يعترض الكثير من رجال الدين في الكاظمية على ما اسموه مؤامرة من بعض التيارات الخارجة عن البيت الشيعي لتفتيت وحدة الصف واضعاف الموقف الوطني خدمة لاهداف واجندات خارجية تحاول المساس بامن ومستقبل البلاد، مما دفع بعضهم لتشكيل وفد للذهاب الى النجف على غرار وفد البرلمانيين المعتصمين المرجح وصوله النجف اليوم للقاء المرجعية والحصول على تاييدها او نصائحها بخصوص مشروع الاصلاح واقالة الرئاسات الثلاث والغاء المحاصصة التي دائما ما يسمونها بــ ( المقيتة)، ويرى رجال الدين هؤلاء ان فرصتهم بالحصول على تاييد المرجعية افضل واكبر من البرلمانيين خاصة بعد سحب بعضهم توقيعه على ميثاق الشرف، لاسيما وان مرجعية النجف تخوض هذه الايام صراعا خفيا وقويا مع مرجعية ايران التي ترى ان السيد السيستناني قد ضعفت سيطرته على الساحة السياسية وان الاحزاب الشيعية لم تعد تلتزم بتوجيهاته استنادا الى تردد العبادي في استغلال دعم المرجعية للقيام بالاصلاحات التي طالب بها الشعب، وترى مرجعية قم ان ذلك فيه خطر على وجودها السياسي في العراق فعمدت الى فتح مقر لمؤسسة (سيما الاسلامية لزواج المتعة) في منطقة الجادرية بالقرب من مقر المجلس الاعلى وليس في الكاظمية كوسيلة للمنافسة، ولانهاء سيطرة رجال الدين في الكاظمية وكربلاء والنجف ومحافظات جنوب العراق على اهم واوسع منفذ لاسعاد المواطنين العراقيين، ولتحجيم مبدأ الشراكة الوطنية وفق الاستحقاقات الانتخابية، غير ان رجال الدين في الكاظمية اعتبروا ان فتح مقر المؤسسة الايرانية في الجادرية يعد تحديا لدورهم التاريخي في تقديم المتعة والسعادة للمواطنين فخلصوا الى تقديم مبادرة ربما ستحقق لهم الفرصة لاعادة سيطرتهم على الاوضاع بعد الفوضى التي احدثها البرلمانيون في اعتصامهم واقالتهم لسليم الجبوري ونائبيه، وان زيارتهم للنجف ستكون مخصوصة لطرح هذه المبادرة المتعلقة بمتعة التكنوقراط، فبعد ثبوت فشل زيجات المتعة العادية وعدم تمكنها من تقديم الخدمات الممتعة للمواطنين بسبب قلة الكفاءة وسوء الاداء ، تعالت الدعوات في كل مناطق العراق الى اختيار الكفاءات والمتخصصين والمتخصصات في زيجات المتعة لاعطاء دفعة جديدة من الامل والسعادة للمواطنين، واخراس الاصوات التي تمارس اعمال التهديد والضغط على الشركاء السياسيين من خلال التاثير على الشارع واثارة موجة الاحتجاجات والاعتصامات، غير ان عددا من رجال الدين يرون ان دعوات الاصلاح غير المدروسة هذه، انما تشكل خطرا على العملية السياسية برمتها ومن الضروري جدا مراعات مبدأ المشاركة العامة في زيجات المتعة سواء كانت تكنوخراطية او تكنوقراطية وعدم مصادرة حقوق المكونات والاقليات الاخرى وان (الوطن لايمكن ان يبنى باستمتاع مكون واحد دون آخر)، ويرى المراقبون ان قيام ايران بفتح مكاتب لـ (مؤسسة سيما لزواج المتعة) في بغداد دون المحافظات الاخرى دليل على الاستخفاف بمكونات الشعب ومحاولة لاثارة حرب متعوية تشن ضد ابناء المكون السني الذي سيكون محروما من التمتع بحقوقة الوطنية التي اقرها وكفلها الدستور، والى ذلك يرى بعض قادة المكون، ان على الرئيس ملصوم ان يقوم بدوره كحام للدستور وخيمة لكل العراقيين للعمل على تحقيق المساواة والعدل والتدخل لدى الجانب الايراني لايقاف اعمال المؤسسة المذكورة او فتح مقرات لها في كافة محافظات العراق وعدم الاقتصار على بغداد، وان حرمان مكون ما من حقوقه المشروعة يعد امرا بالغ الخطورة ومساسا بصميم السيادة الوطنية، وانهم يفضلون الخيار الاخير لاعتقادهم ان هذه المؤسسة اذا ما قامت بتحقيق التوازن المجتمعي والعدالة في زيجات المتعة استنادا الى
الاستحقاقات النيابية، فان ذلك قد يساعد الى حد كبير في التنفيس عن الازمات المتلاحقة والمستمرة التي يعاني منها العراقيون، ونبهوا الى ان توسيع اعمال هذه المؤسسة وشمولها كافة فئات الشعب وبخاصة المتقاعدين الذين يعانون الكثير في مسائل الاستمتاع، وعدم اقتصار خدماتها على بعض المتنفذين، من شانه ان يساعد على عودة الكثير من الشباب العراقي المهاجر والمغترب في بلدان العالم اذا ما لمس ان مسالة الاستمتاع اصبحت حقا وطنيا ودستوريا وبعيدا عن سيطرة الميليشيات، وان تعاملاتها تجري بانسيابية تامة وخالية من الفساد المستشري في دوائر ومؤسسات البلاد، ولكنهم ( اي بعض قادة المكون) اشترطوا توفر بعض الخدمات الضرورية المصاحبة والتي يرون صعوبة تحقيقها في الوقت الحاضر خاصة ما يتعلق بالتدفئة والتبريد المرتبطة باداء وزارة الكهرباء الذي مازال متعثرا حتى الان خاصة بعد تصريحات الوزير التي تطالب المواطنين بعدم تشغيل ( الكيزر)..
ويرى المراقبون للشان السياسي، ان ذهاب البرلمانيين لزيارة المرجعية ربما سيعيق طموح بعض رجال الدين الذين كانوا قد فتحوا مكاتب في كل مكان لتسهيل اعمال زيجات المتعة، اذ ان تاييد المرجعية للبرلمانيين سيدفعهم الى المضي قدما في مشروعهم لاقالة الرئاسات ومن ثم تشكيل حكومة جديدة الامر الذي قد ياخذ زمنا ليس بالقصير حتى تتحق التوازنات وفق الاستحقاقات الانتخابية، مما يؤثر على سير خدمات السعادة والاستمتاع الشعبي عبر زيجات المتعة، ولذلك فقد حذر ناشطون مدنيون في ساحة التحرير من ان التأثير على الاستمتاع الشعبي يعد تاثيرا مقصودا على سعادة المواطنين وقد يؤدي ايضا الى انحراف الشباب العراقي الثائر واستهداف ثورته المتعوية التي اوشكت على تحقيق اهدافها عبر مؤسسة سيما الايرانية لزواج المتعة..
وفي هذا الصدد اوضح بعض شيوخ عشائر الانبار الى ان اصرار ايران السافر في التدخل في خدمات السعادة والمتعة العراقية سيقودهم بالنتيجة الى الاتجاه نحو المملكة العربية السعودية وطلب المساعدة منها بهدف احداث توازن اقليمي للقوى اللاعبة في العراق، وان على الحكومة الاتحادية اتخاذ الاجراءات الرادعة التي من شانها ضمان مراقبة دائمة وصارمة لقوائم الاسماء المعروضة في مؤسسة سيما لزواج المتعة ومكاتبها المفتوحة الان في بغداد بعد ما كشف مفتش النزاهة في المؤسسة خلو قوائمها من اسماء نساء او رجال من مكونات المجتمع العراقي الاخرى، وطالب شيوخ الانبار بالكشف اليومي على اسماء الراغبات او الراغبين بالمتعة لضمان تحقيق مشاركة بقية المكونات ضمن الاستحقاقات الانتخابية، فيما اقترح بعض الشيوخ على الراغبين والراغبات بممارسة زواج المتعة التوقيع على ميثاق شرف لضمان استقرار وتقدم العملية السياسية..
[email protected]