مقدمة :
كيف يتم استخدام و احداث تفجيرات مثل هذه ، حجماً و دماراً و ومكاناً و زماناً و كيف تقوم بها داعش و ماهي العوامل المساعدة ( اقصد من خارج تنظيم داعش) التي تستطيع ان تدفع و تساعد داعش الى القيام بخرق امني ( بالوكالة )بهذا الحجم و هذه الكيفية و بدون اتفاقات مباشرة معه بل و بالاحتفاض بالموقع العدائي لها معه .
طبعاً اعمال الاختراق الاستخباراتي اصبحت متطورة جداً من ناحية التخطيط و الأدوات و التنظيم و الادارة عن بعد ، وكذلك بأستخدامها علوم متقدمة و من ضمنها علوم علم الاجتماع و علم النفس لتحليل النمط الفاعل و الوسائل المؤثرة في مجتمع تنظيم داعش و كذلك اضافة للعلوم التكنولوجية و ان اختراق تنظيم داعش للقيام بعمل نوعي ولأهداف و غايات محددة لا يعني ان الدواعش لا يرغبون بعمل بربري كهذا بل هم ايضاً لهم فيه غاية و هدف .
من المعلوم ان تطور العمل الاستخباري وصل مرحلة بحيث يوفر مجموعة ضروف مناسبة للفعل المطلوب بعد دراسة كل الأدوات المتحركة في ساحة التنظيم وتوقع حركتها بناءاً على المعطيات و الضروف الممكن توفيرها و ما عليهم إلا الانتضار قليلاً ليحدث الحدث المطلوب ولا توجد استخبارات تستطيع ان تقوم بهذا الفعل في العراق سوى العائدة لاميركا و ايران و بأماكن محددة بريطانيا و حجم قدرتهم حسب التسلسل .
التفجيرات :-
ان استثمارات تفجير الكرادة أمريكياً لا نستطيع نحن ولا أي معهد دراسات متخصص ان يحددها بدقة لأن احد ثوابت السياسة الأميركية هي استحالة تحديد الهدف الامريكي الحقيقي من قبل الصديق و العدو على السواء ولو كشف الهدف الامريكي فأن اول خطوة سيتخذها الاميركان هو تغيير خطة العمل و لكن يبقى تفتيت المنطقة عنوان كبير و عام للهدف الامريكي وتفجير الكرادة حدث مهم في سلسلة احداث التفتيت الوطني للعراق ،
اما الاستثمار الايراني فهو واضح المعالم من أضعاف الحكومة العراقية التي تتأثر بالضغط الامريكي اكثر من الضغط الايراني مما يقلل من اوراق ايران العراقية رغم كثرتها لكن ايران لا تكتفي بشيء وهذا مبدأ سياسي عام ، وما تصريح المالكي و زيارة الخزعلي ( كلاهما امتداد لسياسة الولي الفقيه ) لموقع الانفجار و ضرب بعض مجمعات النازحين السنة بالهاونات إلا لتوفير استمرارية الزخم المطلوب لرفع التصعيد الطائفي مما يجعل بقاء الحشد ضرورة بل تطويره الى حرس ثوري شبيه و تابع للحرس الثوري الايراني ،وكل ذلك هو جزء مهم في توفير ادوات التغيير الديمغرافي التي تقوده ايران في العراق و بسبب مبدأ ميكافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) فأن قتل بعض الشيعة في مساحة صغيرة و بأي عدد يرونه ( دائماً يرونه صغير مقارنة مع الهدف ) هو مبرر من اجل نصرة المذهب
….
ان مروراً موجزاً عن اخر ثلاث تفجيرات تقوم بها داعش لم تمكننا ان نجزم ان المؤثر الايراني هو من قام بها بأستثناء تفجير المدينة المنورة حيث ان اهم معطيات انفجار استنبول هو الاتفاق الروسي التركي و الذي كان مفاجئ لأميركا و مزعج لأيران فهذه الاستدارة التركية احتاجت استحضارات مع الروس و ترتيبات لتخريجها لا يمكن ان تقل عن أسبوعين وهذا امر تم تدبيره بدون علم الاميركان مما يعني ان الأتراك اتخذوا قرارهم لوحدهم هذه المرة ، خصوصاً بعد تلكؤ الامريكان بدعمهم امام الروس عندما دفعوهم للاصطدام معهم ، علماً ان المتغير الأوربي قد يكون هو دافع اخر للأتراك لتوحيد موقفهم مع الروس لأن الاتحاد الأوربي تعرض الى صدمة فأرادت تركيا ان ترسل رسالة بأنها مهتمة بروسيا اكثر منهم و ان توحيد موقفها مع روسيا يقلب كفة المعادلة الأوربية بالمجمل ،
اما الإيرانيين فأن الاتفاق التركي الروسي يضعف من اهمية التحالف الروسي الايراني و انعكاسات هذا التحالف على الساحة السورية مصدر قلق لإيران و الذي يعتبر تحالفها مع الروس تحالف مواقف سياسية قابلة للتبدل لا مصالح اقتصادية دائمة و هذه التحالفات تكون دائماً هشه لذا ارادت ان ترسل رسالة للاتراك ان أي اتفاق لكم مع الروس لا نسمح ان يكون على حساب الوضع السوري كما ان اي دعم لأكراد ايران من خلال أكراد العراق ( تحديداً الحزب الديمقراطي الكردستاني ) الذي تتحالفون معه فأننا لن نكتفي بضرب كردستان العراق بل سننتقل للداخل التركي قبل ذلك .
اما تفجير بغداد سبق ان أوضحنا شيء عنه إلا ان تفجير المدينة المنورة هو رسالة واضحة من الإيرانيون هي أنكم ايها السعوديون هدف متاح لنا و لسنا نعترف بأي خطوط حمراء أذا استمريتم بالدفع الدولي لتحجيم الحشد في العراق .
وجهة نظر