للتأريخ لسان وشهود ، أراد الله ان يبقوا احياء لكي تتقاطع قصصهم مع من يزور ، يحرف ويحقق غاياته فالطبيب علاء بشير احد أطباء العراق الذين أولتهم قيادة العراق رعاية خاصة اسنثنائية لم يحصل عليها غيرهم من الأطباء . من يقرأ كتاب د.علاء بشير طبيب التجميل المشهور والفنان المعروف لكل العراقيين والذي جاءت شهرته نتيجة تسليط الضوء عليه ورعايتة من قبل الرئيس صدام حسين شخصيا ، لم يكن موفقا فيه فهو يحاكي الرأي العام الامريكي ويشابه طريقة الامريكان في شيطنة النظام الوطني السابق الذي ثبت للعالم زيف ادعاءات الادارة الامريكية ورئيسها بوش ( الصغير ) المعروف عن الطبيب علاء بشير قربه من الرئيس وعلاقة الصداقة التي كانت تربطه به والمقربين في الرئاسة نزولا لاعضاء القيادة والوزراء وبقية المسؤولين كل حسب درجته ، وهذا إيضا ما أشار اليه في كتابة والذي بأستطاعة اي قارئ لا يعلم بتلك العلاقة ان يكتشفها من خلال دخوله الى إماكن حساسة وصلت حد بيوت عائلة الرئيس واولادة لإجراء عمليات وتقديم استشارات طبية لهم في ظروف أمنية معقدة كانت تسود العراق ، ومعروف ان لا احد يمكنه الوصل الى تلك الأماكن الا اذا كان على قدر كبير من الخصوصية والثقة التي تتعلق دوماً بفلسفة أمن الرئيس الخاصة به ورغم كل هذا وكل ما ذكر في الكتاب الا ان الطبيب لم يراع خصوصيات مرضاه التي نشرها على الملأ ، ولم يراع قدسية الصداقة التي جمعته بالرئيس الذي فضله على كل أطباء الجراحة التجميلية في العراق لا بل حتى على فريق الأطباء الخاص به ممن نسبوا للعمل في مستشفى ابن سينا الخاص بعلاج الرئيس وعائلته وأعضاء القيادة القطرية وعوائلهم والوزراء من دون عوائلهم ، فلم يكن جديرا بكل هذا ولا بمهنة الطب السامية ، فالمتصفح للكتاب يرى الحقد الذي صيغ به الكتاب ، فما ضر الطبيب ان يذكر صفة الرئيس قبل ان يذكر اسمه ؟ فالكتب العالمية والتي تريد ان تسرد تأريخ ووقائع تسمي الأسماء بمسمياتها لا كما يريد الكاتب وأحقاده او أهدافه خصوصا ان الكتاب ترجم لعدة لغات ليلاقي انتشاره المراد منه يدعي الطبيب ان الرئيس كان ينظر للأطباء باستعلاء ويراهم بدونية وهذا الشئ مناف للحقيقة فمن أبتعث أفواج الأطباء الى بريطانيا ! فأصبح العراق يمتلك قامات كبيرة في مجال الطب ما ان فقدناها حتى تداعت مهنة الطب في العراق الى دون المستويات المطلوبة وكم من العلماء الكبار اصبح لدينا مما جعل الأعداء يضعون تدمير العراق وعقوله من أولوياتهم كما حصل ؟!
تطرق الطبيب الى أمور سياسية بعيدة عن مهنته والتي كانت عنوانا للكتاب ( كنت طبيبا لصدام ) فروى قصص عن اشاعات كانت دارجة في بغداد تطابق تماما ما كان يروجه الامريكان عن بغداد والرئيس وأعضاء القيادة بالرغم من ان الطبيب كان الأقرب لهم جميعا وتمتع بما لم يتمتع به غيره وصل الامر بالطبيب علاء بشير ان يطعن بشرف العراقيات في كتابه مدعيا انتشار الدعارة في بغداد بسبب الرئيس والنظام ولا أعلم كيف كانت الدعارة منتشرة في بغداد ويسمح الدكتور لزوجته وابنته بالذهاب الى نادي الصيد العراقي ونادي العلوية لممارسة السباحة في المسبح الصيفي الذي يذهب اليه الكثير من أبناء المسؤولين ! وحضور حفلاتهم والانتماء للجامعات العراقية التي كانت ( حسب ادعاءه ) تجبر فيها الطالبات على الذهاب الى حفلات أبناء المسوؤلين ! يتطرق الطبيب ايضا في كتابة الى عمليات الانفال وحلبچة ويتهم العراق بقصف حلبچة بالسلاح الكيمياوي ويردد اكاذيب امريكا واذنابها عن ضحايا العمليات المعروفة عسكريا بالرغم من ادعاءه انه صديق شخصي وحميم للفريق اول نزار الخزرجي رئيس أركان جيش العراق اثناء تلك الأحداث فهل اتعب نفسه الطبيب وقام بسؤال رئيس أركان الجيش قبل ان يردد اكاذيب أعداء العراق ؟!
يذكر الطبيب علاء بشير عن الرئيس صدام حسين قوله في الأطباء
(( انهم غير صادقين في معظم الأحيان ، عندما يحاولون ان يصبحوا أصدقائك فانهم لا يفعلون ذاك الا لأنهم يأملون منفعة شخصية خاصة اذا كنت شخصا ذَا نفوذ وسلطة فأنهم يستغلونك للتربح ))رغم قناعتي ان تلك الكلمات لم تصدر عن الرئيس صدام حسين مطلقا لانه يعرف ما يجب عليه قوله , لكن الا يرى الدكتور علاء بشير ان ما نسبه في كتابه الى الرئيس أعلاه مطابق بوصفه تماما ؟! الم يكن تقرب الطبيب علاء بشير للقيادة مقابل منافع شخصية ؟! كان الدكتور يحصل على هدايا وعطايا كبيرة من الرئيس ، العديد من السيارات واطخم الذهب والألماس لعائلته حتى والدة الدكتور حصلت في عام ٢٠٠٢ على طخم من الذهب هدية من الرئيس أرسلت لها بيد ولدها الدكتور علاء بشير وكانت اخر هدية حصل عليها الدكتور عجلتين نوع ( افلون ) لون اسود ووضع احداهما في ( كراج صديقه الطبيب ايضا ) حتى تمكن من بيعها بعد الاحتلال بالاضافة الى ان الرئيس امر ان تقام للدكتور علاء بشير معارض فنية لأعماله في أوربا وأمريكا برعاية سفراء العراق واستقبل في تلك الدول وكأنه احد الشخصيات السياسية على ان تكون جميع مصروفاته وإقامته وعائلته وقاعات عرض أعماله على نفقة ديوان رئاسة الجمهورية
اما نصب ساحة اللقاء وهي من اهم الساحات في العاصمة بغداد فقد جعلت مكانا لنصب اللقاء العائد للفنان الدكتور علاء بشير والذي سمعته حينها يصف العمل الفني هذا بأنه ( التفات ولقاء الجماهير مع قائدهم ) ! الا اني سمعت تصريحا اخر له بعد الاحتلال يقول فيه ( ان هذا النصب يصف حال الشعب وكيف كان النظام يعتصره ويضيق عليه ). ! أليس ما قلته يادكتور مدعيا انه قول للرئيس صدام حسين يصفك بدقة متناهية وكأنك تنظر في مرآة نفسك !
حتى وان كان الطبيب متفوقا في عمله لكنه ليس الوحيد المتفوق من أطباء العراق فلدينا الكثير من الأطباء الماهرين لم يأخذوا فرصتهم التي منحت له ، الا ان د.علاء بشير خدمته الظروف اثناء الحرب العراقية الإيرانية واكتسب منها خبرة جعلته في مصاف الأطباء الأوائل ولقربة من النظام الذي يصفه بالجاهل والوحشي لما اصبح هو فيه مديرا لمستشفى لسنين طويلة وطلب تغيير اسمه لمركز صدام للجراحة التقويمية ، تلك الحرب المصيرية التي لولاها لما عرف علاء بشير و رغم آلامها وتضحياتها هي أبعدت شبح احتلال العراق من ايران ل٣٥ عاما والدكتور الان يصفها بأنها اعتداء من العراق على جاره المسلم !
وأخيرا اتمنى على الدكتور ان يراجع نفسه ويجيبني بصدق فقد تناهى الى سمعي بأنه متورط بتسليم بعض من اعضاء القيادة العراقية و وزرائها لقوات الاحتلال الامريكي مقابل ٢٥٠ الف دولار عن كل واحد منهم بالاضافة الى تأمين سفره ومنحه الجنسية الامريكية له ولعائلته ، مستغلا ثقتهم به كونه احد افراد الفريق الخاص بعلاجهم في مستشفى ابن سينا ومن أمثلة من قام بتسليمهم للاحتلال الاستاذ احمد حسين السامرائي رئيس ديوان الرئاسة والدكتور اميد مدحت مبارك وزير الصحة ، رغم تأكدي من معلوماتي الا انني اريد من الدكتور علاء بشير ان يرد على هذا الاتهام والمتهم بريئ حتى تثبت ادانة وللتأريخ لسان يقذف بالحق