لا اعرف لِمَ تذكرت مقولة الكاتب الايرلندي الكبير برنارد شو الشهيرة التي وصف فيه ساخرا حاله عندما ساله احدهم عن كثافة لحيته مقابل تصحر شعر راسه، فمسح يده على راسه وقال “سوء في التوزيع”، وقبض على لحيته قائلا “غزارة في الانتاج”.تذكرت ذلك وانا ارى ملاعبنا الجديدة الجميلة وهي تدخل الخدمة في المحافظات والاقضية وتغيب عمدا عن العاصمة بغداد التي تفتقر بشكل واضح لملعب من الممكن ان يحتضن منافساتنا باستثناء طبعا الملعب العتيق الذي نجحت عملية التجميل الاخيرة في اظهار رونقه، على امل بقائها دائمية حتى ان تعرض لهزات مناخية مقبلة.قد تاخذنا الظنون لتفسيرات بشأن جدلية البناء في الاقضية، وقد تسعفنا تلك الظنون في ايجاد مخرجات للموضوع، قد يبدو بعضا منها منطقيا، فالبعد يخفي وراء ستاره الكثير من الاسرار التي لسنا في معرض الحديث عنها الان، لكن ما يدفع الجهر بتلك الظنون هو الاصرار عن تغيبب العاصمة عن كل ما هو جميل من الملاعب.بالتاكيد انني وهذا لا مجال فيه للشك، انني لا استكثر على اهلي في الوسط والجنوب نهضة الملاعب، لكنني استغرب في الوقت ذاته تغييب العاصمة عن صنه تلك الجودة التي نشاهدها في كربلاء وعفك والشطرة والديوانية ومناطق اخرى.سوء التوزيع قد يقوّض من فرص نجاح تلك المرافق، لانها ستظل بعيدة عن اقامة مباريات تليق بتلك المرافق، مع جل احترامي لفرق تلك المحافظات التي نتمنى ان تشارك في الدوري الممتاز، حتى يتسنى لتلك المرافق ان تدخل الخدمة الفعلية، وان لا تكتفي بمهرجانات الافتتاح.ملاعب العاصمة تئن من فرط اهمال اكل تاريخها وحاضرها، واتمنى ان تهتم المرجعيات المؤسساتية للاندية في ملاعبها، لكي تظهر بالمظهر الذي يجب ان تكون عليه.دعوة وزارة الشباب والرياضة لنظيراتها الاخريات يجب ان تحظى بالاهتمام، ويكفينا تعليقا لاوجاعنا على شماعة التقشف، فمن يريد ان يصنع شيئا يستطيع ذلك، وخير دليل على ذلك ما فعلته الوزارة في ملعبي كربلاء وعفك، والا فان برنارد شو حاضرا بمقولته الساخرة التي جلدت واقعا استلهمنا منه سخريته في وصف حال ملاعبنا.
ومضـــة
“افضل طريقة لتدمير الرجل الذي لا يعرف ادارة ماله هي ان تعطيه مزيدا من المال”. شو في مناسبة ساخرة اخرى.