إسرائيل تحذر .. “العراق وكردستان” النزاع القادم بعد التخلص من داعش

إسرائيل تحذر .. “العراق وكردستان” النزاع القادم بعد التخلص من داعش

كتب – سعد عبد العزيز :

لم تنتهي الحرب بعد لتحرير الموصل من “تنظيم داعش”.. وسرعان ما بدا يلوح في الأفق نزاع جديد بين الحكومة العراقية والسلطات الكردية حول مستقبل “إقليم كردستان” العراق. حيث طالعنا موقع “منتدى التفكير الإقليمي” العبري، بمقال للخبير الإسرائيلي للشؤون العربية “عيدان برير”, تحدث فيه عن اعتراض حكومة بغداد على فكرة استقلال وانفصال إقليم كردستان العراق, على الأقل في الفترة الحالية, بزعم أن ذلك سيشعل النزاعات ويزعزع الاستقرار الامني في المنطقة.

استقلال كردستان: حق مشروع مع وقف التنفيذ..

فيقول عيدان: “في يوم الثلاثاء الماضي، أصدر رئيس الوزراء العراقي الدكتور “حيدر العبادي” تصريحاً مثيراً للغاية، بشأن مستقبل الإقليم الكردي في شمال العراق: حيث زعم العبادي أن تطلعات الأكراد لإنشاء دولة كردية مستقلة هي “حق مشروع”، لكنه أضاف أن إجراء استفتاء عام للاستقلال والانفصال عن العراق، والذي أعلنت عنه السلطات الكردية في الآونة الأخيرة، لا يخدم المصلحة الكردية, لاسيما في الوقت الحاضر، الذي تركز فيه العراق كل جهودها على محاربة تنظيم داعش الإرهابي, بالإضافة إلى أن الوضع الإقليمي متوتر ومعقد للغاية”.

أيها الأكراد.. لا ترفعوا علم “كردستان”..

تطرق الكاتب الإسرائيلي إلى قول العبادي بأنه: لا ينوي التدخل في تطلعات وآمال “الإخوة الأكراد”، ولكن عليهم أن يدركوا أن إعلان الاستقلال والانفصال عن العراق يمكن أن تعتبره العديد من البلدان في المنطقة بمثابة تهديد خطير لأمنها القومي. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة وعودة النزاع والإضرار البالغ بعلاقات الإقليم الكردي مع دول المنطقة. وأشار العبادي إلى لقاءاته التي أجراها في بغداد قبل أسبوعين مع وفد من ممثلي الإقليم الكردي لمناقشة رفع العلم الكردي على مدينة كركوك. وشدد على أنه ليس للأكراد أي حق فيما فعلوه, بل إنهم قد انتهكوا القانون، لأن الإقليم هو منطقة عراقية خاضعة للحكومة في بغداد. وزعم العبادي أنه “لا يحق للأكراد رفع علم كردستان سوى على  مكاتب الأحزاب الكردية في المدينة”.

محاربة داعش بمباركة المرجعيات..

يوضح الكاتب برير بأنه ينبغي النظر إلى تلك التصريحات التي أطلقها العبادي في ضوء كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية، قبل حوالي ثلاثة أسابيع, حيث قال: “إن العراق اليوم هي دولة موحدة أكثر من أي وقت مضى. ولولا تلك الوحدة والتماسك، لما تمكنا من قهر تنظيم داعش الإرهابي وتكبيده مثل هذه الهزيمة المنكرة. إن العراق – الذي كان ممزقاً ومشتتاً، وكانت  ثلث أراضيه قد سقطت تحت سيطرة منظمة داعش الإرهابية – قد تحرر وانتصر، وكما وعدنا جميع مواطنينا فقد حررنا جميع المدن والأقاليم من تلك العصابات الإرهابية. إن جميع العراقيين من كل الديانات والقوميات والطوائف وكافة الانتماءات الحزبية يقفون معاً جنباً إلى جنب، في معركة الدفاع عن وطنهم، وهي المعركة التي أيدتها المرجعية (رجال الدين الشيعة في النجف)، وأيدها رجال الدين من جميع المذاهب والطوائف”.

حقيقة موقف بغداد من مستقبل الأكراد..

يخلص الكاتب الإسرائيلي في نهاية مقاله إلى أن تصريحات العبادي تؤكد على الموقف الحقيقي للحكومة العراقية من طموحات الأكراد. وهو أن استقلال الأكراد في نظر حكومة بغداد ليس سوى مجرد فكرة جيدة ومشروعة, ولكن لا ينبغي تحقيق ذلك في هذه المرحلة “لأن وحدة الدولة والشعب هي أهم من استقلال الأكراد, وهي  سر نجاح العراق وسر نجاح “حيدر العبادي” شخصياً باعتباره زعيم العراق والمشرف على عملية إعادة الإعمار”. ويؤكد “عيدان برير” على أن العبادي لن يسمح بأي إجراءات سياسية قد تعرض تلك الوحدة للخطر. ويمكن القول بأن العبادي حينما يلمح إلى رد الفعل الشديد من جانب “دول المنطقة” على استقلال الأكراد فإنه يقصد في المقام الأول الموقف المستقبلي للعراق تحت زعامته.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة