9 نيسان يحقق حديثا قدسيا” أطعني يا عبدي؛ تكن كمثلي، تقل للشيء كن فيكون” حديث قدسي، تحقق؛ بإعتباره وعد حق، من الله للمؤمنين، من خلال آخر صيحة ألم أطلقها الامام الشهيد محمد باقر الصدر، وهو يهوي في حوض التيزاب، مثقوب الجمجمة، بثاقب كهربائي، نقشها على وجه الطاغية المقبور صدام حسين: “لا تنسَ هذا اليوم 9 نيسان.. تذكره جيدا”.
العبقرية التي إنطلقت باكرا، من مجالس العلم والفقه والادب، في أروقة الكاظمية.. صماء لا علامات على خريطة الوعي المركب.. العميق، لتتفتح في النجف، وسط اعتمالات الدراسة المنهجية، الحوزة العلمية.
متسقا مع ولاية الفقه الخميني الأصيل، أسس منهجيه العظيمين في كتابي “فلسفتنا” و”اقتصادنا” اللذين إتخذتهما أمم غير اسلاميا، مثابات بناء ستراتيجية.. في حين العراق بدل الافادة منها يعدم الفيلسوف الذي جمع فيها خلاصات المشكلة وحلولها؛ فَعُدِمَ.. أمة تسفح فرصها في الارتقاء، الى المجهول.. بل ثمة رؤساء جمهوريات، ومراكز علمية مهمة، ترجت صدام الابقاء على حياة الصدر، لكن كرسي السلطة، أعز عليه من مستقبل العالم؛ فتفاصيل حياة صدام تتلخص بـ “أنا ومن بعدي الطوفان”.
كتب أولى رسائله “في المنطق” وله من العمر 11 عاما؛ فأية معحجزة تلك التي هدرها العراق، فرطا مثل خرزات لؤلؤ في مسبحة إنقطع خيطها.
عظم موقفا بفتواه التي حرمت الانتماء لحزب البعث، مؤكدا في الفتوى: “حتى لو كان الانتماء صورياً” متفردا بجرأة لم يشاطره فيها أي مرجع آخر، وتلك هي سر مقتله، تضافرا مع تأييده، ومعه مقلدوه، للثورة الاسلامية، التي قادها في ايران، آية الله العظمى.. الامام روح الله الخميني، الذي أرسل إليه موفداً، يحثه على التراجع عن موقفه، فلم يثنيه خوف إسترابت به الثورة الايرانية، وتحقق فعلا؛ إذ أعدم الطاغية المقبور صدام الامام.. آية الله العظمى محمد باقر الصدر.. شهيدا.
أشعر ان اللوح المحفوظ، في السماوات السابعة، ينبض بأسى العراقيين، حين إنفرطت فرصة تاريخية للتحرر بإرادة مؤمنة، بدل الحلول الفوقية، التي جاءت في ما بعد، من جيوش أجنبية، إستعارت معارضة، شكلها قرار ولم تنبع من واقع مشكلة العراقيين، مع صدام.
له تسع عشرة مؤلفا، منها: ” غاية الفكر في علم الأصول” مجلد من عشرة أجزاء طبع منه الجزء الخامس فقط وفقدت الأجزاء الأخرى، و”فدك في التاريخ و”فلسفتنا” و”إقتصادنا” و” البنك اللاربوي في الاسلام” و”المدرسة الإسلامية” و”المعالم الجديدة للأصول” و”الأسس المنطقية للاستقراء” و”بحوث في شرح العروة الوثقى” أربعة أجزاء و”موجز أحكام الحج” و”الفتاوى الواضحة” و”دروس في علم الأصول” جزءان و” وبحث حول الولاية” و”بحث حول المهدي” و”تعليقة على منهاج الصالحين” و”الاسلام يقود الحياة” و”المدرسة القرآنية” و”أهل البيت”.
لو تأملنا الفقرة الاخيرة، لوجدنا فكر الشهيد الصدر، يغطي عوالم الشرق والغرب.. يساعدنا على بناء حضارة الروح، تماهيا مع حضارة المادة.