلماذا تقحمه دون أذن منه وتسىء اليه ولطالما استخدم هذا الثالوث طغاة الأرض من حكامنا العرب والمسلمين بالذات وبعض رجال ديننا من الجهلة والكذابين وسياسينا التافهين والفاشلين للتخلص من مواقف محرجة ومشاكل يصعب حلها لأنها تتطلب عقلا راجحا وشخصية قوية , ومادمت أنت تستخدم هذه العبارات التي طواها الزمن فعليك أن تقول بالسويد بثقة وشجاعة : أنا سانجز ذلك حتما … سافعل ذلك مادام جيدا وفيه الفائدة … سأنجز ذلك في الوقت المحدد … نعم ساكون عند وعدي … انا قادر على عمله وتنفيذه …. الخ .
أن الأمم الحضارية أعتمدت على نية الصدق ونبرة الثقة في القول والشجاعة في التحدي للصعاب في الطبيعة ولم تكلف الله أحراجا لتشركه بقسم يعرف صاحبه أنه كاذب حد اللعنة واضعا على ضميره غطاء من حديد صدأ لأنه يفهم الله من خلال التلقين و التعود الطفولي بمجتمع متخلف لايقبل التطور لفقدان مجس الصدق وبوصلة الحضارة لديه بدليل بروز أفاقين بأسم الدين والسياسة وهم لصوص سفلة أبتلت بهم دولهم وشعوبهم فسيطروا على ثرواتها وكنوزها واذلوا الفقراء من دينهم وألهوهم بقتال بعضهم كحيوانات الغابات الأفريقية وكل منهم ينادي الله وأكبر , حاشرين الله حتى في حروبهم القذرة.
أن الله لايحب المتكاسلين والعاطلين والثرثارين ولادعاة الحروب من أجل مجد ذاتي زائل ولايود أن يحشر نفسه للضحك على الناس من خلال مرؤوسيهم وقادتهم ولا على المتوكلين بأسمه لعمل شيطاني يخدعوا به الفقراء ولايحب بناء المعابد التي ترتل اسمه وتقترف الجرائم المنكرة بحق الأبرياء دون حق بل ولم نجد دعوة للأنبياء الذين ظهروا منذ بداية ظهور الأنسان وتجاوزوا الألفين وستمائة نبي في كل أجزاء الأرض دعا الى مشاركة الله في اتخاذ قرار حاسم لمصير أنسان بل تركوا العقل وحده هو المقرر دون الحاجة للأستجداء المذل وجعلوا الله رقيبا ومساعدا أحيانا وهو في ملكوته السماوي ولم ينزلوه أرضا كما نفعل في بيوتنا وجوامعنا ومدارسنا ومصانعنا . ففي بلدان العالم المتحضر لايوجد خوف من الله ولاطاعة مفروضة لأنه بداخلهم يعيش قرير العين وبالتحديد في ضمائرهم الأنسانية التي لم تلطخ بدعاء ساذج وكذب حتى لو كان أبيض لأن نور الله توهج في قلوبهم وطهرها من رجس أحمق في حين يخاف الفقراء والطيبين الله لكثرة ما روج له من أئمة الفساد في الجوامع والمساجد , فهو جبار عنيد لمن يعصي أوامره التي روجها الفاسدين من رجال الدين , فلديه جنة واسعة فيها مالذ وطاب من طعام وشراب وحور العين و سيمنحها مطافاءة للفقراء الجائعين حين يموتون جزاء طاعتهم لرجال الدين الذي يدعون وصيته عليهم ومن عصى أوامرهم فله سعيرجهنم الحمراء التي يأكل ساكنيها ( من غسلين ويشربون مياه آسنه ) وكأن الله طاغية يتلذذ بتعذيب البشر وتارة يطيب له أن يجعلهم يمارسوا الجنس مع
حوريات من النساء ويشربوا الكوثر والزنجبيل و ماشاء لهم عملا بالأية الكريمة (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ) و(مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ).
أن الله محبة بين الناس ولاينحاز لدين معين أو عائلة معينة مهما كانت قرابتها من نبي أو رسول أو قديس في أي دين فكل البشر أبناؤوه وخلانه ويلعن كل من يحاول استغلاله بخداع الناس وخاصة الفقراء منهم بل ولايحب أطلاقا الأدعياء والنصابين وأولى الأمر من الكذبة وخاصة السياسين وحين خلق الأنسان على خلقه من طين ,أعلن بصراحة أنه سيد ارضه ففيها مقومات الجنة لمن أحسن عمله واستخدم عقله ونظف قلبه وروحه من أدران الحقد والكراهية وفيها مقومات النار لمن اساء وكذب في عمله وأدعى أنه أمام مرسل . فهل خففتم من الثالوث المقدس بألوهية الله الذي لايحب الكذب مع انفسكم ومعه ومع الناس .