15 نوفمبر، 2024 12:57 م
Search
Close this search box.

إتحاد الكرة يُقحم السياسة بالرياضة في قضية الملعب الإيراني !

إتحاد الكرة يُقحم السياسة بالرياضة في قضية الملعب الإيراني !

بما أن المنافسات و الألعاب الرياضية بين الدول من الضواهر الجميلة و الراقية و تلعب دورا مهما  في التقريب و التواصل بين الشعوب و الدول مما يؤدي الى مد جسور من المحبة و الالفة مما ينعكس ايجابيا على العلاقة بين هذه الدول و الشعوب بصرف النظر عن  مبدأ الفوز و الخسارة و الذي له حساباته و مقاساته الخاصة به ، هذه الفعاليات و المباريات الرياضية يجب ان تقام في ظروف هادئة و طبيعية بعيدا عن كل ما يعكر صفوها مثل التدخلات السياسية  و غير ذلك من امور لا تمت للرياضة بصلة ، .اتحاد الكرة العراقي ، و بسبب حظر اللعب  على ارضه من قبل الفيفا لإسباب معروفة ، اختار ايران بديلا عن ارضه لمقابلة المنتخب السعودي ، لماذا ايران يا إتحاد الكرة !؟ هل يجهل الاتحاد ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين السعودية و ايران ؟ هل يجهل الاتحاد ان هناك حربا لا تزال نيرانها مشتعلة الى اليوم بين السعودية و الحوثيين المدعومين من ايران عسكريا و اعلاميا و دبلوماسيا ؟ هل العلاقة طبيعية بين ايران و السعودية ؟ كيف يتوقع عاقل ان ترسل السعودية وفدها الكروي الى بلد لم يحترم حرمة سفارتها التي تُحرم انتهاكها كل القوانين ؟ ما الضمان ان لا يتعرض الوفد الكروي السعودي الى الإعتداء و الاستفزاز من قبل الحرس الثوري الايراني كما حصل في حادثة السفارة سابقة الذكر ؟ و كيف سيلعب الفريق السعودي المباراة في وضع مشحون كهذا ؟ كيف غابت أو غُيبت هذه الأسئلة عن أعضاء اتحاد الكرة العراقي ؟ ليس دفاعا عن السعودية ، لكن الحق يجب ان يقال ، كل دولة ملزمة بالحفاظ على مواطنيها من اي خطر أو مكروه ، فما بالك برياضييها الذين يرفعون علمها و يمثلونها في المحافل الدولية … قامت الدنيا و لم تقعد عندما رفضت السعودية اللعب في ايران و إنطلق سيل من الشتائم و التهم ضد السعودية ، و لا يزال الاتحاد العراقي مصرا على تقديم شكوى للاتحاد الدولي كي تقام المباراة في ايران ! و ما كان لكل ذلك ان يحصل لو تَفهم الاتحاد العراقي اسباب الرفض السعودي و هي أسباب واقعية لا يستطيع منصف ان ينكرها  ، فلو كانت العلاقة بين ايران و السعودية ودية و طبيعية لما توفرت الحجة المبررة للرفض ، و لما توفرت الحجة المبررة للاتحاد الآسيوي للرفض و تأييد الموقف السعودي ، و لو كنا مثل السعودية و واجهنا موقف  مثل هذا الذي تواجهه السعودية لفعلنا الشيء نفسه ، هذه من بديهيات الأمور و لا داعي للف و الدوران عليها ، و على إفتراض ان الاتحاد السعودي وافق على اللعب معنا في ايران ، رغم ان هذا الأمر مستبعد تماما ، فكيف عرف ( العباقرة ) الذين وقع إختيارهم على ايران ملعبا لنا أن النتيجة ستكون لصالحنا و اننا سنحقق الفوز على المنتخب السعودي ؟ من قال أننا سنفوز على السعودية إن جرت المباراة في ايران ؟  مع التمني أن يفوز العراق طبعاً ، يبدو ان اتحاد كرتنا تطغي على قراراته السذاجة و عدم الخبرة أو أن الطائفية قد نخرت عقول أعضاء هذا الاتحاد أو الإثنين معا بحيث أصروا على الملعب الايراني دون بقية الملاعب العربية المجاورة لنا ، حالمين بأن الفريق السعودي سيقع في الفخ و يأتي الى ايران كي يواجه الكراهية و الاستفزاز في حله و ترحاله مما يؤثر على معنويات لاعبيه و طاقمه التدريبي و بذلك يخسر المباراة أمام العراق !! و ربما دار في خلد من اختار الملعب الايراني أن شباب ايران سيملئون الملعب يشجعون الفريق العراقي نكاية بالفريق السعودي ، و ما علموا ان التومان ثمين جدا عند الايراني و لن ينفقه في شراء تذكرة لمشاهدة فريقين عربيين لا ناقة له بهم و لا جمل … و لا يستبعد ان يكون دخول الملعب مجاني أو أن تتكفل الحكومة الايرانية أو العراقية بتوزيع تذاكر مجانية للايرانيين كي يدخل اكبر عدد منهم لتشجيع الفريق العراقي … فكل شيء وارد … و يبدو أن هذا ما كان يُعول عليه من إختاروا الملعب الإيراني ، التبرير الذي يسوقه من إختار الملعب الإيراني هو أن من السهل على الجماهير العراقية الذهاب الى ايران تشجيعا للفريق كون ايران بلد قريب و ملاصق للعراق ، و الرد على هذا التبرير الواهي سهل و بسيط : الغالبية العظمى من مشجعي الفريق العراقي هم من الشباب ، و حال شبابنا كما يعرف الجميع حال مأساوي ، فهم بالكاد يستطيعون تدبير معيشتهم كون معظمهم بلا عمل و لا مورد و يصعب عليهم السفر من محافظة لمحافظة داخل العراق فكيف بالسفر الى دولة اخرى  .           من ناحية اخرى ، لماذا لم يفكر إتحادنا الكروي باختيار الاردن حيث يوجد ما يقارب النصف مليون عراقي ، واذا افترضنا ان الملعب الاردني يستوعب ستين الف شخص ، و بما ان الملعب سيتقاسمه مشجعي العراق و السعودية ، فإن حضور ثلاثين الف مشجع عراقي للملعب سيكون ممكنا بسبب حجم الجالية العراقية الكبيرة في الاردن و بذلك نتخلص من مشكلة ارسال مشجعين من العراق يجب حصولهم على الفيزا و ما يرافق ذلك من اشكالات ، و بذلك سيوافق الفريق السعودي على اللعب في الاردن إذ لن يكون هناك سبب للرفض ، و نفس المبدأ ينطبق على دولة الامارات حيث يوجد ما يقارب الربع مليون عراقي و هناك قطر و سلطنة عمان و ربما لبنان ، ألا يؤشر ذلك أن عدد المشجعين العراقيين في الملعب العربي سيكون أكثر بكثير  بالمقارنة مع الملعب الايراني … كل هذه الدول لم تخطر على بال اتحادنا الكروي فبقي مصرا على الملعب الايراني … لماذا ؟؟     أليس من الافضل و اللائق أيضا ان يلعب فريقان عربيان على ارض عربية ؟ و من جانب آخر ، لماذا لم يتشاور اتحادنا الكروي مع الاتحاد السعودي بشأن الملعب البديل ، فان وافقت السعودية على الملعب الايراني فبها ، و إن لم توافق فليس صعبا الاتفاق على ملعب آخر بدلا من فرض سياسة الأمر الواقع بالاصرار على اللعب في ايران او تقديم شكوى للفيفا لن تغير من الأمر شيئا ، واضح ان اتحادنا الكروي خلط السياسة بالرياضة في اختيار الملعب الايراني ، فهذا الاتحاد يعرف جيدا ان ما بين السعودية و ايران ما صنع الحداد ،  و محاولة كسب مباراة باجبار الفريق المقابل  على اللعب في جو معادي له  و في دولة معادية له  سلوك يطرح ألف سؤال و سؤال  !و أخيراً و ليس آخراً نريد يا إتحادنا الكروي ان نرى فوزاً عراقياً نظيفاً يشرفنا و يشرف تاريخنا الكروي العريق ، سواء كان ذلك على المنتخب السعودي الشقيق أم على غيره من الفرق ، لا نريد فوزا نحصل عليه بطرق ملتوية لا تمت للرياضة بصلة … و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .ً

أحدث المقالات

أحدث المقالات