هكذا هم العظماء، في صفحات التاريخ، يقسموه إلى قسمين، ما قبلهم يمحى، ويتصدرون ما بعده، تغازل الصحف أسمائهم، وتنحني الأوراق لهم تعظيما، لم ولن تسع مناقبهم أغلفة، ولو جعل من الأشجار أقلاما، ومن البحر حبرا، بلاغة وفصاحة وتقوى وإيمان، تخترق كلماتهم أغشية الجمجمة، لترقد في بحر الصمت، من أي الكائنات أنت يا علي..؟ باتت أناملي ترتجف خوفا، آلي الحق، أن أصفك سيدي؟ وهل شيء في الكون يستطيع؟ كلما أقترب من الكلمات؛ يزداد قلقي، أكتب، أحذف، أتراجع، ثم أتقدم، مال ذاكرتي عجزت وأفكاري تشتت، أصبت في حيرت من أمري؛ في أي الفصول أغوص، أأتكلم عن شجاعتك؟ لا … ستنطفئ الشمس قبل أن أصل إلى نهاية.صرختُ بصمت، حتى سمعني من به صمم، أي جُملة ترتقي، لتصف محياك سيدي؟ وأي نعت يتشرف لوصفك، يا أيها الذهب المتأصل، ويا ذا الفرع في السماء متجذر، أستميحك عذرا سيدي، فذكرك يوجب الوضوء، يا نفس المصطفى وخليله، ويا ذا الجود والكرم، يا ليث أبي طالب وضرغامها، يا من تسجد له الأفلاك والأنجم، يا سيد الكون من بعد احمدٍ، ويا سليل الرسالة الأحمدي.كم وكم نشتاق لك، يا من تهوى له الأفئدة، سرايا حبك تصطف في مقلتي، وانين عشقك بقلبي يصدحوا، يا آية الرحمن مبشرة، وسره؛ قران ناطقُ، مالي وقد سرحت في عليائك منتظرا، وشحت بيه الكلمات ذرعا.يا أبا الأيتام هلم، فأيتام العراق كثروا، وحكامها للدينار والدرهم تعبدوا، وترقص على أشلاء الفقراء ساستها، وتبكي القاتل وتشيعوا، يرتدي حبك كذبا، وشعار عدلك يرفعوا، ونهج معاوية ينهجوا، أضحى الخداع والرياء أفعالهم، وأمسى تقسيم الغنائم حيلةٌ وحق ومطلبُ.أصنام لدينا من بشرا، وعبدت وعبيد وعبدوا، تاج رأس وأخرى خطٌ احمرٌ، يحيطها هالة؛ من فاسد وسارق وجاهلُ، لم يستنيروا بنور العلم، همهم بطونهم، رعاع ينعقون مع ناعق، كما سميتهم، تدور الأيام بشخوصها، فمعاوية والجمل والمصاحف ترفعوا، لم يبقى سوى حفيدك سيدي لم يظهر، فعجل يا رب فرجنا، فضاقت بنا الواسعة، وجلجل الظلماء صبحنا، وجار الزمان علينا، فانتشر الفساد في البر والبحر.. نار الشوق قاتلة، وساعات الانتظار طويلة، ويومك الموعد يقتربوا.مازال كثير منا لا يفرق بين الناقة والجمل، ولا بين التسقيط السياسي،وما يرافقه من فبركة الصور، وأرقام من الخيال، وبين الحقيقة التي تدور في الساحة العراقية، هناك خطة لخلق حالة من عدم الثقة بين المكونات العراقية، بل حتى داخل المكون الواحد، كي ننقسم ونتشضى، ويسهل السيطرة علينا، فكفاكم تفرقا وتمزقا، فلندعو إلى الوحدة، فهي خيارنا في العيش السليم، توحدوا واتحدوا فانتم الأعلون يا أبناء وطني، وأولاد علي والحسين (عليهم وعلى الهم أفضل الصلاة وأتم التسليم)