17 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

ارهاب الشرق … وارهاب الغرب

ارهاب الشرق … وارهاب الغرب

باستثناء الحربين العالميتين الاولى والثانية، يبدو ان العالم المعاصر لم يكد يشهد ملفا ساخنا مثل ملف الارهاب.
خصوصا عقب احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، حيث استهداف برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.
فلقد غدى المادة الاكثر حضورا ورواجا في معظم وسائل الاعلام، فضلا عن المؤتمرات والندوات اقليميا ودوليا.
لتظهر على اثر ذلك عناوين واختصاصات تبحث في مضامينه.
فهذا مثلا خبير في الجماعات الاسلامية، وذاك خبير في شؤون الارهاب، وثالث خبير في شؤون الجماعات المتطرفة و …. 
وليتجسد اخيرا على شكل تحالف دولي ضد الارهاب – داعش – بقيادة امريكية.
كما انه اصبح الشماعة التي يعلق عليها الساسة الفاسدون في المنطقة، كل ارهاصاتهم وفشلهم امام شعوبهم. 
هذا كله واضح ومتفق عليه.
لكن، ومع التاكيد على بداهة وجوب نبذ كل الوان العنف والتطرف تحت اي مسمى كان، وفي كل زمان ومكان.
فالمغالطة في تناول ملف الارهاب بهذه الصورة الانتقائية المتعارفة جديرة بالتامل، والتي تتلخص كالتالي : 
السعي لحصر تعريف الارهاب في زاوية قيام فرد او مجموعة افراد فارغين فكريا، قد ينحدرون من اصول اسلامية شرقية. بتفجير، او هجوم انتحاري في اماكن عامة كمحطة قطار، او مكتب اداري او …. 
ليفتح الغرب حينئذ ابواب جهنم على شعوب الشرق العزل، ويختلق الف عذر وعذر لعقاب جماعي وحرب شعواء باسلحة فتاكة لا تستثني حتى الطفل الرضيع، وذلك طبعا بحجة محاربة الارهاب.
وحسبنا في ذلك افغانستان وذريعة ابن لادن والقاعدة، حيث سُوِّيَتْ بالارض او تكاد. 
مع ان الكل يعلم، ان القاعدة هي صناعة امريكية بامتياز، وذلك بهف الوقوف بوجه المد الشيوعي السوفييتي انذاك.
وفي العراق، بذريعة تدمير اسلحة الدمار الشامل. 
مع ان المجرم صدام حسين واسلحته كلاهما صناعة غربية، فضلا عن عدم العثور على تلك الاسلحة المزعومة، التي تم بسببها تدمير العراق في خاتمة المطاف.
الان، وبغض النظر عن ان : 
الغرب هو الذي يتفنن بصنع تلك الالة التي يفجر بها الانتحاري نفسه.
وان الغرب هو الذي يصنع الدكتاتوريات، ويفرضها على شعوبها بالقوة، ليخلق فيها حس الانتقام، تمهيدا لاتهامها فيما بعد بالوحشية والتخلف والارهاب.
فضلا عن ان الغرب هو الذي يعلن حسب ما تقتضيه مصلحته، تاريخ انتهاء صلاحية هذا الدكتاتور او ذاك، و …
سواء في اسيا وافريقيا، او حتى في امريكا اللاتينية. 
ليتقمص بعد ذلك دور ملاك الرحمة، ويقلب ذلك البلد راسا على عقب فوق رؤوس المدنيين، بحجة تخليصهم من ظلم الدكتاتور.
والامثلة تطول في ذكر جرائم ساسة الغرب بحق الانسانية جمعاء، لا مجال لذكرها في هذه العجالة.
ختاما، وبعد هذه المقدمة الدامية.
اوجه هذا السؤال الى كل انسان بما هو انسان فقط، بعيدا عن اللون والفكر والعقيدة، واقول :
ايهما اقرب الى معنى الارهاب كَمّاً وكَيْفاً يا تُرى ؟!!… 
قيام شخص متهور من الشرق، بتفجير نفسه وسط حشد من الناس !!…
ام انطلاق اسراب من الطائرات الحربية المتطورة من الغرب، فضلا عن الجنود المدربين وبكامل العدد والعدة، لالقاء عشرات الاطنان من القنابل الحارقة على رؤوس المدنيين العزل في الشرق، واقتحام المنازل بالقوة في عتمة الليل، كما حدث ليلة سقوط بغداد وما تلاها !!…
يقول فولتير ( ١٦٩٤- ١٧٧٨ )، وهو كاتب وفيلسوف فرنسي عاش في عصر التنوير :
( من الممنوع ان تقتل، لانه سيتم معاقبتك بسبب ان هذه جريمة، لكن في حال قتلت كثيرين فسوف تنجو من العقاب، بل سيتم تكريمك لانك بطل في الحرب ).
 ::::::::::::::

أحدث المقالات