18 ديسمبر، 2024 9:54 م

تحللّ الرموز، خلاص العراق ….!

تحللّ الرموز، خلاص العراق ….!

فلاح المشعل منذ ستين عاما وفكرة الزعيم أوالقائد الرمز قائمة وتحتل أولوية في قناعة المواطن العراقي ، مرة يكون زعيم وطني وأخرى قائد حزب سياسي ، وثالثة رجل دين أو مرجع ، ورابعة يكون شيخ عشيرة ، الرمز من يملك الكلمة العليا والقدرة ومصادرالقوة والطاعة . فكرة وواقعية الرمز القائد أو البطل تشكل المعادل الموضوعي لغياب روح وفكرة المواطنية، وعامل ضعف في الترابط الإجتماعي بما يضم من أنواع أثينية ومذهبية وعنصرية،بل تعدت ذلك الى ان تكون باعثا ً لنوع من النفاق الإجتماعي الذي يجذر للخيانة الوطنية لاحقا ً. منذ 2003بدأت تتآكل صورة الرمز القائد وتسقط من علويتها ، حين ظهر القائد مهزوما ً مستسلما ً على نحو لايليق بصورة البطل، والهالة التي رسمها له محبيه وابناء شعبه أوالصورة التقليدية للبطل الوطني والثائر في نصره أو هزيمته …! ثم توالت الصور المهشمة والسيئة للرئيس أو القائد سواء ً كان سياسيا ً أم عسكريا أم ذا طابع ديني ، ظهر رئيس كذاب وزعيم حزب اسلامي عتيد يغطي على الفاسدين والمزورين والقتلة ، بان دعاة الجهاد والإسلام بأنهم جوقة لصوص وخونة ومرتزقة وفاشلين، أكثرهم خدم للمحتل وعملاء بلا كرامة لدول الجوار، والداعين لمنهج العفاف والكفاف وطريق الحق والجنة ، يتمتعون برفاهية وطغيان وكفر أكثر من قارون ، أما حملة الشهادات العليا هم مجموعة افاقين وأصحاب سوابق في فنون التزييف والتزوير والنصب الدولي . صور وفضائح وكوارث توالت في 14 سنة متواصلة ، تكشفت فيها حقائق صادمة للمواطن العراقي ، وتساقطت فيها الكثير من الأوهام والموروثات المنبثقة عن تفكير ذوات سرية ومقموعة لسنين طويلة، ظلت تمني النفس بظهور المخلص والإنسان الكامل الطالع من تاريخ المعاناة ، لكنها أصبحت بمواجهة واقعية مع حقائق وجودية تعطي للكائنات والأحلام حجمها الطبيعي في الواقع الذي بدا أكثر عدائية وخيبة مما سبق …! لاشك من اعتراض البعض على طرحنا، بالإشارة الى قدرة بعض شخصيات الإسلام السياسي على تجميع عشرات وربما مئات الآلآف من الأتباع في مسيرة احتجاج أو تأييد، وهو أمر واقع فعلا ً ، وسبب ذلك ان الجماهير الملتفة طوعيا ًعلى هذا الرمز أو ذاك،محكومة بجملة شروط ، ابرزها ضعف الوعي وعدم الثقة بدورها على صنع القرار، لأنها انطبعت بالطاعة العمياء، وهكذا جمهور يرضى ان تبقى موضع إذلال وتبعية ولايسقط بالفراغ العقيدي ، الوهمي أصلا ً..! والشيء المهم الآخر أن في هذا الحضور والإلتفاف الجمعي منافع وحماية لها وسط مجتمع تتنازعه قوى استلابية عديدة وشرسة . الحقيقة التي يؤكدها التاريخ الإنساني ان الشعوب لايمكن ان تستمر بموقفها ضد مصالحها وحياتها والبحث عن الأفضل، الإيمان الذاتي والقناعات الشخصية لاتصمد طويلا إذا تقاطعت مع الحاجات المادية والوجودية ، من هنا فأن رسم النهايات الأخيرة للرموز ،بمختلف تسمياتها، سيأتي مها استطال الزمان واشتدت الأزمات، عندها سيبدأ الخلاص الحقيقي والتغيير في العراق . * للمقال صلة .