حقاً صرنا نقف في كثير من الأحيان في حالة من الصدمة والحيرة من أمرنا , لما جرى ويجري لهذا الوطن المستباح , والشعب المنكوب , أمور وغرائب وعجائب وحالات شاذة وحروب ودمار لحقها حصار مدمّر , فقر وجوع ومعاناة وموت جماعي لملايين العراقيين , قضوا نحبهم لأتفه الأسباب كنقص الغذاء والدواء ولقاحات الأطفال … ألخ , وغيرها من المآسي والآلام التي حلت بالعراق قبل عام 2003 المشؤوم , لكن بالرغم من شدة وطأة وقساوة تلك الحقب التي شابتها الحروب والنزاعات وما تلاها من حصار مدمّر كما أشرنا , كانت هنالك دولة وحكومة وسفارات وقنصليات ووزراء تكنو قراط بحق وحقيقة يحملون جنسية العراق فقط , وأمن وأمان وحدود محمية وحصة تموينية .. ألخ . وكان أبناء الشعب العراقي على مختلف مشاربهم ومذاهبهم يسمعون بالمعارضة والمعارضين والجهاد والمجاهدين , ودعاة المظلومية والمدافعين عن المظلومين , وكانت القلة القليلة من أبناء الشعب العراقي تتابع أخبارهم وتصريحاتهم عبر القنوات الفضائية التي كانت ممنوعة في العراق للأسف !, وياليتها لم تكن ممنوعة آنذاك !, لكان ابناْ الشعب العراقي قد تعرفوا على حقيقة هؤلاء الأدعياء مبكراً , وكيف كانوا يسمسرون ويتاجرون بمحنة ومصيبة وفاقة هذا الشعب المبتلى , وكيف كانوا يتنعمون بالأموال والمساعدات على حساب فقراء وتعساء الشعب المحاصر , ويتنقلون بين أغلب عواصم العالم بواسطة الطائرات الفارهة وينامون في الفنادق الخمسة نجوم , حتى أطلق الكثير من المهتمين بالشأن العراقي على المعارضة العراقية حينها … بمعارضة الخمسة نجوم بمن فيهم خبير ومفتش الأسلحة في العراق الأمريكي ” سكوت ريتر ” . لم يكن يخطر ببال أحد بأن المرحلة القادمة ستكون أسوء من سابقتها بملايين المرات , بل الأغرب في الأمر وبعد ثلاثة عشر عام من الخراب والدمار وتبادل الأدوار بين عملاء أمريكا وبريطانيا وعملاء إيران , مازال يطل علينا البعض منهم بين الفينة والأخرى بعد أن خرجوا من المولد بدون حمص , وبعد أن تعاركوا واختلفوا على المناصب والمغانم , وبعد أن وصلت عمليتهم السياسية إلى طريق مسدود ومستقبل مجهول , ونَفَقَّ من نَفّق وهرب من هرب بما سرقه من مال وذهب , وبعد أن كفر الشعب بالحرية والديمقراطية التي جلبوها له , وبعد أن لعن ويلعن الساعة السودة التي جاءت بكل هؤلاء الأوباش وشذاذ الآفاق .وبعد كل هذا وذاك يطل علينا وبدون خجل أو حياء المدعو ” أنتفاض قنبر ” للمرة الثانية بعد أن غيّبَ السم الزعاف عمه عراب الاحتلال ” أحمد الجلبي ” يطل علينا من على قناة الشعب البغدادية !؟, التي بات ينطبق عليها المثل الشعبي ( على حس الطبل خفّن يرجليه ) , ماكو واحد شاذ عن القطيع , أو لديه حكاية أو مسرحية أو جنجلوتية جديدة إلا وقدمته للشعب العراقي كمناضل ومعارض واصلاحي ومجدد عتيد … ألخ من الصفات كيل المديح والتبجيلات , أيعقل يا شعب العراق تصدقون بفذلكات وتخرصات هذا الوغد والسمسار أنتفاض قنبر بعد كل هذا الخراب والدمار والعمالة والخسة والخيانة العظمى التي أرتكبها هو ومن هم على شاكلته , أيعقل يا قناة الشعب .. يا بغدادية ويا حمداني تقدم لنا هذا التافه على أنه الأمين العام لحزب المستقبل !؟؟؟, أي ماضي وأي حاضر وأي مستقبل للعراق سيكون على يد هذا وأشباهه ممن مازالوا يتباهون ويفتخرون بعمالتهم للوبي الصهيوني ولسيدتهم أمريكا وإيران , ولكل من يكن العداء للعرب وللعراقيين , وكل من ساهم في قتل العراقيين ودمر العراق … مع الأسى والأسف وحقاً هزلت ….أخيراً لا يسعنا إلا أن نختم بالقول ,,, بأن لسان حال هذا الصعلوك الذي يحاضر لنا في الوطنية والحرص على مستقبل العراق والعملية السياسية والاصلاح والتغيير ويؤيد المعتصمين والمنتفضين , ويكيل الاتهامات وغيرها من الأكاذيب والتلفيقات لرفاق دربه في الخيانة والعمالة … بالضبط كما هي العاهرة أو المومس التي تحاضر عن العفة والشرف .
وإنا لله وإنا إليه راجعون , ولا حول ولا قوة إلا بالله … ولكَّ الله يا شعب العراق …