مشاريع متعددة مطروحة على الساحة العربية منها العربي ومنها غير العربي ، وإذا لاحظنا الساحة العراقية فإننا نجد التصارع أو التوافق (حسب المصالح ) بين عدة جهات وأوضحها أميركا وإيران والسعودية والتي تمثل كل منها مشروعاً خاصاً له أهدافه ووسائله هذا بالإضافة للمشروع الوطني الذي يمثله الأشراف من أبناء هذا الوطن ، ومن الجلي أن هذه الدول لن تتمكن من تحقيق غايتها بدون وجود الأطراف العراقية ولهذا تجد أن لكل منها لاعب أو عدة لاعبين تتحكم بهم أو تسيرهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، ومن الظاهر لحد الآن إطباق هذه المشاريع على معاداة أو الإبتعاد عن التوافق مع المشروع الوطني ورجالاته أو عدم إستيعاب مشروعهم ، لأنه لا يخدم مشاريعهم أو أنه يقف بالضد منها أو لأنهم لا يتمكنون من تسييره وفقاً لمخططاتهم ، وعلى هذا نجد سعي هذه المشاريع المتسيدة حالياً في الساحة العراقية لإزاحة المشروع الوطني بوسائل عديدة ، ومنها التعتيم عليه أو تغييبه أو محاربته أو إجتثاثه إن أمكن وهذا ما لاحظناه من مواجهات شرسة من قبل الإحتلال الأميركي والإيراني مع مرجعية المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني حتى تم هدم داره وتشريده وحرق مكاتبه وإعتقال أتباعه وقتلهم والتنكيل بهم . ولكون كل هذه الأساليب لم تشل حركة هذه المرجعية الوطنية وأتباعها فقد تم إستخدام أساليب أخرى منها محاولة إظهار قيادات أخرى وتصديرها على أنها تمثل النهج الوطني المنقذ للعراق والعراقيين من خلال دعمها المادي والإعلامي وتسليط الأضواء عليها بإعتبارها البديل الصالح وصاحبة المشاريع الإصلاحية ، وإذا كان هذا الأسلوب منتهج من قبل إيران ، فإنه من الغريب والعجيب أن تلجأ الدول العربية لأستخدامه ظناً منها أنها تستطيع إحداث التغيير بهذه الطريقة وأنها سوف تتمكن من خلق قيادات إصلاحية فقط عن طريق إستخدام سلطة المال والإعلام ، وهذا الخطأ وقعت فيه هذه الدول بدعمها للإعتصامات الأخيرة وسرعان ما إنكشف زيف هذا الإسلوب وإنقلب السحر على الساحر ولم تخرج هذه الدول إلا بخفي حنين من كل تطبيلها الإعلامي للتيار الصدري ولقيادة السيد مقتدى ، وذلك لأنها لم تتمكن من قراءة المشهد بصورة صحيحة . ومن باب معرفتنا بالساحة العراقية وبالجهات والكتل التي تتصدر المشهد نقول ، إن على الدول العربية إذا كانت تهدف فعلاً إلى إنقاذ شعوب المنطقة وخصوصاً العراق وسوريا من المشاريع التوسعية الأخرى ، عليها أن تقرأ بهدوء وروية مشروع السيد الصرخي لإنقاذ الأمة وخصوصاً ( مشروع خلاص ) ، وأن تضع في تصورها جيداً أن المشاريع السياسية أو الإنتخابية أو الإعلامية لن تتمكن من تقديم أية حلول لأنها مبنية على إنتهاز الفرص لتحقيق سبق إنتخابي أو إعلامي هنا أو الحصول على منصب أو أموال هناك ، ولن تأخذ في الحسبان أبداً مصلحة الشعب العراقي مهما كانت الشعارات التي ترفعها جميلة ، حتى وإن طرحت وتقمصت نفس المشروع الوطني أو بعض مفرداته كما حدث مؤخراً ، فإنها لن تتمكن من تطبيقه ولن تتمكن من مواصلة الدعوة إليه إذ سرعان ما تسقط في شباك غاياتها المصلحية البسيطة الممثلة بوزارة أو صفقة ما أو الرضوخ لضغوط هذه الدولة أو تلك . وعلى هذا يجب على الدول العربية التي تقود مشروعاً لمواجهة المشروع الإيراني أن تتعظ مما حدث مؤخرأ من تهويل ودعم للتيار الصدري وكيف وضعت ثقتها به ومن ثم خيب أملها و إبتعد عنها ، وإذا كان لهذه الدول ثقلاً في الساحة فعليها أن تجعل التيار الصدري يسير في ظل المشروع الوطني الحقيقي وإذا كان ذلك صعباً فعليها الإنتباه والتفاعل مع أبناء الوطن المخلصين لنجاح مشروع المواجهة لا أن تسعى لخلق البدائل القاصرة عن تحقيق الإنقاذ .© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية