18 نوفمبر، 2024 1:28 ص
Search
Close this search box.

أزمات ..أزمات

أزمات ..أزمات

تقترن لدي احداث العراق دائما بحكاية تلك المرأة التي كانت تخون زوجها في منزلها ..وعندما عاد زوجها ذات يوم الى المنزل فجأة خلال وجود عشيقها افتعلت حريقا في المطبخ لتحول انظار زوجها عن حجرة نومها فخرج عشيقها دون ان يشعر به الزوج ، وهكذا تمكنت من اخفاء خطيئتها باشعال حريق اجهز على المطبخ وامتد تاثيره الى جميع حجرات المنزل ..
ربما فعل العبادي الشيء نفسه حين أراد ان يعالج ازمة الاعتصام الصدري بتحويل انظار المعتصمين الى تغيير الكابينة الوزارية لكنه اشعل حريقا سياسيا امتد تاثيره الى جميع المكونات فانقسمت بين مؤيد ومعارض وتفاقم خطر الحريق حين رفضت اغلب الكتل ترشيحاته الوزارية واعادت صياغة مشروعه باسلوب المحاصصة الذي اثار أزمة جديدة أدت الى انقسام البرلمان هذه المرة الى نواب معتصمين يرفضون المحاصصة واخرين يرفضون الاعتصام الى درجة فصل اعضائهم المشاركين فيه ..
كان الاحرى بالعبادي ان يتجنب العبث بمصائرالكتل المتشبثة بمكاسبها بطريقته (الديمقراطية) وان يبدأ بالتخلي عن انتمائه لكتلته وولائه لها ليثبت عراقيته ونيته الصادقة في الاصلاح والتغيير وان تليها خطوة محاسبة المتهمين بالفساد في حكومته وتقديمهم للمحاكمة مع سراق المال العام واصحاب قضايا الفساد الكبيرة والمعروفة لدى القاصي والداني ، ثم يقدم تشكيلة جديدة يتم اختيارها على اساس ( التكنوقراط) و(النزاهة) والاصرار على تمريرها بتأييد من الشارع وبعض الاصوات السياسية التي تؤيد الاصلاح والتغيير بعيدا عن المحاصصة والتحزب لكتلة ما ، لكنه اشعل الحريق ولم يعد قادرا على اخماده خاصة بعد ان عاد الصدريون الى الاعتصام وطالب قائدهم السيد مقتدى الصدر بحلول سريعة وحاسمة متكئا على تأييد الشارع له ولموقفه من العملية السياسية التي تشرف على الانهيار ..
يؤلمني ان أرى بلدي وقد تحول الى ثوب بال كلما يحاول البعض رتق فتق فيه يظهر لنا فتق آخر..انه يضيق علينا ونعجز عن التحرك فيه بحرية بعد ان كثرت محاولات اصلاحه فأدت الى تشويهه ..لم تنجح الاعتصامات في الضغط الحقيقي على الحكومة لتحقق اصلاحا حقيقيا ولم تنجح الحكومة في التخلص من انانية الولاء للكتل والاحزاب ولم ينجح النواب المعتصمون في كسب ثقة الشارع او مواجهة تهديدات رؤساء كتلهم ..وهكذا يقوم الجميع بسحب اطراف الثوب البالي ليستروا به عوراتهم واخطاءهم فيزداد تمزقا وتشويها ..قلبي عليك ياوطني ..

أحدث المقالات