22 نوفمبر، 2024 6:33 م
Search
Close this search box.

قرقوزات هزيله تـَحمـِل تسميات شعبنا الكلــد و أشور زورا ً

قرقوزات هزيله تـَحمـِل تسميات شعبنا الكلــد و أشور زورا ً

كثيرةٌ هي الغرائب التي بات العراقيون يصّبحون ويتمّسون بديباجاتها المقرفه , من قبيل الفتوات العصماء والحوريات الداعشيات والمحاصصات التوافقيات والوزارات اللاتكنوقراطيات والقرقوزات موضوعة عنوان مقالنا , غرائب لا تمت لابسط مظاهر الثقافة العصريه ولا لهوامش الديمقراطيه بأي صله ,فكيف سيكون حصاد شعبنا منها ومن عقليات اصحابها وأكاذيبهم سوى الفساد والفقر والتخلف , اما تشبث أطراف المنظومة الحاكمه بتقليد ممارسات الديكتاتور ومراوغاته مع ضحاياه المــُحبَطه فقد باتت سمة ملازمه للساسه الحاليين .
سبق لصدام وعوّدنا في نظام حكمه على تخريجات سياسيه بهيئة احزاب كارتونيه تترأسها شكليا قرقوزات غاية في الطاعة و الوداعه , بعضها حملت اسماء احزاب وطنيه زيفا , وأخرى أعطيت لها تسميات قوميه غير عربيه و الهدف منها كان واضحا كوضوح مآرب مقلدي سياسته اليوم دون الحاجه الى الخوض في الشرح والتفصيل , اذ كان يستخدمها كواجهات سياسيه مخادعه لتشويه التشكيلات المعارضه لنهج نظامه .
بتفكيك جبروت ماكنة صدام ونظامه , سقطت الديكتاتوريه و بسقوطها تلاشت مشاريعها العروبيه المزعومه, غير ان ثقافة التسلط الشمولي وفرض الإملاءات لم تسقط لا بل اضيفت اليها ما لم تسمح بها ديكتاتورية صدام, كانت توقعات العراقيين او بالأحرى كانوا يحلمون بان معارضي النظام السابق وضحاياه كما يحلو لهم تسمية انفسهم, سيأتون بماكنه حكوميه من الطراز المتطور (وطنيا ) يدار أمرها بخلاف تلك التي انتجت القتل و القمع و جلبت الحروب المتتاليه , لكن الذي حصل على ما يبدو , لم يكن ضمن حسابات الذين أساؤا فهم او تغافلوا كوامن عقلية واجندة المحرر المحتل التي التقت مع هراء ثقافة ورغبات كبار الساسه من معارضي نظام صدام ,فالذي جيئ به لنا ما بعد ماكنة الطاغيه هي مجموعة مكائن وكاسحات متنوعه تتقارب في قوتها الحصانيه حينا وتتفاوت حينا آخر طبقا لمتطلبات استدامة صراع شيعي سني / كردي عربي , وبين هذا وذاك نـُثرت محركات صغيره محكومه بقيود تحدد طاقتها ما بين تركمانيه وكلدواشوريهالسريانيه و يزيديه وشبكيه وصابئيه وارمنيه لتكتمل بهذه التسميات الجميله (مع بالغ احترامنا واعتزازنا بها) مستلزمات وادوات الصراع المنشود والمرسوم لاجندات الكبار.
بدليل ان أصحاب و مشغلو المكائن والكاسحات الضخمه (شعيه/سنيه /كرديه) بين الفينة والفينه يطلعون علينا كل حسب هواه وبما تمليه عليهم تخميناتهم للميكانيكيه المطلوبه لفرض اجنداتهم الفئويه إرضاء ً لأسيادهم واستغلال هذا الرضا في تمرير الفساد وصفقات السرقات , فيرى السياسي الشيعي مثلا في تشييع الفيلي الكردي مكسبا مقدسا لطائفته وسلاحا لمحاربة الند المفترض , وغيره يرى في دعوة تعريب اليزيدي وهو المكفَــّر اسلاميا اصلا لاستخدامه اداة ً في مواجهة المشروع الكردي , وتارة اخرى يصبح تعريب الكلدواشوري السرياني او تكريده نصرا قوميا أوأسلمته لتحقيق أجرفي السماء , هكذا دواليك اصبحت ظاهرة القرقوزيات تقليدا سياسيا متبعا متوارثا من المؤسف ان ننسبه الى أحد افضال الجلاد صدام على ضحيته التي منحت نفسها الحق في جلد من استطاعت اليه سبيلا,على اساس هكذا فهم أفلج يتفلسف اللاديمقراطيون في تفسير الديمقراطيه والحريه ,و الفضل في استشراء واستمرار كل هذه المهازل والخزعبلات يعود الى سلوك الحاكم المدني الامريكي سيئ السيط بول بريمرالذي استمكن نقاط ضعف
الساسة العراقيين وعرف متى تهتز شنباتهم ولمن يسيل لعابهم , فاختار الصالح منهم لمشروعه ثم راح يلقن بتعنيف التنافس بين المكونات العراقيه وإيصال حالهم الى حدود الحقد والكراهيه المتبادله , بالتالي وجدت الفئات الثلاث (شعيه سنيه كرديه) الرائده نفسها امام مائده دسمه لا يستمتع بها سوى الذي يقلد جلاده الاوحد في الانتقام وامتهان حرفة انتاج القرقوزات الهزيله لخلط الحابل بالنابل , بالنتيجه أضاع المساكين من العراقيين كلا المشيتين بين ان يمشوا مع من وكيف يمشون كي لا يطيحوا بين الارجل.
يتذكر العراقيون جيدا بعد سقوط النظام بعامين او ثلاث , كيف اطلقت افواج الميلشيات المسلحه عنانها تحت ألقاب معارك الفتوحات الاسلاميه وأئمتها لمطاردة المسيحيين الكلدواشوريين وسلب اموالهم وممتلكاتهم في مدن واماكن شتى من العراق , إذ فجأة سطع يومها نجم ٌ أعطاه شيعة السلطه لقب الأشوري في حي الدوره كمدافع عن حقوق الكلدواشوريين المسيحين ضمن التشكيلات المسماة بالصحوات بعد افراغ الدوره من مسيحييها , ثم تلاه سطوع نجمٌ اخرتم منحه هو الاخر لقب الشيخ الكلداني ضمن تشكيلات الحشد الشعبي, ولا ندري على ماذا وبحسب اية مؤهلات منح له هذا اللقب . واليوم طلع علينا عبر الشاشات وصفحات الانترنيت مؤمن ٌ آخر اسمته قناة البغداديه بعداي الكلداني اذ به تبدو سماء العراق قد تباركت وتمجد خالقها بإعلان اسلامه وتشيّعه علنا على شاشة البغداديه ! إن كان سوء نوايا صناعة هذه القرقوزيات لم ينكشف امرها بعد فالايام كفيلة بكشف المهزله التي غدا فيها الشعب يضحك بعضه على البعض.
يكفينا الذي قلناه ليكون مبررا للتوجه بكلمه نقد واحتجاج شديد ضد سلوك هؤلاء الساسه و ضد ما تستعرضه بعض القنوات التلفزيونيه كالبغداديه مثلا لنقول لو خليت قلبت, ففي العراق مثقفون شرفاء يعون ويدركون حقيقة ما يدور من خدع وفبركات اخذت شوطها ومجالها لدى البعض الهزيل , لكنها لن تنطلي على البقيه , والعراقيون يعلمون جيدا بان الكلدواشوريين السريان (المسيحيين ) رغم بؤس حالهم و قساوة الضيم الذي يمرون فيه ما بين مذبوح ونازح وبين مهمش ومحروم على ايدي عتاة الزمن , لكنهم وبالفم المليان يغنون بحبهم لبلدهم التاريخي العراق قائلين : هنيئا لساسة العراق وقنواتهم بهؤلاء القرقوزات الدرناويين , فهؤلاء ليسوا من عجينة الكلدواشور المختمره بخميرة الاباء والاجداد العظام , ووصفهم بتنسيبهم الى تسمياتنا التاريخيه هراء وكلام مرفوض لانه يخفي في ثناياه نوايا سيئه , شعبنا و منذ زمن بعيد تعلم ما يجهله لا بل يرفضه الفاسدون والمتلاعبون بمقدرات الشعب , لقد تعلمنا بان لا نطحن الحنطة الا بعد فرز زيوانها كي يكون الطحين صالحا للعجين والخبز والا فليكن الجوع قدر الكرام .
الوطن والشعب من وراء القصد

أحدث المقالات