23 نوفمبر، 2024 5:16 ص
Search
Close this search box.

عفرمن كاكا مسعود .. ليس في الدار من يحتشم

عفرمن كاكا مسعود .. ليس في الدار من يحتشم

مع أول انتخابات ديمقراطية في العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري , أجرت حكومة إقليم كردستان استفتاء للشعب الكردي حول استقلال كردستان وانفصالها عن العراق , فكانت المفاجئة أنّ 98% من أكراد العراق يريدون الانفصال عن العراق , وحين أجرت حكومة الإقليم هذا الاستفتاء , لم يكن حينها أي خلاف قد نشب بعد بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم , وعندما سأل المذيع إيلي ناكوزي رئيس الإقليم مسعود بارزاني في لقائه معه ضمن برنامج من العراق الذي كان يقدّم من قناة العربية عن نتيجة الاستفتاء وهل ستنفصلون عن العراق ؟ قال مسعود بارزاني بالحرف الواحد , نعم سننفصل عن العراق , وإذا لم يكن هذا العام فالعام القادم , وإذا لم نتمكن في العام القادم فخلال السنوات القادمة , بهذا الوضوح وهذه الصراحة أجاب مسعود على سؤال المذيع ناكوزي , ومسعود يعي جيدا أنّ الظرف الإقليمي والدولي لا يسمح له بمثل هذا الانفصال , فاختار نموذج الدولة داخل الدولة تلبية لطموحاته الانفصالية وكأمر واقع يجب فرضه على حكومة بغداد , واستطاع أن ينجح نجاحا باهرا في فرض نموذج الدولة داخل الدولة , فأصبح الإقليم بفضل هذا النموذج دولة مستقلة لا ينقصها سوى إعلان الاستقلال , والذي ساعده على تحقيق هذا الوضع الشاذ ,  هو الصراع الطائفي الذي نشب بين الشيعة السنة بعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء والذي قادهم إلى الحرب الأهلية .
فعلاقة الإقليم بالحكومة الاتحادية علاقة من طرف واحد , فالأكراد موجودون بكل مؤسسات الدولة الاتحادية ابتداء من الرئاسات الثلاث ومرورا بالحكومة والبرلمان وكافة وزارات الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية , من دون أن يكون هنالك أي وجود للمؤسسات الاتحادية في الإقليم , ولهذا فحين توّقع حكومة الإقليم اتفاقا للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية بدون علم وموافقة الحكومة الاتحادية , تعلم تماما هي وأمريكا أنّ هذا لا يقع ضمن صلاحيات حكومة الإقليم , وهو ضمن الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية المنصوص عليها في المادة 110 من الدستور العراقي , ولكنّ هذا لا يعني شيئا لمسعود , فهي ليست المرّة الأولى التي تدوس بها حكومة الإقليم دستور العراق وسيادته تحت أقدامها , فماذا فعلت حكومة بغداد لمسعود حين قررّ بيع النفط العراقي خارج موافقة الحكومة ووزارة النفط الاتحادية ؟ وماذا فعلت له في المرّات السابقة حين كان يعقد الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية مع مختلف حكومات العالم ؟ وعليه فإن اتفاق التعاون العسكري الذي وقعته حكومة الإقليم يوم أمس مع الجانب الأمريكي , هو استمرار لنهج مسعود في تعزيز بناء نموذج الدولة داخل الدولة , ومسعود لا يكترث لبغداد وحكومتها وبرلمانها , ولو كان مسعود يعلم أن حكام بغداد يملكون ذرّة من الكرامة لما تجرأ على ذلك , ولما أقدم أصلا على خرق الدستور العراقي , لكنّ الرجل يعرف الذي نعرفه نحن , ولسان حاله يقول طز على بغداد , وطز على حكومة وبرلمان بغداد , وطز على سيادة ودستور العراق , وأنا أقول لمسعود .. عفرمن كاكا مسعود , لقد مرّغت أنوف الجميع بالوحل . نعم كاكا مسعود ليس في الدار من يحتشم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات