18 ديسمبر، 2024 11:55 م

عندما تلتقي الحضارات..

عندما تلتقي الحضارات..

أختلف العلماء في اقدم الحضارات، هل وادي الرافدين، أم وادي النيل؟ فيقول “بروتوغوراس”: الحكيم اليوناني، ان الكتابة اختراع بشري، نشأت في هذين الوادين، واعترف صراحة، بأنه لا يعرف أيهما أسبق على وجه التحديد، أما “لافيس”، المؤرخ الفرنسي يقول: ان المصرين أسبق من وادي الرافدين، وهم اخترعوا الكتابة وجعلوا لكل كلمة رسما، او شكلا معينا فتعددت الاشكال والرسوم، لكن “فريمن بتز” يقول: ان الكتابة في العراق القديم والكتابة في مصر نشأتا متعاصرتين، ولها فضل كبير على البشرية.
بعد ان خرج العراق منتصرا في معركته ضد الإرهاب، وحَطم احلام كل الذين اردوا تدمير تجربته الديمقراطية، وها هي اليوم الموصل تعود الى أحضان العراق، فأن أسد بابل رغم جراحاته استعاد عافيته، ووقف من جديد ليأخذ دوره الريادي، فأعداء العراق لا يملكون  حضارته، ولا امتداده التاريخي المشرف.
التقى العراق و مصر؛ وهذا اللقاء له عدة إبعاد، فهذه الدولتين بحجم العراق ومصر، وحضارتهم قادرين على لعب دور كبير، في ترتيب الاوراق المبعثرة، في وطننا العربي، وتهدأت النفور الطائفي، الذي يسعى اليه كل من قطر وتركيا، فهم يدعمون الاخوان المسلمين، لإجهاض التجربة الديمقراطية في مصر، بعد أن فاز السيسي، رئيسا لمصر.
تفاهم العراق ومصر، جاء نتيجة الطغيان الطائفي التي تقوم به دول الخليج، ودعمها للإرهاب، ونشر الفكر الإجرامي، الذي ضرب البلدين، ان اعداء الاسلام تريد للعراق ومصر ان يكونا تابعين منقادين لسياسة، القتل والتهجير وسلب ثروات البلدان، لتمرير مخططات مشبوهة تقود الامة الى الانقسام والتشظي.
وفد التحالف الوطني برئاسة الحكيم؛ وضع النقاط على الحروف، واديا النيل والرافدين، هم قادة العرب، ولهذا يجب التفاهم في جميع المجالات للنهوض بمصالح البلدين، والأمة، بعيدا عن الطائفية، فأنهما عامل استقرار للمنطقة، ولابد للتعاون بينهما، وضبط بوصلة الاسلام المعتدل الإنساني، فقيادة النجف والجامع الأزهر، اذا توحدا على خطاب يخدم مصالح المسلمين وحفظ دمائهم، وفق منهج معتدل يحارب التطرف والطائفية، سيضمحل الارهاب حتما ويندحر.
في الختام؛ الحضارات عامل وحدة، ونقطة التقاء بين الأشقاء، لأنهم يدركون العمق التاريخي الذي يربطهم، وهم قوة لا تصد ولا ترد، وأعدائهم يموتون غيظ، امام هذا التقارب.