لا اعرف إلى اي طرف أوجه استغاثتي وحزمة أمنياتي وخوفي المتزايد من احتمال نفاد الوقت بقضية إنسانية لا تخصني بل تخص جميع العراقيين من الشمال إلى الجنوب،لا ادري ،هل أوجه استغاثتي الى المرجعية الدينية العليا كونها الأب والراعي والمؤثر في الأمر والنهي،ام أوجه خطابي إلى قادة البلاد وخاصة السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر ألعبادي باعتباره الضامن والكافل مع باقي الرئاسات لحقوق العراقيين بما ألزمهم به القانون والدستور والعرف وبما ألزموا به أنفسهم واقسموا عليهم من حماية العراقيين وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم،ام أخاطب قادة الكتل السياسية على مختلف مذاهبهم ومشاربهم ،ام أخاطب الوزير المعني والوزير الماسك بخزائن العراقيين ..أم أخاطب أهل الخير والمتمكنين أم أخاطب المنظمات الإنسانية والصحية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وما أكثرها في العراق.نعم أخاطب هؤلاء جميعا دون استثناء وكل بحسب موقعه ومسؤوليته وقدرته لان القضية التي أناشد الجميع من اجلها هي قضية إنسانية محضة ليس لها علاقة بالأحزاب والطوائف والمذاهب والاعتصامات والإصلاحات والتكنوقراط.
القضية سادتي تتعلق بمرضى سرطان الدم والبالغ عددهم أكثر من (1600) مواطن ،من أبوين عراقيين،توقف الدعم الحكومي عنهم وتوقف معه توزيع الأدوية العلاجية الخاصة لهم بسبب عدم توفير المبالغ المطلوبة من قبل وزارة المالية وعجز وزارة الصحة عن توفير المبالغ المطلوبة.
المشكلة تكمن إن أسعار هذه الأدوية غالية جدا بحيث يصل سعر العلبة الواحدة تجاريا والتي تكفي لشهر واحد أكثر من ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف دينار عراقي،اي ان المريض يحتاج خلال السنة إلى أكثر من أربعين مليون دينار من اجل توفير العلاج المطلوب.فهل تستطيع اي عائلة لديها مريض ان توفر هذا المبلغ ام انها ستبيع كل شيء وتلتحف السماء وتنتهك حرمة عائلة باكملها.
ان أموال العراق أكثر بكثير من أن تشح على العراقيين بمثل هذه المبالغ الزهيدة إذا ما قورنت بقيمة الإنسان العراقي وحقه في أموال وثروات بلده،ومن العار ان يموت عراقي لأنه يعجز عن شراء الدواء اللازم في وقت تنهب أموال العراقيين وتذهب هدرا بأوجه ومواضع يراد منها النهب والسرقة.
إن على الحكومة ان تعالج الموضوع بأقصى سرعة لان خطر المرض لا يتوقف على التقشف او الانتظار او فك المشاكل بين وزارة المالية ووزارة الصحة خاصة وان شركة نوفارتس الأمريكية أوقفت توريد العلاج بسبب عدم التزام الجانب العراقي بالدفع.
إن علاج(كلبك) لا يحتاج الى أموال من اجل توفيره للعراقيين لان أموال العراق كثيرة لكنه يحتاج الى رجال شرف يقيمون الحياة ويقدسونها حتى لو كانت مدة هذه الحياة يوم واحد.
اعرف إن لا قيمة للحياة في بلدي لكني أتمنى ان أكون على خطا فربما ثارت غيرة الحمية ونخوة الرجولة في نفوس ولاة الأمر وأعطوا الحق لأصحابه ومنحوا الأمل لمن يستحقه.