هنيئا لكم أيها العراقيون ، فكل احتجاجاتكم وتظاهراتكم وفعالياتكم ، هواء في شبك ، لقد استبشرنا خيرا لعدة أشهر ، ونحن نرى المثقفين والوطنيين النِظاف ، قد ملأوا ساحات الأحتجاج ، وكانت شعاراتهم ومطاليبهم التي هي مطالب كل العراقيين ، تزداد حدة وصخبا ، بشكل يتناسب مع تجاهل الحكومة لهم ، ووصلت هذه الاحتجاجات الى درجة التقريع والنقد اللاذع ، فماذا نفعل ازاء حكومة لا تفهم حتى هذه اللغة !؟ ، ووصل الأمر الى درجة كسر العظم ، حتى (أوكل) الأمر الى من يميّعها ويميتها ويوئدها ، رغم انهم يمثلون أحد ركائز الفساد والفوضى الرئيسية لسنوات طوال ، فأين كانوا ؟! ، هكذا نأى المثقفون وأصحاب هذه الثورة البيضاء الشرعيين عن أنفسهم ، وتركوا الساحة خالية لهم ، لأداء مشاهد مسرحية هزلية ، انتهت دون تصفيق ، وساد الذهول ! ، هكذا أثبتنا (نحن العراقيين) اننا بحاجة الى (صنم) كل دهر !، وترافق ذلك مع زيارة (كيري) الى (المنطقة الخضراء ) ، بوجهه القبيح الكالح ، الذي يذكرني بشرعنة السرقات ، ومباركة العملاء ، والأبقاء على الفساد والفوضى والطائفية .هكذا آلَ الأمر الى زوبعة في فنجان ، فأراد البرلمانيون هذه المرة ملء الفراغ ، خوفا من أن يشغله المتظاهرون مرة أخرى ! ، فسحبوا البساط من تحتهم ، بمسرحية سمجة مملة جديدة ، فأعلن البعض منهم أعتصامهم ، رغم ان غالبيتهم العظمى ، من ركائز الفساد الرئيسية أيضا ! فهؤلاء نعرفهم جيدا ، فهم موغلون في الفساد والسرقات ، ولا صحوة تُرجى منهم ، فان ارادوا التوبة ، فالأجدر أن يُقدّموا للمحاكمة أولا ، ويبدو أن كل همهم كسب الوقت ، هذا يعني بقاء فصول المسرحية ، وابراز بطولة الممثلين الكاذبة ، تلك البطولة التي سيتنصلون عنها بمجرد اسدال الستار الى حيث الواقع ! ، لأنهم يعرفون ، أن ثمة (جمهور) من المتفرجين ، ستنطلي عليهم أحداث هذه المسرحية (للأسف الشديد) ، ونحن نتفرج رغما عنا على (فلم هندي) ! .كنا سنصدق دوافع انقلابهم هذا ، لوحدث منذ 13 عاما ! عند أول سيارة مفخخة تنفجر في بغداد ! ، عند أول أخفاق أمني ، عند أول فشل لأجهزة كشف المتفجرات ، التي صارت كاشفة لكذبهم ، عند اول يوم دامٍ قبل أن تتلون ايام اسابيعنا كلها بالدم ، عند ظهور اول بوادر تردّي الخدمات ، عند ظهور اول سرقة للمال العام ، عند هروب أول مسؤول مطلوب للعدالة ، عند هبوط أول طائرة وعلى متنها صفقات مريبة ، عند ظهور أول تنازل مذل لأراضينا لصالح الكويت ، عند أول قطرة دم أراقها شهيد في (سبايكر) ، عند سقوط أول شبر من تراب البلد بيد داعش ، وغير ذلك الكثير ، والسؤال هو ، هل نرجوا الصحوة من ضمائر ماتت الى درجة الأنقراض !؟.