26 نوفمبر، 2024 2:46 ص
Search
Close this search box.

المرجعية ومكر المندسين والانتهازيين‎

المرجعية ومكر المندسين والانتهازيين‎

مرة أخرى تزداد الاوضاع سوء وتتصاعد وتيرة الاحداث الى درجة الانفلات الاعمى والانهيار الخطير في الساحة العراقية السياسية ، ما زاد الامر والوضع مرارة والما هذه المرة هي حدوث ما لا نتمناه رغم أنه أمر كان متوقعاً على ضوء التصعيد الاخير في حركة الاحتجاج التي تحولت بفعل التدخلات السياسية الى حراك ذي سمة سياسية بارزة لجهة معينة او هكذا أصبحت الأمور  على الاقل من وجهة نظر  اتباع تلك الجهة السياسية وقياديها .احداث الجمعة و نتائجها المؤسفة كانت بالتأكيد بفعل فاعل وهذا الفاعل بالتأكيد ليس فرداً وانما عصابة وشرذمة مؤدلجة هم المندسين الذين تحدثت عنهم وقصدتهم المرجعية الرشيدة في خطابها والذي صدر عقيب الأحداث الخطيرة التي حدثت نهار الجمعة، هؤلاء (المندسين) كان هدفهم باتجاه تصعيد الاوضاع الى مستوى الصدام المسلح بين المتظاهرين والقوات الأمنية ولذلك هم لم ولن يكونوا يعترفون و يذعنون الى شعارات وهتافات المتظاهرين السلمية.و نعود الى البيان الذي صدر من المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي حول احداث يوم الجمعة والمصادمات العنيفة والدموية التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية ، فالبيان عبر عن الحزن والألم والقلق من تلك المصادمات التي أسفرت عن وقوع ضحايا أعزاء من الجانبين ، واوضحت المرجعية ان هذا التصاعد في مجريات الأحداث يأتي نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية و الإنسانية للبلاد ، ونبه سماحة المرجع اليعقوبي الى التوقيت الخاطئ لهذا الصدام والذي يتطلب من الجميع توحيد الصفوف لدعم ومساندة قواتنا المسلحة التي تحقق انتصارات متتالية في جبهات القتال العديدة مع الدواعش وباقي اعداء العراق ، وبالتالي فأن توقيت التصادم لايتلائم ضرورات المرحلة ولايخدم الا الاعداء .  ثم أنتقل خطاب المرجعية لبيان موقفها ورؤاها وابداء نصحها توجيهاتها لكل من المتظاهرين والسياسيين كلاً على حدة ، في معرض حديثها عن المتظاهرين نجدها ساندت المطالب الحقة للمتظاهرين المخلصين وهم الذين خرجوا من ذاتهم للمطالبة بحقوقهم المستلبة والمضيعة ، وحذرت المرجعية من المندسين الذين يضيعون الحقوق المشروعة للمتظاهرين من خلال تحريف وتشويه المطالب الجماهيرية بالشعارات التحريضية والمغرضة أو الممارسات و ألافعال ا لعدوانية ، وهذا ما يستهدفه المندسين وهي الفوضى العارمة و ادخال البلاد في أتون الحرب الأهلية او الفئوية ، وهو المخطط الذي يسعى اليه أعداء العراق من كل حدب وصوب. أما توجيه المرجعية الرشيدة للمتظاهرين المخلصين فهو اجهاض مخططات الاعداء وأذنابهم المندسين وذلك من خلال الحرص على التصرف بحكمة ومراعاة احترام القوانين والحفاظ على أمن البلاد ومؤسسات الدولة والمصالح العامة لقطع الطريق أمام كل من يريد الشر بالعراق والعراقيين. اما بالنسبة إلى السياسيين المتصدين فأن سماحة المرجع اليعقوبي كان أكثر تشدداً وحزماً في خطابه لهم ، فأنه بدأ بتوبيخهم على تكبرهم وأنانياتهم الى درجة الترفع عن شعورهم باخطائهم وخطاياهم وعدم أهتماهم بحقوق الشعب ومعاناته او معالجة مشاكله او التفكير والمبادرة برفع ظلاماته ومظلوميته ، ثم انتقل سماحة المرجع الى توجيه انذار  شديد اللهجة للسياسيين حذرهم فيه من ان الاستمرار في التقصير  والتجاهل لواجباتهم تجاه ابناء شعبهم سوف يؤدي في النهاية بهم الى الهاوية بعد فوات ولات حين مناص ، وبين المرجع اليعقوبي للسياسيين أنهم سوف لن ينجيهم  من غضبة الشعب آنذاك من يحميهم ويعتصمون بهم اليوم من دول وحكومات .وختم المرجع اليعقوبي خطابه للسياسيين بتذكيرهم انهم قادرون على حل مشاكل العراقيين لانهم من صنع تلك المشاكل ، وأوضح سماحته لهم ان الحل لا يتطلب منهم سوى الأرادة الصادقة والرغبة الجادة لانقاذ العراق وخدمة شعبه ، وأكد سماحته ان كل العراقيين سوف يكونوا عوناً امام أي مشروع حقيقي للإصلاح ، وكذلك عرض سماحته مشاريع الإصلاح الكثيرة التي وضعها امام طاولاتهم مراراً وتكراراً لحل الأزمات المتلاحقة في البلاد .وختم المرجع اليعقوبي خطابه عن الاحداث المؤسفة التي وقعت يوم الجمعة بتذكير السياسيين ودعوتهم بأن يثوبوا الى رشدهم ويتجردوا عن أنانياتهم ويشحذوا هممهم للعمل الجاد والمثمر في سبيل تحقيق مطالب العراقيين ورفع معاناتهم. بعد هذا الاستعراض الموجز لأهم مضامين بيان سماحة المرجع اليعقوبي يحسن الاشارة الى عدد من الملاحظات حول بعض الافعال والاحداث التي رافقت صدور البيان ومنها:1- ان سماحة المرجع اليعقوبي كان كالعادة سباقاً الى بيان موقف  الحوزة العلمية عموماً والمرجعية الرشيدة على وجه الخصوص حيث صدر البيان الذي تضمن توجيهات ونصائح المرجع بعد وقت لا يتعدى ساعتين من حصول الصدام بين المتظاهرين وقوات الامن العراقية. 2- قام موقع السومرية نيوز وبعض الفضائيات بتشويه مضامين البيان بتصويره يتضمن الاشارة فقط الى المتظاهرين المندسين .3- قام بعض المندسين من المرتزقة والجهلة الذين فضحهم وكشف مخططاتهم خطاب المرجع بتسويق افكارهم المريضة وعقدهم الشخصية تجاه المرجعية الرشيدة من خلال تزييف مضامين الخطاب وتوجيه الاتهامات التسقيطية والتخوينية .4- ساهم خطاب المرجع اليعقوبي في اطفاء فتنة كادت تعصف بالبيت الشيعي وسعى إليها الاعداء بقوة ، وكان بيان المرجع فرصة للقيادات السياسية للانتباه لهذا المخطط وافساده من خلال التأكيد على وحدة الصف وكبح جماح المندسين .5- ساهم بيان المرجع اليعقوبي في تنبيه الشارع العراقي وتحشيده لدعم ومساندة القوات المسلحة المكونة من الجيش والحشد في مشروعهم الجهادي الوطني لتحرير كامل الاراضي العراقية وخصوصاً الفلوجة من دنس الدواعش وحلفائهم الأشرار. 

أحدث المقالات