25 نوفمبر، 2024 12:45 م
Search
Close this search box.

تأملات في ألكون وألخلق وألأديان-1

تأملات في ألكون وألخلق وألأديان-1

–         ” إنّ كل ما في ألكون من جمال لا يستطيع أنْ يكون غفرانا أو إعتذاراً عن أية دمامة يعاني منها أي إنسان، لأنّ ذلك ألجمال لن يستطيع أنْ يجعل دميما واحدا يُشفى من دمامته، أو من شعوره بها، وأنْ يكون عزاءً أو تعويضاً عنها  “…………….. عبدالله ألقصيمي.
 
يدّعي ألمؤمنون بإله ألأديان ألأبراهيمية (أليهودية وألمسيحية وألإسلام) أنّ هذا الكون الفسيح وما فيه من الكائنات لا يمكن انْ يوجد بهذا النظام الرائع بدون وجود خالق له وأنّ كل ذرّة في هذا الكون العجيب تنطق ولسان حالها تقول هذا من إبداع خالق، ولكنّ التساؤل الّذي يرد على عقل الانسان هو: إذا كان خالق كرتنا الارضية والكون مُبدِع وقادر على كلِّ شيء، فلِمَ خَلقَ الكوارث الطبيعية كالبراكين والاعاصير والتسونامي والزلازل، ولِمَ خَلَقَ ذوي العاهات؟ ولِمَ يموت الاطفال الرُضّع والصبيان والصبايا بعمر الزهور؟ ولِمَ خلق الله الجراثيم والفيروسات ومرض السرطان؟ هل هناك خطأ في التصميم؟ امْ ماذا؟
المؤمن سيجيبك على هذه التساؤلات بعبارة: (لحكمة يعلمها الله)، او ببعض عبارات التسلّي: (كلّما اشتّدَ مُعاناة المريض قلّت ذنوبه). او (الله يبتلينا ليمتحن ايماننا) ولكن لِمَ يمتحننا إذا كانت كلُّ الامور تجري حسب مشيئته، وإذا كان كلّ شيء مكتوبا مِن البداية في لوح محفوظ؟.
إذا كان ألكون مخلوقا من قبل إله بنظام بديع فلم تنفجر ألنجوم؟ وإذا كان ألكون بنجومه وكواكبه ومجراته مخلوقا من أجل سواد عيون ألإنسان ولا يستطيع ألإنسان الوصول إلى معظمها وإستخدامها لفائدته فلم هذا ألإسراف في ألخلق؟
يقول محمد في قرآنه (لقد خلقنا ألإنسان في أحسن تقويم)…. سورة ألتين / 4 ، هل هذا أحسن ما يقدر عليه ألله؟
يقول ألمتصوف مالك بن دينار إحتجاجا على أحسن ألتقويم :
” وددت لو أن رزقي حصاة أمصها…. فقد مللت من كثرة ألتردد على ألخلاء ” وهذا أحسن نقد للتصميم الذكي، فلو كان الامر بيد المتصوفة لأنشأوا خلقا آخر.
ما ألحكمة من خلق إنسان ذو عاهة، إذا كانت ألحكمة من ذلك ألإبتلاء وألإمتحان فالعذر أقبح من ألذنب.
يقولون بأن هناك غاية من خلق كل ألكائنات ألحية من نبات وحيوان وإنسان، ولا يستطيع ألإنسان أن يمنع نفسه من ألتساؤل، ما ألغاية من خلق ألصرصار؟ بإعتقادي لا يوجد أية فائدة للإنسان من خلق ألصرصار، ولكن ألمسلمون ألّفوا تبريرا حتى لخلق ألصرصار، وإليكم هذا ألتبرير ألطريف:
” يُحكى أنّ درويشا كان يستحم في ألحمام فلاحظ صرصارا أمامه فتقزز من منظره ورفع يده إلى ألسماء مخاطبا ربّه: لم خلقت هذا ألصرصار يا إلهي؟ مرت ألأيام وألشهور وتمرض ألدرويش مرضا مزمنا لم ينفع في علاجه جميع ألأدوية بالرغم من مراجعته لجميع من يعرفه من ألحكماء.
سمع ألدرويش بصيت حكيم في بلدة مجاورة فسافر لطلب ألشفاء منه، وبعد أن فحص ألحكيم ألدرويش قال له:
” لا يوجد علاج لمرضك إلا علاج وحيد وهو أن تلقي  بسبعة صراصر في إناء فيه ماء مغلي ثمّ تشربه بعد تبريده “.
طبّق ألدرويش مشورة الحكيم، فشفي بعد عدة أيام من مرضه ألمزمن، فرفع يده إلى ألسماء وقال: أستغفرك يا ربي، ولن أتدخل في شئونك وخلقك مرة أخرى “.
ألمغزى من هذه ألحكاية الطريفة هو أنّ درويشنا كسر القاعدة فنال عقابه،فمحمد ذكر في قرآنه: ( يا أيها ألذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم ) …… ألمائدة / 101 .
” لقد ماتت ألآلهة ألمحولة للأشياء إلى صمت، وتخلت عن حكمتها وقوتها ألمذخورة في ألطبيعة، وفي كل شيء. لقد ماتت في عقل ألإنسان ألمتحضر وعلمه، وإن كانت لم تعش يوما واحدا في رغباته، أو في أخلاقه وسلوكه، أو في سلوك أو في رغبات أحد من ألناس، حتى ولا في سلوك أو ضمائر أولئك ألذين كانوا يخشون على كبرياء إيمانهم وعلى أربابهم من ألموت غضبا وغيرة وبكاء لو أنّهم جرؤوا على إتهام ألذباب أو ألفئران بالقذارة أو ألأذى، أو بنقل ألأوبئة ومضايقة ألإنسان، أو بأنّه لا يمكن أن يكون خلقها أبلغ ألقصائد وألصلوات وألفنون في تمجيد ألكون وألإله، والثناء على حكمته ورحمته وعشقه للإنسان.
حتى ولا في سلوك أو ضمائر أولئك ألذين يصدقون بكل حماس أنّ الحشرات هي أفضل وأكبر هدايا مغازلة بين ألإله ألعاشق وبين ألبشر ألمعشوقين ألهاربين من عاشقهم ألعظيم الذي يغازل حبه بإهداء الفئران وألآلام وألأمراض ألمستعصية إليه.
 
ألمصادر:
–         هذا ألكون ما ضميره …. عبدألله ألقصيمي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات