تدور منذ أعوام طويلة رحى مواجهة غريبة من نوعها بين تيارين سياسيين في إيران، ولئن کان هنالك لکل جناح أهدافه و غاياته، لکن المواضح جدا أن هناك أيضا قواسم مشترکة تجمعهما و تضعهما على خط و جبهة واحدة.
مايسمى بجناح(الاصلاح و الاعتدال)، في إيران و الذي نشکك تماما في مصداقية الشعارات التي يرفعها و ينادي بها، يخوض صراعا ضد الجناح المتشدد في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن وکما يبدو فإن هذا الصراع هو صراع على القشور و ليس على الجذور، بمعنى إنه صراع من أجل المصالح و ليس من أجل التغيير الجذري کما تدل ظاهر الشعارات البراقة للجناح الاول.
محمد خاتمي، أول رئيس حمل شعار الاصلاح و الاعتدال و نادى بحوار الحضارات و الانفتاح على العالم و راهن عليه الکثيرين ظنا منهم بأنه سيحدث التغيير المطلوب في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظام ولاية الفقيه، لکن الذي لم يلاحظه و يلتفت إليه الکثيرين ولاسيما أولئك المراهنين على هذا الجناح المخادع، إن خاتمي بنفسه الذي أمضى 8 أعوام في الحکم، قد أکد قائلا:( يجب أن لايراودنا شك بأن مجرد التفکير بتغيير أو تعديل دستور نظام ولاية الفقيه يعتبر خيانة، وبالتالي يجب عدم مناقشة هذا الامر.)، ونتسائل؛ کيف يمکن القيام بالاصلاح و التغيير في ظل قادة يصرون على صنمية المبادئ و الرکائز التي يقوم عليها النظام؟
زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، کانت واضحة جدا في بيان حقيقة مايمثله قادة جناح الاصلاح و الاعتدال المزعوم عندما قالت خلال مقابلتها الاخيرة مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية، بأن”روحاني لايريد و لايستطيع أن تتفوق کلمته على کلمة قائد قوة القدس او القائد العام للحرس و إن رئيس الجمهورية ليس سوى موظف لوجيستي للنظام”، وهذه الحقيقة واضحة جدا للمتابعين و المعنيين بالشأن الايراني، ذلك إن قدرات و إمکانات هذا الجناح لايتعدى حدود إطلاق الشعارات الرنانة و البراقة و إثارت الزوابع في الفناجين!
جناحا الصراع في إيران، متفقان تماما ودونما أي نقاش أو جدل على أساس و جوهر نظام ولاية الفقيه و ماهيته الاستبدادية التي ترفض التغيير، وإن الصراع في الحقيقة قائم من أجل المصالح و النفوذ و ليس من أجل التغيير ذلك إن کلاهما في المرکب نفسه!
[email protected]