(لا لأراقة الدم) قانون وفلسفة لدى مقتدى الصدر لا مناص عنه ..يمكن أن تتلمس هذه الفلسفة أو هذا القانون بشكل واضح جدا في الخطوات التي يتبعها الصدر بكل حذر تجنبا لإراقة الدم .أسلوب إدارة الأزمة في موضوع التصويت على حكومة التكنوقراط المستقلة والسيطرة على قيادة دفة التظاهرة المليونية بأقل ما يمكن من الخسائر بل إن كان بالإمكان أن تكون الخسائر معدمة .هذه الفلسفة يتبعها القائد الصدر حتى مع سرايا السلام من خلال توجيهاته للقادة الميدانيين بضرورة عدم إعطاء خسارة روحية بالمقابل فإنه يستخدم كل الأساليب الممكنة في الحيلولة دون حدوث ذلك .هكذا فإن الدم عند الصدر خط أحمر أو قانون عقلي كما هي القوانين العقلية التي لا تقبل النقاش (كالواحد نصف الاثنين) او (لا يمكن الجمع بين النقيضين) … وهكذا ..غير أن هناك #حالة حدثت مؤخرا لا أعتقد وحسب رؤيتي القاصرة انها تقع ضمن إطار أو ضمن قانون (لا لأراقة الدم) ….الحالة :: المُظاهرة الفوق مليونية التي حدثت يوم الثلاثاء الموافق 26/4/2016 عندما اجتمعنا في ساحة التحرير صباحا وبحدود الساعة (9:00 ) جاء الأمر بالتوجه أمام المنطقة الخضراء … .فترجلت الأقدام بنسق مهيب تشق خطاها وفق نظام بلورة الماس الهندسي الثمين عابرة جسر الجمهورية الخالد فوق دجلة الذي وقف مائه تحية لراحلة الطاعة الربانية العجيبة إلى بوابة الشيطان الحمراء المُشينة ….توقفت الراحلة هناك أمام بوابة المنطقة الخضراء بأمر من القائد الصدر …و انتظرنا …و انتظرنا…و انتظرنا …كانت الشمس جميلة جدا حتى ظننا اننا في يوم الحشر (يوم لا ظل إلا ظله) …الى ان جاء النداء عبر المعاون الجهادي (كاظم العيساوي) بالبقاء تقريبا عند حدود الساعة (1:00 ) بعد منتصف النهار …نعم كان الأمر هو (البقاء) إلى أن يتم التصويت من قبل البرلمان المشاكس الذي أخذ يتعارك فيما بينه لأجل التأجيل والهروب من التصويت .ما يهمني هو …لماذا لم يكن الأمر هو دخول المنطقة الخضراء بدلا من البقاء أو الإنتظار واستثمار ما يمكن استثماره من الوقت للضغط على البرلمان في التصويت على كامل الكابينة الوزارية بدلا من تأجيلها إلى يوم آخر ؟؟؟أعتقد أن الخطورة على المتظاهرين كانت معدومة لامر بسيط وهو أن عدد المتظاهرين فاق أو قارب (المليونين) متظاهر ما بين شيخ وامرأة ما بين شاب وطفل كما أن خط الدفاع الذي أخذته الجهة المنظمة للمظاهرة ليس من السهولة اختراقه وايضا الالتزام العالي للمتظاهرين وعدم تسجيل أي حالة فوضى أو ما شابه ذلك .إذن لماذا كان الأمر بالانتظار بدلا من دخول المنطقة الخضراء واحاطة مجلس النواب للضغط عليه وكان ذلك متاحا بشكل يسير ؟انا أعتقد ضمن مفهومي القاصر ان السبب وراء ذلك أمر أهم من استثمار الوقت في إقرار حكومة التكنوقراط المستقلة لدى السيد مقتدى الصدر وهو تدريب القواعد الشعبية على الطاعة المطلقة فبرغم صعوبة تجمع هذا العدد الهائل من المتظاهرين وحرارة الجو العالية ونقص الخدمات النسبي وبرغم حال النواب المرفه من كل النواحي…جاء الأمر بالانتظار والبقاء وعدم الحراك تدريبا للقواعد الجماهيرية على الطاعة بل ذهب السيد مقتدى الصدر إلى أبعد من ذلك عندما أمر القواعد الجماهيرية في التجمع مرة اخرى يوم آخر للضغط على مجلس النواب ..لقد كان بمقدور مقتدى الصدر أن ينهي التصويت على كابينة حكومة التكنوقراط المستقلة في يوم واحد ولكنه يخطط لامر عظيم وهو إحراز الطاعة المطلقة للقواعد الجماهيرية تمهيدا لأمر عظيم عظيم .