18 نوفمبر، 2024 12:29 ص
Search
Close this search box.

اشتباك النّقائض ../ (شيطان في نيو قرطاج ) للروائية رجاء نعمة

اشتباك النّقائض ../ (شيطان في نيو قرطاج ) للروائية رجاء نعمة

حين يشتغل الفكر على اليوتوبيا ،فأنه يوفر مناخا لنقيضها أيضا : الديستوبيا ، ومن جانب آخر لايوجد تقاطع بين اليوتوبيا والأيدلوجيا ،فمن كلاهما تكتمل دائرة ذات إطار مفهومي واحد .لتشغيل المخيلة الاجتماعية والثقافي ومن مضار اليوتوبيا ، بشهادة شهيد الثقافة العراقية ، المفكر كامل شياع : انها تلغي الخصوصية الفردية ،سعيا نحو سيادة الصالح العام كما تزعم تعاليمها ، فالحلم الاجتماعي الجمعي يرى من الضروري مكافحة الواقع ..!!
(*)
في روايتها (شيطان في نيو قرطاج ) تجعلنا رجاء نعمة نستوطن المستقبل وتحديدا ما سوف يجري في عام 2065.مهيمنة الرواية : الاستنساخ ، المدينة تأثلت بهذا الدافع ولهذا الدافع ، لاتملك ابداعا بل اعادة انتاج البدائع كلها مع تحويرات تؤذي النسخة الاصل .فالدكتور شندلر هو نفسه هكتور ،ولودفيغ المطارد هو نفسه آدم في روايته (حكاية آدم ) (وشندل هو التوأم الأصل ؟!../ 218) أليس هنا تكمن نواة الرواية :(هؤلاء أبناء أسرة واحدة فرّقها جور الإنسان وجمعتها غرائب الأيام في أرض نيو قرطاج ..) وجيز سرديات شندلر الذي هو هكتور على مستوى الاستنساخ البشري هو كالتالي (أنزلها إنسان بابن أوحفيد !! أقتلع عينه وقطع ساقه خدمة ً لابن آخر ! / 219) ؟! لودفيغ يسرد الالم والحياة موسيقيا وشندل يسرد الديستوبيا اسلحة ودمارا وحرائق !! وبشهادة نانسي أم لودفيغ (اتضح كل شي ! أثمن مافي المدينة هو المستهدف : ابنها وماشيده !../ 393)
(*)
الصفحات المئة الاولى من الرواية، لها وظيفة اكتشاف الفضاء الروائي بملامحه وشخصوصه وما سوف يحدث .لهذا كانت المئة الاولى من الرواية ذات سيرورة سلحفاتية الخطى ..والتمهيد لايكتفي بالسرد بل يحتوي ثريا النص ،أعني عنوان الرواية..لو اقتصرت الثريا على (نيو قرطاج) ..ربما لم تستفز فعل القراءة ، لكن وجود مفردة شيطان ، جعل العنوان يحتوي على خلية موقوته ستتشظى على سعة الفضاء الروائي الرشيق . وهنا ستتحول اليوتوبيا الى ضديدها الديستوبيا :
اليوتوبيا : نيو قرطاج ——————– الديستويوبيا : شيطان نيو قرطاج ..
وهذه الخلية الموقوته : تشتغل على البراني / الجواني، يمثل البراني: شندلر ، فهو (الواجهة المشرقة للمدينة لم تنجح في تمويه الغامض الذي يتوجس نفسه !/ 113) ويمثل الجواني كارلوس بتوجساته : (هذه المدينة تبطن شيئاً يعجز عن تصوره ، إنما لايتقاعس عن البحث لفهمه وكشفه ../ 113)
(*)
كل شيء في رواية رجاء نعمة : يفعّل اتصالية بين الاسم والمسمّى..(فاسم المدينة التي يبحثون عنه حضرها بلا جهد .عند الفجر سمعت نفسها تتمتم ،، قرطاج ،، إن كانت هي تُدعى أليسار فإنما تيمناً بالاميرة التي شيّدت واحدة من أعظم المدن الفينيقية على الضفة الجنوبية من البحر المتوسط / 30) ولماضي اليسار التاريخي فضائل التجسيّر الضوئي ..بشهادة استاذ التاريخ في داكار (لأجداد زميلتكم اليسار فضل عظيم في تقارب حضارات العالم. ماأعظمه من ابتكار نقل اللغات من التصوير الى التجريد : الابجدية ../31)
(*)
هندسة نيو قرطاج ، تجعلني في احدى المدن اللامرئية التي أقترضها ايتالو كالفينو من ماركو بولو واطلق عليها ثريا (مدن لامرئية ) وكل مدينة لاتتجاوز سرديا حجم الكف . لكن مدينة رجاء نعمة ليست من الخرائط الصامتة بل مسكونة بمسرات واوجاع بشر يتحركون في مدينة (تعدادها الملايين /7) .والمكان الجديد يشترط روزنامة عذراء ، مع السطر الاول في الصفحة الاولى ..(عام 2065 وكان بدء التقويم الجديد ، اكتمل بناء المدينة التي ستلهج الارض بقيامتها : (نيو قرطاج) زمنها الافتراضي .خمسون عاما الى الامام .بناؤها استغرق ستمئة وخمسة وستين يوما كاملاَ من الفجر حتى الفجر ) ثم ينتقل السارد العليم الى هندسة الفضاء المعماري (شكلها دائري لولبيّ ، مساحتها مدى الصوت ) والواقعي المديني استنساخ للمحكي التاريخي : تسمويا (اسمها ،استعارة لحكاية خلّدتها في التاريخ أليسار الفينيقة ،ابنة ملك صور/7 ) لكن الماضي ليس مفتاح الحاضر ،بشهادة المفكر اللبناني الشهيد مهدي عامل : (الحاضر مفتاح الماضي ) المحنة التي تمر بها المدينة ، من خلالها يتكشف لكارلوس المضنون به على غير اهله .وهو ينزع من رأسه الطابع الملحمي للحدث ويصل الى ان هذه ..(المدينة على خصوصيتها، لم تنبت من رحم الاساطير بل شيدها أناس من جنس آخر وجاءها آخرون من أمثالهم يُشبهون غيرهم من سكّان البلاد الاخرى، يشبهون أنفسهم قبل ان يأتوا إليها..236)..
(*)
مسرح السرد مؤنث تسمويا وأهم الشخصيات الرئيسة هي الشابة أليسار بل هي ثريا شخصيات الرواية .و(ستحتل نقطة الجذب الثالثة في سماء المدينة !/ 21) نقطة الجذب الاولى حاكم المدينة : كارلوس ..والنقطة الثانية : الموسيقار : لودفيغ . اللائذون في (نيو قرطاج ) كما ينزعون الثياب نزعوا ذواكرهم واسمائهم ، فالذاكرة تنتسب للجذور ، والاسماء الاولى في غواية إنشاد المنادى ..أما هؤلاء فكلهم غادروا بلدانهم ، كلهم أشترطوا على أنفسهم ان (يتخلوّن عن اسمائهم وذكرياتهم /8) كلهم يستحقون التصنيف التالي ( طالبو نسيان ) .هناك من خذله العشق : فراس . وهناك للتخلص من أفتراس المطاردة لشخصه وفنه : لودفيغ . والاستثناء بين الجميع هو كارلوس الذي فقدته ذاكرته (جاءها لذاتها بعد ان فقد أغلى مايملكه إنسان : ذاكرته )!! وكأن هذا المحو الذاكرتي هو الشرط الاهم لرئاسة الحكم في نيو قرطاج ..،لكن بمؤثرية سرديات (حكاية آدم) التي كتبها الفنان لودفيغ وما ان ينتهي من مطالعتها ،حتى يبدأ كارلوس بالتعرف الى نفسه كضحية ..(أصطادوك وكنت المؤهل لتغدو الفريسة ! عقلك يصدّق لكن روحك تقاوم التصديق ! أيكون شندلر ، منذ البدء ، قد دبّر كل شيء ؟! أيكون هو وراء الحادث الذي قادك الى غيبوبة محت ماضيك لالشيء إلاّ ليبدأ معك من صفحة بيضاء يتحكم هو بما سيكتب فيها ؟! ../ 220)
(*)
للتسمية حضوراتها الفاعلة في سيرورة الرواية والشخوص ،حين يحل الخراب في المدينة ، يستعيد شندلر وهو راقد في المستشفى لحظة تاريخية آفله فيتساءل، حول تسمية المدينة نيو قرطاج ..(هل الاسم الذي اختير لهذه حمّلها لعنة تلك التي انتهت حرقاً على يد خصمها اللدود الروماني ،،أدريان ،، ؟ /400)..
*فراس في مدينة نيو قرطاج ، أطلق على نفسه اسم ماريو، والعلاقة بين الاسمين كالعلاقة بين الوجه والقناع ، وحده فراس الذي لاذ بهذه المدينة للحفاظ على رأسماله الرمزي (فالذكريات لدى فراس كنزه المنقول .علة وجوده .لاهم إن كان يشقى فيها أو ينعم .لاهم ،فدافعه الى نيو قرطاج لم يكن النسيان بل التذكر../35) .. محنة فراس في احدى اوجهها محنة تسموية (إذا ماكان الامر كذلك فأنت يا،، فراس ،، من أنت ؟ ما اسمك ؟ / 36) وفراس يكابد الانشطار التسموي ، كأنه الكونت المشطور لدى الروائي ايتالو كالفينو ..فهو في المهرجان السنوي الثالث تقمصه حياد المشاعر ، لم تأخذه القشعريرة ولا هزه الانفعال الجمعي وفراس يؤول الأمر تسمويا (ربما لأن اسمك الأصلي هو فراس لا،، ماريو ،، / 36) لكن فراس لم ينل التكريم من قبل المدينة كأفضل من استوعب قوانين المدينة وتمثل رؤيتها ، المكّرم هو ماريو الذي فرضه فراس على نفسه بمؤثرية المدينة وتعاليمها، نعم (هو ماريو لافِراس / 36) والجماهير صفقت لماريو وهو يبكى فرحا حين استلم الجائزة من الحاكم كارلوس (تمالكت نفسك كي لا تبكي ،…فصفق الحاضرون طويلا لماريو الذي ابكاه الفرح ! ) الاسم القناع سيطمس الاسم الوجه !! فكيف لحبيبة فراس اذا قصدت نيو قرطاج …؟( فكيف تهتدي اليه واسمه غدا ماريو؟ وهي ما اسمها القرطاجيّ ياترى ؟! / 38) هل تفرس الاب بالوليد في ساعته الاولى فتأرجت التسمية من زهرة الحدوس ؟ (..حدسا نبوئياً ألم بأبيه حين وقع بصره عليه ،فاستشفّ فيه ماسيرافقه مدى حياته : الفراسة ! والمعذّب منها بوجه خاص !/ 39).. وحياة فراس تعرضت الى المسرحة بالقوة لابالفعل (الفارق كبير بين أن تمسك أنت بحبال اللعبة وبين يتحكم بها الآخرون /180) تمسرحت حياته حين اختطفه ازلام من نيو قرطاج ،ثم زجوه بقاعة مظلمة كأنه في سينما ، استعملوا الظلام سلاحا فهم ادرى بطفولته الدامية والمظلمة بسبب الحرب ، هو الآن يتوسل ضوءاً فسيلطون عليه ضوءاً حادا يتهمونه بتهريب الفنان لودفيغ، فلطم بدوره رأسه وتعالى صراخه ، وهنا صرخه ُ المحقق ، صرخة مسرحية (وأمره بالجلوس ! ذكرّه بأنه ليس في مسرح بل في قاعة تحقيق ../ 182) هاهو المحقق يمسرح التهمة ..!!
(*)
فاقد الذاكرة الذي سيصير أسمه كارلوس ،لايعرف من الاسماء سوى القليل ، وحين يستعين بلائحة اسماء ، سيقع اختياره على اسمه الحقيقي (كارلوس ) والسؤال المجاز هنا : هل للأسم ذاكرة تسعيد المسمّى كما هو الحال مع كارلوس ؟ وهل ذاكرة اسمه مارست غوايته عليه ؟ (في استعراضه اللائحة لفته اسم ،، كارلوس،، لهذا وقع جميل ../61) هل غواية التسمية ؟ ام ان الذاكرة الغاطسة في ظلمات المحو ، تصعد وامضة ؟ (أن الذاكرة في ومضات الصّفاء ، كما في الاحلام ، تُرجع لصاحبها ماظنه قد غار في طيات النسيان الى غير رجعة ../67- 68)..والاسم ذاته يتمتع بشحنة جامحة ثورية (كثيرون يحملون اسم كارلوس .ظهرت صورهم وألقابهم على الشاشة : ساسة ومناضلون خرجوا من
البلاد الناطقة بالاسبانية .غالبيتهم فطروا على التصدي للسلطة والخروج على السائد والاعراف .عرفوا بالجموع والشهوة لبلوغ المستحيل والاندفاع الى المخاطر ./68)
(*)
ثريا النص من العنوانات الاشتقاقية :
*(كل واحد ٍ يتمسّك بشيطانه ظنا ً منه أنه يُمسك بعصا موسى / 254)
*(عالم موازٍ لم يُدع كارلوس قط لزيارته ،ومخيمات نسل جديد يزعمون أنّه ، الأعقل ،لايعرف عنها وعنهم شيئاً ! هذه هي المدينة الأخرى التي انفصلت عن سلطتك ! توأم نيو قرطاج الشّيطاني ! دخلها حصان طروادة بزعامة شندل قبل مجيئك ياكارلوس بسنوات !../289)
*(سلاحها شيطانها يامعلّم ! / 309)
*(شيطان المدن عرف دربه الى نيو قرطاج .لا وبل أن هذه المدنية ، منذ أن نبتت في الارض ، كان الشيطان ضيفها الاول / 331)
*(تحالف مع الشيطان فانقلب هذا عليه .ولعل الاصح أنه ، هو من انقلب على الشيطان فانقلب هذا على المدينة / 360)
*( ملعونة مدن تأسست على الخديعة !/ 406)
*(بركان أحتدم باطنه ، يتربص بالمدينة . ..كل منهم قبل دخوله إليها تحالف مع شيطانه / 426)
(*)
حين يتأمل القارىء غلاف الرواية تضببه اتصالية العنونة وصورة الغلاف ، وستحدق العين بمفردة قرطاج ، ثم تحدق بحصان طراودة !! فيلتبس الامر على الرائي !! هل قرطاج الاسم الآخر لطروادة؟ وستكون الصورة ذاتها بوظيفة علاماتية للأعلان مع بداية كل فصل جديد ، فالصورة ذاتها مثبتة بالاسود بين الفصول ،فيكون للصورة وظيفة ثانية يتجسد فيها الفعل الاستباقي للحدث وسنعرف ان لحصان طراودة وظيفته السردية في ص289..من خلال كلام كارلوس وهو يكتشف الوجه الآخر للمدينة والاصح (توأم نيو قرطاج الشيطاني ) وعلاماتيا يشير حصان طراودة الى خديعة شندل ابن الدكتور شندلر . وحسب كارلوس (دخلها حصان طروادة بزعامة شندل قبل مجيئك ياكارلوس بسنوات ../ 289) إذن المدينة بشقيها الظاهر والمتخفي ، تقترب من مستوطنة عقاب .. وهناك الحصان الوفي الذي لايترك فارسه كارلوس وثمة تماه ثر بينهما (هذا الكائن الخلوق ،لمساته هي ذاتها أنفاس ولمسات معلّمه التي تعيد إليه شيئا من الالفة القديمة ..) ويركز السارد العليم من ص401 الى 405 على توصيف العلاقة الحميمية حد التماهي بين الإنسان والحصان ،وثمة خيوط لامرئية لكنها محسوسة بينهما
2-2
تشتغل رواية (شيطان في نيو قرطاج ) على تشاركات المسرود : بدءا من السارد العليم ، ضمير المخاطب ، سرد المذيع ، سرد المخرج ، سرد الكاميرا، سرد نانسي من خلال لودفيغ ، مؤثرية سرد السينما ، مسرحة الحياة ، مسرحة الحدث ، مدونة الشجرة ، تضمين رواية (حكاية آدم ) داخل رواية نيو قرطاج ، تقطيع السرد ، توظيف الحكاية ، اشتباك خطوط السرد، سرد التلفاز ، توظيف الحكاية ،كتابة الهو لا الأنا، سرد الفوتو غراف هذه المنظومة السردية ، منحت سيرورة الرواية عافية التدفق وأنعمت على القارىء بلذة الاصغاء والتشويق .
(*)
في مجيئهم الى مدينة نيو قرطاج أبرم الكل قطعا معرفيا مع المكان الرحم والذاكرة الاولى ليتخلصوا من استعادة سرودهم .(جاؤوا من أقطاب الارض ، وراء كلّ منهم حكاية ، ليبدأوا زمنا جديدا بريئا من الماضي ./ 8) لمسات الجمال في سرد الفرشاة والازميل والصلصال ، لم تأت بالجديد بل بالافضل!!حسب اعتقادهم، من هنا تبدأ خدعة السرد / الاستنساخ ..فالمدينة مصنّعة في كل شيء جغرافياً ومناخيا وثروات / ص11، وجذور شجرتها في الهواء ، لافي عمق التربة وسنعرف في التلث الثالث من الرواية انها مدينة تصنيع بشري ، والوافدون لايبتكرون فنا (يُقلدوا أو يستنسخوا أعظم ما خلفته حضارات الدنيا من معالم ! في المركز ، حيث (الميدان الكبير ) ستنصب المِسلّة . إن كانت هذه ، لجهة الشكل تشبه الفرعونية التي نقلها نايليون في حملته الشهيرة الى عاصمة بلاده ،فأنما لتتجاوز تلك قامة ، تجاوزاً، على أهميتّه لايلفت الرّائي .ذلك أنّ شروط الجمال والتنّاسق هي ذاتها شروط الخداع ../ 9) هل مدينة نيو قرطاج من خلال معمارها وفنها وعلمها تريد تنتج سرد لمدينة معولمة تتموضع ضمن سرديات مابعد الحداثة ؟ ولاتخلو من سردية محو ايضا فهي تعلن وفق تقويمها (التاريخ الحديث للبشرية يبدأ عام 2065 حسب التقويم القرطاجني ../9) ولأنها مدينة بلا جذور فلاوجود لكان وأخواتها فالمدينة تسرد حاضرها وتحاول صيانته من الفعل الماضي ، مدينة تنبذ الثبات وتنجذب للصيرورة الدائمة ، إذن ستكون السيادة للفعل المضارع في سردياتها ..(المضارع ، هو بلا منازع، مايتفق وطبيعة هذه المدينة التي ستُشرّع أبدا على التجديد ../ 11) والشكل الدائري اللولبي للمدينة أمحى الجهوية فيها ، فهي كالمسرح الدوار في نيو قرطاج ومن خلال دوران المسرح (لايميز المُشاهد الصّورة من الأصل ، ولا الجهة التي تقف فيها اليسار وكارلوس من سائر الجهات . يُخيل لكل ناظر أن مايراه على الشاشة هو الأصل ../ 16) ..
(*)
هناك من يستعير للكون قشر ة جوز، هكذا هي رؤية العالم ستيفن هوكنج ، فهو يرى تجاعيد الكون تشبه تجاعيد قشرة الجوزة ، أما مرشد عصر المعلومات أعني الكاتب جيمس مارتن ،فهو يرى الارض مزودة بطبقة سطحية رقيقة ومعقدة تنمو فيها الاشياء وفي هذه الطبقة الرقيقة لتربة الارض ،تنمو غابات ك ونباتات تكوّن الاوكسجين وان ايكولوجيا الكرة الارضية شيء حي أخضر وجميل فيه حشرات تلقيح وطقس معقد . وفي الصفحات الاخيرة من كتابه يؤكد جميس مارتن يرى القرن الحادي والعشرين هو (قرن الذكاء الحاسوبي الفائق والقدرة على تعديل الجينات والتعديل البشري وعرض الحزمة شبة اللانهائي ../ 414) لكن السؤال الاهم نقترضه من جميس مارتن ،ونقول : هل سنتمتع بالحياة أكثر ؟ وإذا لم يكن كذلك فما الهدف ؟ هل علينا نكابد مثنوية الواحد المشطور بين : لودفيغ و شندل ؟
*المقالة منشورة في جريدة الزمان /21/ 4/ 2016
*رجاء نعمة / شيطان في نيو قرطاج / شركة المطبوعات للتوزيع والنشر / بيروت /ط1/ 2016
* كامل شياع / اليوتوبيا معيارا نقديا / ترجمة سهيل نجم / مراجعة صلاح نيازي / دار المدى / ط1/ 2012/ دمشق – بيروت – بغداد
*مقداد مسعود/ زيادة معنى العالم / دار ضفاف / بغداد – دولة الامارات العربية المتحدة / ط1/ 2014
*محمود عبد الوهاب / ثريا النص / الموسوعة الصغيرة / ع 369/ بغداد / دار الشؤون الثقافية / 1995
*ستيفن هوكنج / الكون قشرة جوز / ترجمة مصطفى ابراهيم فهمي / سلسلة عالم المعرفة / دولة الكويت / ع291/ سنة 2003 /
*جميس مارتن / ترجمة أحمد رمو/ معنى القرن الحادي والعشرين / منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب
وزارة الثقافة – دمشق 2011

أحدث المقالات