18 نوفمبر، 2024 4:47 ص
Search
Close this search box.

ابو ثورة يحتفل بعيد العمال  من غير عمل  !!

ابو ثورة يحتفل بعيد العمال  من غير عمل  !!

ابو ثورة مواطن كلاسيكي ، في عيد الفطر ومع انه لم يصم رمضان في حياته الممتدة الى 60 عاما ولم يفكر يوما بذلك ، تارة بسبب مراهقة الشباب وأخرى بسبب مراهقة الشيوخ المتأخرة  وثالثة  بذريعة الأمراض المزمنة  ، تجده من أول الواقفين في طابور ” الكاهي والكيمر ” احتفاء بالعيد السعيد وأكثرهم فرحا  به  ، في عيد الأضحى الذي لم يضح فيه يوما قط تجده ومنذ الصباح الباكر يقف امام ” جوبة الأغنام ” لعله يحظى بقطعة لحم هبر –  طياري  – من أحد المحسنين يأكلها على الغداء بكل انسيابية و شفافية وهو يسب الحكام السابقين واللاحقين  – شلع قلع – وبعد التجشؤ هييييييييع يقول لزوجته أم ثورة ذات البشرة الأوبامية السمراء  والتي كان قد خطبها من  والدها ، احد اكثر الإنسانيين المعروفين أنسنة – على كولت الكونفوشيوسي – في احدى المسيرات العمالية ايام النضال السلبي  ( اكلج بيت حجي محمد ماوزعوا لحم اضاحي هالسنة ؟ ايباه شكد بخلاء ، مايصيرلهم  جاره ،  الله يرحمك جاري  ابو ثائر ،شكد نفسك جانت طيبة بالسنة تذبح مرتين وتنطينه .. أها مرتين وتنطينه !!) ابو ثورة كضاها بالهوسات للرايح وللجاي وسيبقى طوال عمره يفعلها فيما الكل يتف عليه ، غير آبه به ولا بهوساته  بالمرة . ابو ثورة له 10 بدلات عمل ” اوفر اول ” زرقاء اللون يرتدي في كل احتفال بعيد العمالInternational Workers’ Day في الأول من آيار واحدة منها على مدار 40 عاما ولما يزل بعد ، البدلة الأولى منحت له – نقابيا – من دون مقابل عندما كان عاملا في مصنع الزيوت النباتية ” اصبح في خبر كان ” الثانية أهديت له – اتحاديا – عندما كان عاملا في مصنع سمنت الغربية ” حاليا في خبر ان واخواتها ” الثالثة اهديت له – اخوية  – في مصنع البسة الأطفال  شركة ولدي في الموصل  ” بوس الواوا بح ” الرابعة في مصنع تعليب كربلاء للمنتجات الغذائية ” تبخر بفعل سخونة الأحداث ” الخامسة في مصنع ادوية سامراء ” بحاجة الى اسعاف ” الخامسة في مصنع زجاج  الأنبار  ” حطم كسر دمر، إلعب على اعصابي “،  السادسة في مصنع فتاح باشا للأقمشة -” تحوسم عيني تحوسم ..تحوسم بابا تحوسم والعباس مشور بي تحوسم خالي تحوسم أها أها أها” بدلة العمل السابعة حصل عليها – عطوة – في مصنع الأصباغ الحديثة في الزعفرانية ” راح وأيست منه غرك بالماي” الثامنة منحت له بدل ضائع لبسها ثلاث مرات في ثلاثة مصانع ” الألبسة الجاهزةRMC في المحمودية ، شركة الصناعات الكهربائية في الوزيرية ، مصنع الخياطة  الى جواره وهو يغني في رثائها رائعة ، مأمون الشناوى، ” بعيد عنك حياتي عذاب ما تبعدنيش بعيد عنك ، ماليش غير الدموع احباب معاها بعيش بعيد عنك ” .التاسعة كانت بدل تالف  ارتداها تباعا في مصانع التصنيع العسكري الأضخم في الشرق الأوسط” وان كنت لا أحبذ هذا المصطلح الاستعماري” والتي اصبحت أثرا بعد عين  بصواريخ كروز وتوماهوك بوش الديمقراطية ” بــــــــــــــــــغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر” ، العاشرة كانت مكافأة نهاية الخدمة لبسها في مصنع جلود ، معمل البتروكمياويات، معمل البان ابو غريب ، نسيج الكوت، مصنع الطابوق ، مصنع السكر ،مصنع  احذية باتا ، الشركة العامة للتبوغ ، الشركة العامة لصناعة السيارات في  الأسكندية   .اليوم خرج ابو ثورة كعادته للاحتفال بعيد العمال الذي بدأ رأسماليا وانتهى اشتراكيا ، اذ بدأ اولا في 1 ايار من عام 1886في شيكاغو  حين نظم العمال إضرابا عن العمل للمطالبة بتحديد ساعات العمل بـ  “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع” .ابو ثورة ارتدى  هذه المرة بدلة سوداء  على غير العادة ، حزنا على تسريح 25 الف عامل في ذي قار خلال عام واحد فقط  ومثلهم في كل محافظة عراقية فضلا عن التنصل من وعد تثبيت عمال العقود والأجور اليومية في موازنتي 2015-2016 بذريعة التقشف وانخفاض اسعار النفط   ، خرج  ابو ثورة محتفيا بعيد العمال في بلد شهد اغلاق 24 الف مصنع من مصانعه وهو يردد بعد مروره بمنطقة الفضل قادما من منطقة سكنا جده  في الشيخ معروف وعلى طريقة المربع البغدادي ” هالطير كرخي للرصافة شجابه؟ يا عيني كرخي على الرصافة ..شجابه !!” .بدوري وقفت في ساحة التحرير بصفتي صحفيا وليس عاملا  ولكوني لامنتميا  بأنتظار ابو ثورة وزمرته للمناكفة معهم ولتبادل النكات بمناسبة عيد العمال – ليش هو اكو عمال او معامل بالعراق حتى نحتفل بعيد العمال كما تفعل دول العالم والإحصاءات تشير الى  ان 80% من مصانع العراق مقفلة حاليا  – فجاؤوا يهتفون ” ياعمال  العالم اتحدوا ” ، رددت عليهم مازحا ،بل قل ” ياآكلي الفلافل اتحدوا ” انزعج ابو ثورة وبطانته من شعاري المستفز ووووما أحجيلكم – بررر ، كراش ، دير بالك ، ياجماعة نظاراتي وين صارت ؟، خشم الولد طار ، على كيفك الكاميرا ايجار، عوف الياخة تره ماعندي غير هالقميص ، يمعودين محفظتي ، مو مشكلة الـ 5الاف دينار اهم شي الهويات ، طككك ، ياعمال العراق والعالم ، صدكوني تره دااتشاقه وياكم ،  ماكو فايده حتى تطورت سريعا الى ” وين يروح المطلوب إلنه اها  اهي اهو ” . أودعناكم اغاتي

أحدث المقالات