في قطارات الانفاق ينفرد المواطن الامريكي داني غورنر اثناء في وسط منطقة نيويورك ينفرد باستخدام هاتفه المطوي وغورنر الوحيد بين المتنقلين في العربة من لا ينظر على شاشة صغيرة بل يضع الهاتف التقليدي على اذنه. و يفتخر من كونه الوحيد من يستخدم هاتف ايام زمان من بين اكثر من ثلثي الامريكيين الذين يستخدمون هواتف ذكية .
يقوم غورنر باتصالاته عبر هاتف ايام زمان الهاتف المطوي الذي يستخدم فقط للاتصال والمسجات شانه في ذلك شان الكثير من البليونيرات من كبار رجال الاعمال من امثال وارن بيفت وبلاكستون وغيرهم.
ومع ذلك غورنر شخص ليس من الطراز القديم حيث انه في سن الثلاثين كان في قلب صناعة لها علاقة بالشاشات والتصوير في قسم يخص التغذية الراجعة وهو مدير وكالة شترستوك للتصور التي يبلغ رأسمالها 1.2بليون دولار وهي مؤسسة يشهد لها
بالنجاح من بين مؤسسات سيلكون اليه و مكتبه في مقر الشركة ذي الطابقين في بناية امباير ستيت المشهورة وهي مجهزة تجهيزا تكنولوجيا حديثا .
ويتفاخر غورنر وهو محاط بهذه التكنولوجيا بفوائد كونه من الرافضين لاستخدام الهواتف الذكية ( فوائد عدم استخدامها).
حيث يقول اخاف ان تنهي التكنلوجيا الحديثة حياتي حبت اقضي من يومي 13 الى 14 ساعة امام الشاشات وهذا ما يكفي ولا اريد ان يكون وجودي امام الشاشات 17 ساعة يوميا.
و يعترف غورنر رغم حماسه للأجهزة القديمة بعدم امكانية الاستغناء عن الهواتف الذكية ويواصل بالقول اذا كل الاشخاص كانوا مثلي لا يمكن للناس انجاز اعمالها حتى ولو كان تجنبي لاستعمال الهاتف الذكي يجعلني اعمل افضل .
ويذكر ان الكثير من الدراسات قد اجريت حول العلاقة بين العمل واستخدام الهواتف المحمولة في ميادين محدودة. ولكن عندما اتسع نطاقها لتشمل طيف واسع من المهن وشملت نظرة على تأثير استخدام التلفاز واللاب توب اكدت النتائج ما قاله غورنر حيث
ذكرت هذه الدراسات ان من بين كل الاجهزة المستخدمة كان للهواتف الذكية اقوى التأثيرات في حياة الناس.
اذ تعتقد المحاضرة في علم النفس في جامعة هارفر د. هولي باركر انه باستخدام الهواتف المطوية يمكن مساعدة الناس للتفريق بين العمل والشؤون الاسرية.
وتضيف لا يجبر الناس انفسهم على اختيار خاطئ انا ليس بإمكاني الانشغال بالعمل وانا في المنزل والا فانا مكرسة كل وقتي للعمل دون وقت للراحة. وهنا د. بولي تلمح انه على الشركات اذا ارادت تحسين وزيادة الانتاجية عيلها ان تسمح للعاملين بوقت من الراحة لاسترجاع النشاط .
جاءت عودة ظهور الهواتف المطوية كرد فعل للشعور القائل بان المرء اصبح عبدا للهواتف الذكية. حيث يقول المحامي والمتخصص في أخلاقيات التكنولوجيا ديفيد ريان بولكار ان تبني الهواتف المطوية جاء كبيان من المرء يعلن فيه ان السيطرة اصبحت بيده لكنه يعتقد هناك طرق افضل لتبين ان المرء اصبح يتقن السيطرة على التكنولوجيا الاحتلالية . من اهمها مجرد ان لا يجعل المرء هاتفه الذكي قيد الاستعمال كل الوقت .
ويستطرد قائلا ان الشخص العارف بالتكتلوجيا والذي يستخدم الهاتف المطوي والشخص الذي بوعيه يختار ان لا يستخدم الهاتف الذكي كلاهما دليل على ان المرء يستطيع السيطرة وعنده الحرية في الاختيار. طبعا ان هذا النوع من الانضباط من السهل التخلق به ومن صعب تحقيقه عند الاخرين.
و يعتقد البعض انه من الضروري تغيير القوانين لضمان راحة الناس في غلق الهواتف الذكية. وتدرس فرنسا حاليا اصدار تشريع يخص حق قطع الاتصال.
ولم تأت هذه المبادرة من نقابات العمال ولكن من برونو متلينغ وكيل مدير شركة الاتصالات المتعددة الجنسيات “اورنج” الذي كتب في ايلولسبتمبر الماضي تقريرا حول العمل الرقمي ورفعه الى وزير العمل .و بعدها في مقابلة اذاعية مع راديو اوروبا 1 قال بالرغم من عدم وجود اجبارالزام تشريعي للعاملين ان يبقوا متصلين فان هذا ليس اعتراف بواقع العلاقات مع المدراء.
غير انه حتى في ظل حماية القانون يكاد يكون من المستحيل لغالبية الناس مقاومة اغراء الشاشة لرؤية البريد الاليكتروني والرسائل قبل الذهاب الى النوم
وهذا ما دفع (الين شووك )مديرة الموارد البشرية للشركة الاستشارية العالمية اكسنتشر الى التحول الى اسلوب تفني منخفض المستوى . حيث بعد الفشل في محاولتها حظر استخدام الاي فيون في غرفة نومها ,اشترت في اوائل الصيف الماضي الهاتف المطوي وهذا لم يكن بديلا دائما للهاتف الذكي ولكن كبديل لجعلها على اتصال عندما ينقطع اتصالها بالعمل.
وقالت لقد نجحت هذه الطريقة ونتيجة لهذا الاسلوب التقني المنخفض واستخدام تقانة قديمة تمكنت من قضاء نهارا كاملا على الشاطئ في عطلة نهاية الاسبوع دون الرجوع الى الهاتف.
اما بالنسبة لغرونر فانه قال: لا والف لا لاستخدام الهاتف الذكي. اترك هاتفي مغلقا في جيبي ومن يريد مني شيء يأتي ويخبرني بنفسه.
ولكن لا اثق بنفسي اذا كان الهاتف متوفر ينتهي بي الطاف الى الادمان كما هو الحال بمستخدمي الهاتف الذكي
عن أل BBC ترجمة بتصرف