( رؤية مستقبلية لواقع العراق السياسي)
الحلقة الاولى
خطة البحث
المقدمة
الفصل الاول: دعوة ملحة لوحدة الشيوعيين العراقيين في المرحلة الراهنة للنهوض بأعباء النضال الوطني الاممي
المبحث الاول أهمية وضرورة وحدة الشيوعيين اليوم.
المطلب الاول:أحذروا خطر العدو الطبقي
المطلب الثاني: لينين يقول_ لينين يحذر.
المطلب الثالث: دعوة ملحة لماذا؟
المبحث الثاني: مبادئ وثوابت الوحدة الفكرية والسياسية.
المطلب الاول: هدف نبيل.
المطلب الثاني: صمود الحزب.
المطلب الثالث: الحزب الجماهيري
المبحث الثالث: وجهة نظر ورؤية تحليلية لمسارات وحدة الشوعيين العراقيين
المطلب الاول: من الرابح ومن الخاسر؟
المطلب الثاني: وصايا لينين… ولمن المستقبل.
الفصل الثاني: العراق في مفترق طرق – ديمقراطية ام ديكتاتورية
المبحث الاول: اهمية الانتخابات البرلمانية
المطلب الاول: المكونات السياسية الرئيسة في العملية الانتخابية
المطلب الثاني: شروط وظروف الانتخابات البرلمانية العادلة والنزيهة
المبحث الثاني: مأزق الديمقراطية في العراق
المطلب الاول:واقع وظروف الانتخابات البرلمانية في العراق
المطلب الثاني: وجهة نظر- ماهو الحل
مقدمة
تعٌد وحدة الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية اليوم على الصعيد المحلي من إحدى أهم المهام الرئيسة التي ينبغي إن يتحملها قادة وكوادر وأعضاء الأحزاب الشيوعية في البلد.
إن تحقيق هذه المهمة النبيلة هي هدف مهم وسامي يصب في تعزيز دور ومكانة ووحدة الحزب بين الجماهير، ولاسيما وسط الشغيلة.
أن الخصم الإيديولوجي للأحزاب الشيوعية يسعى إلى تمزيق وتفتيت وإضعاف واختراق هذه الأحزاب وخاصة في قياداتها وكوادرها المتقدمة بهدف إضعاف وتهميش دورها الطليعي لقيادة الطبقة العاملة وحلفاؤها بهدف عدم تحقيق الهدف السامي والشرعي ألا وهو المجتمع الاشتراكي.
إن كل من يقف ضد هذه الدعوة الهامة والملحة اليوم أو غداً فأن هذا الموقف سيصب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في خدمة الخصم الإيديولوجي للطبقة العاملة وحلفائها، وعلى هذا الأساس نوجه الدعوة إلى كافة القادة والكوادر والأعضاء الحزبين المخلصين لشعبهم وفكرهم وحزبهم من إن يناضلوا من اجل تحقيق هذه الدعوة وعلى أسس مبدئية، وهذا هو المطلب الرئيس في هذه المرحلة الراهنة والصعبة، ومن يعارض ذلك سيكون مصيره في مزبلة التاريخ.
يحتدم الصراع السياسي اليوم في المجتمع العراقي حول مستقبل العراق اللاحق ويحمل هذا الصراع طابعا سياسيا واقتصاديا– اجتماعيا وايديولوجيا في ان واحد، ويشتد ويتفاقم هذا الصراع بين التيارات السياسية الر ئيسية والمتمثلة بالتيار الاسلامي الشيعي، والتيار الاسلامي القومي / السني، والتيار القومي الارادي، والتيار اليساري والديمقراطي، اي يمكن القول ان هذا الصراع يحتدم بين اربعة احزاب سياسية رئيسة .
ان التيارات السياسية اسلامية كانت ام قومية، هي تعبر عن المصالح السياسية والاقتصاداية والايديولوجية للطبقة البرجوازية المتمثلة بالملكية الخاصة لوسائل الانتاج، وتتبنى سياسة اقتصاد السوق الراسمالي، اي في النهاية تسعى الى بناء الراسمالية في العراق، وهذه التيارات السياسية الاسلامية والقومية لم تعلن بشكل واضح وصريح في شعاراتها وبرامجها الانتخابية – طبعا – ان وجدت لانها تدرك جيدا ان الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي يرفضون ذلك، ومن هنا فهي تخادع الجماهير في بعض شعاراتهاالسياسية والاقتصادية وخاصة شعار العدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة …..؟
الفصل الاول
دعوة ملحة لوحدة الشيوعيين العراقيين في المرحلة الراهنة
للنهوض بأعباء النضال الوطني الاممي
المبحث الاول
أهمية وضرورة وحدة الشيوعيين اليوم
تواجه الأحزاب والفصائل الشيوعية في العراق أوضاعاً معقدة ومربكة في الميدان السياسي والفكري ارتباطا بتعقيد وانعكاس الوضع الداخلي في البلاد، وكما تواجه هذه الأحزاب والفصائل الشيوعية حالة من الضعف والإرباك التنظيمي والإيديولوجي وضعف الصلة بالجماهير الشعبية…. وفي حالة الاستمرار على هذه الحالة اللامنطقية، سوف يؤثر ذلك سلباً على دورها ومكانتها ووجودها ومستقبلها السياسي في العراق.
أن الانقسامات والضعف الموجود داخل الحركة الشيوعية في العراق له عدة أسباب موضوعية وحقيقية ومنها: ضعف أو غياب الممارسة الديمقراطية الحقيقية داخل هذه الحركة، والابتعاد التدريجي عن النظرية الماركسية- اللينينية، وعدم التطبيق السليم للمبادئ اللينينية في حياة الحزب الداخلية، وينبغي الابتعاد والتخلي عن ظاهرة الغرور والتكبر والتعالي الموجود لدى بعض قيادات وفصائل الأحزاب الشيوعية، وكما ينبغي على هذه القيادات ان تشعر بدورها ومسؤوليتها التاريخية في وحدة الحركة الشيوعية العراقية، فالحزب الشيوعي حزباً طبقياً يدافع عن مصالح الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين، وليس حزباً لفئة أو جماعة أو شخص.
إن الوحدة التنظيمية للحزب الشيوعي ينبغي ان تستند على الأسس اللينينية وهذا يساعد على تعزيز الوحدة الفكرية التي تقوم على أسس النظرية الماركسية- اللينينية، فالوحدة التنظيمية والفكرية على الأسس العلمية تشكل البوصلة الرئيسة والسليمة لنشاط وعمل أي حزب شيوعي.
يشكل الصراع الفكري داخل أي حزب شيوعي أهمية كبرى في حياته الداخلية، ويعد ظاهرة سليمة وصحيحة وموضوعية وحتمية، وكما يشكل الصراع الفكري أسلوبا مهماً لتطوير عمل الحزب، ويبعد الحزب من ظاهرة الانقسامات والفوضى الفكرية، وبغياب الديمقراطية العلمية الموجه والمنظمة وذات المضمون الطبقي والصراع الفكري يساعد ذلك على ظهور التكتلات والانقسامات داخل الحزب والمستفيد الأول من ذلك هو خصم الحزب الإيديولوجي.
إن الوحدة الإيديولوجية والتنظيمية للحزب الماركسي- اللينيني تقوم على أساس البرنامج والنظام الداخلي، وان التنظيم الثوري بلا فكر ثوري، ما هو ألا شكل من أشكال الثرثرة والهراء والدجل وفقدان الأصدقاء والأعضاء والجماهير… بالفكر والحزب، وهذا التنظيم يحول الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين لإتباع وذيول تابعة للسلطة البرجوازية الحاكمة ويفقدها شرعيتها ومبدئيتها واستقلالها التنظيمي والسياسي والإيديولوجي.
أن وحدة الحركة الشيوعية على الصعيدين المحلي والعالمي يعد مطلباً مبدأ ومطلباً وطنياً واممياً هاماً ورئيساً غير قابل للتأجيل من اجل تعزيز دور ومكانة الحركة الشيوعية عالمياً بشكل عام وتعزيز دور ومكانة الحزب الشيوعي محلياً بشكل خاص.
أن الأعداء الطبقيين للحركة الشيوعية اليوم يوظفون كل ما لديهم من أموال وعقول وأعلام أصفر ومؤسسات بحثية ودعايات مفبركة وكاذبة وشراء ذمم والعمل على اختراق هذه الأحزاب وخاصة قياداتها الرئيسة بهدف إبقاء هذه الأحزاب ضعيفة ومربكة فكرياً وتنظيمياً، متصارعة ومتحاربة وغير فاعلة في المجتمع، وزرع الشكوك بينها وبين الجماهير وبأساليب خبيثة وغير موضوعية وغيرها من الأساليب المظللة وغير شرعية، هذا هو الهدف الرئيس للأعداء والخصوم الطبقيين للفكر الماركسي- اللينيني.
المطلب الاول
احذروا خطر العدو الطبقي
واجهت الحرة الشيوعية العالمية ولا تزال تواجه اليوم عدواً طبقياً وشرساً متمثلا بقوى الثالوث العالمي وحلفاؤه على الصعيد الإقليمي والدولي، ويملك هذا العدو الطبقي أدوات سياسية واقتصادية ومالية وإعلامية ومخابراتية متمثلة بالمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، وبرأسمال مالي عالمي، وبالشركات المتعددة الجنسية وبوسائل إعلام عالمية وبأجهزة مخابرات عالمية وعلى رأسها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(CIA).
لقد كان الهدف الرئيس لهذه القوى السوداء هو العمل المستمر من اجل إضعاف واختراق وتفتيت الحركة الشيوعية العالمية كعدو رئيس وخصم إيديولوجي رقم واحد، متمثلا بالاتحاد السوفيتي وحلفاؤه في أوربا الشرقية…، ومما يؤسف له ((نجحت)) هذه القوى الغاشمة في تحقيق هدفها وتحت غطاء ما يسمى بالبيرويسترويكا، مشروع الحكومة العالمية السيئ الصيت، وبفعل الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وعلى رأسه الخائن ميخائيل غورباتشوف وفريقه المرتد تم تفكيك الاتحاد السوفيتي واختفاؤه من الساحة السياسية، واختفاء اكبر حزب شيوعي في العالم، واختفاء الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي المتمثل بدول أوربا الشرقية، واختفاء حلف وارسو…، وانعكس هذا وغيره بشكل سلبي وكبير على الحركة الشيوعية العالمية.
لقد نجحت هذه القوى السوداء في أرباك وإضعاف وانقسام الحركة الشيوعية العالمية على الصعيدين الداخلي الخارجي، من خلال تأجيج الخلافات السياسية والإيديولوجية وحتى الشخصية بين قادة هذه الأحزاب وبشكل مفتعل، وتم تفتيت الحزب الشيوعي الواحد في البلد الواحد إلى عدة أحزاب وفصائل شيوعية بدليل يوجد اليوم في رابطة الدول المستقلة( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) أكثر من (40) حزباً شيوعياً!.
من حق أي مخلص مبدئي سواء كان عضوا أم كان كادرا أم قيادياً في الحزب الشيوعي أن يطرح جملة من الأسئلة المبدئية والمشروعة ومنها على سبيل المثال: لمن ولمصلحة من يتم سيناريو التفتيت والتجزئة في الحركة الشيوعية العالمية؟ من المستفيد من ذلك؟ وما هو دور العامل الداخلي ومدى الالتزام بالثوابت المبدئية في الحياة الحزبية؟ وماهو دور الخصم الإيديولوجي داخلياً وخارجياً؟ هل غابت جميع الحلول والمعالجات لمعالجة هذا الخطر القاتل الذي يواجه الحركة الشيوعية العالمية؟ وهل ستبقى هذه الحالة على ما هو عليه اليوم بدون وقفة جادة؟
يواجه بلدنا وشعبنا العراقي اليوم أوضاعاً صعبة وخطيرة واستثنائية وتشكل خطراً جدياً على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وترجع هذه الإخطار إلى السياسات الخاطئة التي اتبعها النظام السابق، وان ما يعانيه بلدنا وشعبنا اليوم من إخطار حقيقية تهدد بأختفاؤه من الخارطة السياسية ما هو إلا نتيجة وإفراز حقيقي للنهج الخاطئ للنظام السابق، وفي الوقت نفسه يلاحظ إن النظام السياسي الجديد قد اغرق العراق أرضاً وشعباً بمشاكل لا تعد ولا تحصى، ولم يستطيع النظام الحاكم من إن يحقق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي المطلوب، بل لعب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على تأجيج الصراع الطائفي/ القومي والسياسي، وقد افرز هذا الوضع الكارثي بصماته السلبية والمباشرة على تعقيد للوضع السياسي وتصعيد الاحتراب بين الأحزاب السياسية العراقية على أساس طائفي- قومي وليس على أساس صراع سياسي/ أيديولوجي نظيف وقد انعكس هذا الاحتراب سلباً على الأحزاب والفصائل الشيوعية في العراق.
إن من اخطر نتائج سياسة الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق هو تكريس مبدأ المحاصصة الطائفي- القومي سيء الصيت، ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق ولغاية اليوم، فأن هذا النهج الطائفي/ القومي قد أدخل الشعب والأحزاب السياسية وبمختلف اتجاهاتها الفكرية في دوامة من الصراع والفوضى وعدم الاستقرار ويشكل هذا النهج خطراً جدياً على وحدة العراق أرضا وشعباً، ناهيك من إن هذا النهج يمكن إن يؤدي إلى إشعال حرب طائفية، حرب أهلية في العراق.
تلعب القوى الإقليمية والدولية بالرغم من تناقضاتها المعلنة وغير المعلنة بعضها مع البعض الأخر، وعبر أجندتها الخاصة بها على تأجيج وتصعيد وتيرة الاحتراب الطائفي/ القومي، ناهيك عن دورها في تفتيت الأحزاب السياسية ومنها أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية عربية كانت أم كردية والأحزاب والفصائل الشيوعية في العراق.
المطلب الثاني
لينين يقول- لينين يحذر
يقول فلاديمير لينين(( نحن نسير جماعة متراصة في طريق وعر وصعب، متكاتفين بقوة، يطوقنا الأعداء من كل الجهات، لقد اتحدنا بمليء أرادتنا، اتحدنا بغية مقارعة الأعداء بالذات، لا للوقوع في المستنقع المجاور…. اتحدنا في جماعة…. وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة….)). وكما أشار لينين إلى مسألة غاية في الأهمية وهي( يجب علينا قبل ان نتحد، ولكي نتحد، أن نضع الحدود الفاصلة بصورة حازمة وقاطعة… وان الوحدة عمل عظيم وشعار عظيم، ولكن القضية العمالية بحاجة إلى وحدة ماركسيين، لا إلى وحدة ماركسيين مع أعداء الماركسية ومشوهيها، وان أساس الوحدة يكمن بالانضباط الطبقي للحزب)).
المطلب الثالث
دعوة ملحة لماذا؟
إن القيادة التي قادت الحزب الشيوعي العراقي منذ أواسط الستينات من القرن الماضي ولغاية اليوم هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة لما وصل إليه حزب الشهداء من وضعاً غير طبيعياً وغير منطقياً والذي شمل جميع مرافق النضال المشروعة سواء في الميدان الفكري والتنظيمي والجماهيري وغيرها من الميادين الأخرى، وعلى القيادة الحالية للحزب ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية والمبدئية بهدف معالجة الظواهر غير السليمة وغير الطبيعية معالجة جذرية وصائبة، لان هذه الظواهر تنخر في جسم الحزب، وان تستفيد من الإرث النضالي للحزب والحركة الشيوعية العربية والعالمية وبما يخدم وحدة الحزب وبقاؤه والدفاع المبدئي عنه والالتزام بنظريته وفكره الثوري الفكر الماركسي- اللينيني، كدليل ومرشد عمل في حياة الحزب الداخلية.
من المؤسف حقاً، وبعد ثمانية عقود من النضال المشروع والبطولي إن يصل حزب الشهداء إلى ما هو عليه اليوم في حالة غير طبيعية هذا من جهة، وان نجد ما يقارب من عشرة أحزاب وفصائل شيوعية عراقية متناحرة ومتصارعة بعضها مع البعض الأخر من جهة أخرى، نطرح سؤال مشروع وهو: لمن ولمصلحة من يجري كل ذلك؟!.
إن هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه جميع الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية ينبغي إن لا يستمر طويلاً، ويتطلب وقفة جادة من قبل جميع قيادات وكوادر وأعضاء هذه الأحزاب والفصائل الشيوعية، وان يعملوا جميعاً وبغض النظر عن الموقع الحزبي الذي هو فيه من اجل إيجاد معالجة جذرية ومبدئية لجميع الحالات والأوضاع الشاذة والغريبة على الحزب ولما فيه خدمة للشعب والحزب الواحد الموحد.
إن هذه الدعوة الملحة اليوم، غير قابلة من حيث المبدأ للتأجيل أو التسويف أو التبرير اللاعلمي وتحت أي مصوغ كان، فهي- كما نعتقد- مهمة وطنية ومبدئية وأممية في شكلها ومضمونها، وبمناسبة الذكرى الثمانون لتأسيس حزب فهد-سلام عادل، ندعوا كافة القيادات والكوادر والأعضاء والأصدقاء المخلصين في أحزابهم إن يلعبوا دورهم التاريخي والمبدئي من اجل تحقيق هذا الهدف النبيل، ألا وهو وحدة الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية في حزب واحد، لان هذا الهدف النبيل هو هدفاً لا يعلوا عليه أي هدف أخر، وينبغي إن يشكل هذا الهدف الحلقة المركزية في نضال جميع الشيوعيين المخلصين اليوم.
ينبغي على هذه القيادات والكوادر والأعضاء والأصدقاء المخلصين إن يدركوا حقيقة موضوعية وهي إن الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية- اجتماعية لا مستقبل لها، وهذه هي حتمية وسن التطور للمجتمع البشري هذا أولا، وكما يجب إدراك حقيقة أخرى وهي إن أحزاب الإسلام السياسي قد فشلت في إدارة الحكم ووصلت إلى طريق مسدود، وهذا ما أثبتته الحياة وبالدليل القاطع والملموس والمتمثل بما يسمى بالربيع العربي الإسلامي- الأمريكي، المشروع العالمي لإخوان المسلمين قد فشل أيضا، والسبب الرئيس يعود إلى إن أحزاب الإسلام السياسي بما فيهم حزب إخوان المسلمين، فهم يشكلون من الناحية الإيديولوجية والاقتصادية… جزءاً من الفكر والإيديولوجية الرأسمالية في الغرب الرأسمالي، وكما يلاحظ أيضاً إن هذه الأحزاب ليس لديها رؤية علمية واضحة ولا برامج سياسية واقتصادية- اجتماعية واضحة المعالم والأهداف من اجل خدمة الشعوب، وان مواقفها وبرامجها تتناغم وتغازل النظام الامبريالي العالمي، فهي تشكل طرفاً من الناحية الإيديولوجية للمركز الامبريالي العالمي الغارق في أزماته السياسية والفكرية والاقتصادية- الاجتماعية وحتى الأخلاقية، فلا مستقبل لهذا النظام غير العادل، ولا مستقبل لمشروع الإخوان المسلمين، وعليه فان فرصة الأحزاب الشيوعية والقوى القومية والتقدمية الديمقراطية من إن تتوحد وتكون البديل السياسي والحقيقي في تشكيل الأنظمة السياسية من اجل خدمة الشعوب.
المبحث الثاني
مبادئ وثوابت الوحدة الفكرية والسياسية
نعتقد تملي علينا الضرورة الملحة اليوم وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تتطلب وحدة الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية، بحزب طبقي واحد موحد، وطني وثوري وأممي، وهذا ما كان يهدف إليه الرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، وكما نعتقد لا يوجد تعارض بين الوطنية والأممية، ولا بين الوطنية والشيوعية.
نعتقد إن أهم الأسس المبدئية لوحدة الشيوعيين العراقيين تكمن بالاتي:
أولاً: ينبغي الالتزام والاسترشاد بالنظرية الماركسية- اللينينية كدليل عمل للحزب، فالماركسية بدون اللينينية لا تتجاوب مع مصالح الطبقة العاملة وحلفائها، وفصل الماركسية عن اللينينية كما تفصل أو تقطع الرأس عن الجسد، وبنفس الوقت يعد ذلك نهجاً تحرفياً خطيراً يصب في مصلحة الامبريالية الأمريكية وحلفاؤها، وكما يجب العمل الجاد والتمسك بالوحدة الفكرية والتنظيمية للحزب وعلى أساس مبادئ النظرية الماركسية- اللينينية، وينبغي المحاربة الجادة والمبدئية للعناصر الانتهازية والتحريفية والوصولية والنفعية داخل الحزب.
ثانياً: من الضروري النضال من اجل إقامة ديكتاتورية البروليتاريا- أي قيام سلطة الشعب الحقيقية والالتزام بمبدأ الأممية البروليتارية، وكما يتطلب الالتزام المبدئي والعلني الثابت بالهدف النهائي ألا وهو بناء المجتمع الاشتراكي، ويجب النضال وبلا هوادة ضد النظام الامبريالي العالمي بقيادة الامبريالية الأمريكية والذي يعتبر العدو الطبقي رقم واحد، وان الصهيونية والامبريالية من حيث الجوهر والمبدأ هما وجهان لعملة واحدة، هدفهما المشترك هو إضعاف ثم تفتيت وتخريب الحركة الشيوعية العالمية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكما يتطلب أيضا وفي ظروف العراق اليوم هو النضال الثابت والمبدئي ضد النهج الطائفي/ القومي… الذي يدفع العراق أرضاً وشعباً نحو المجهول.
ثالثاً: يجب النضال وبكل أشكاله بالضد من نهج سياسات المؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية… إذ تهدف هذه المؤسسات الدولية التي تقودها الامبريالية الأمريكية إلى فرض نموذجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتوحش على الشعوب وبأساليب متعددة من اجل تطبيق وإتباع سياسة اقتصاد السوق الرأسمالي، وهذه السياسة قد أنتجت للشعوب البطالة والفقر والمجاعة والجهل والإمراض وتعمق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة الطغمة المالية الحاكمة وحلفاؤها من البيروقراطيين والطفيليين و المافيا، وكما يتطلب النضال الجاد من اجل أتباع وتطبيق نهج اقتصاد السوق الاشتراكي الذي يقضي على البطالة والفقر والمجاعة والجهل والإمراض…. ويحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين قولاً وفعلاً.
رابعاً: ينبغي الالتزام بمبدأ المركزية الديمقراطية في نشاط وعمل الحياة الداخلية للحزب، وكما يتطلب العمل الجاد على تعزيز استقلالية الحزب التنظيمية والفكرية والسياسية، والعمل الهادف والمسؤول على التحرك نحو الأصدقاء والرفاق الحزبيين وبغض النظر عن موقفهم الحزبي ومعالجة مشاكلهم من اجل تصحيح القرارات الخاطئة التي اتخذت بحق الغالبية العظمى من الرفاق والأصدقاء سواء كانوا في الداخل أو في الخارج، لأن هولاء يشكلون الوزن الحقيقي والنوعي للحزب، وكما يتطلب العمل على احترام العادات والتقاليد والمشاعر الوطنية والقومية والدينية في المجتمع، وينبغي الالتزام المبدئي والثابت بالدفاع عن الوطن وصيانة استقلاله وسيادته الوطنية والعمل الجاد على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وعدم تبني شعارات لا تتلائم والمرحلة التي نعيشها اليوم، إذ أدخلت هذه الشعارات اليوم العراق في مأزقاً ومفترق طرق وتهدد وحدة العراق أرضا وشعباً، وكما ينبغي الرفض المبدئي لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبلاد سواء كان ذلك من قبل جهات إقليمية أو دولية.
إن وحدة الأحزاب والفصائل الشيوعية في العراق اليوم، تعد ضرورة ملحة ولا تقبل التأجيل أو المراوغة والتسويف، وينبغي إن يتم بناء هذه الوحدة على الأسس المذكورة وغيرها، فهي أسس مبدئية وسليمة وواضحة، وهي قابلة للحوار السياسي الهادف من اجل قيام حزب شيوعي واحد وموحد في العراق، وهذا ما أكد عليه الرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، هذا الحزب هو حزباً طليعياً يخدم مصالح وتطلعات الطبقة العاملة وحلفائها.
المطلب الاول
هدف نبيل
إن تحقيق هذا الهدف النبيل سوف يساعد على ترسيخ دور ومكانة الحزب الشيوعي العراقي الواحد الموحد، وكذلك يساعد على تعزيز دور ومكانة وفاعلية الحركة الوطنية في العراق، وهذا سوف يساعد على تعزيز مكانة العراق إقليميا ودولياً ويحافظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً.
إن الإخلاص و النزاهة في العمل السياسي يعكس القوة المبدئية العالية في العمل الحزبي، أما الرياء والمراوغة واللا مبدئية والاستكبار على الآخرين يعني ذلك ضعف مبدئي وخدمة مجانية للعدو الطبقي وخيانة للفكر الماركسي- اللينيني. فالمهمة الرئيسة اليوم أمام أصدقاء وأعضاء وكوادر وقيادات الأحزاب والفصائل الشيوعية في العراق من إن يستيقظوا من السبات الطويل اللامشروع واللامبرر، وان يطالبوا ويناضلوا ويعملوا سوية من اجل قيام حزب شيوعي عراقي واحد موحد قولاً وفعلاً وعلى أسس مبدئية، حزب يعبر عن مصالح الطبقة العاملة العراقية وحلفائها، يعبر عن مصالح الشعب العراقي.
إن وحدة الشيوعيين العراقيين اليوم تعد وتشكل شرطاً رئيساً وضامن لوحدة العراق، والتعاون والتنسيق المبدئي والفعال بين الحزب الشيوعي العراقي وبقية الأحزاب الوطنية العراقية بما فيها بعض أحزاب الإسلام السياسي المعتدل، يشكل كل ذلك أساساً متيناً لوحدة العراق وتبعده عن أخطار التفكك والتفتيت الذي قد يقوم على أساس طائفي/ قومي.
المطلب الثاني
صمود الحزب
عن حق إن حزب فهد- سلام عادل هو حزب الشهداء الإبطال، وحزب التضحيات الكبيرة، واليوم يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقائهم بذكرى حزبهم المجيد الـ80 عاماً. إن هذه المسيرة البطولية التي عكست قمة النضال الفكري والسياسي- الاجتماعي المملوء بالتضحيات الجسام، فهو حقاً حزباً فريداً من نوعه في الحركة الشيوعية العالمية، وفي هذه المسيرة النضالية المشرقة تم إعدام مؤسس الحزب الرفيق الخالد فهد ورفاقه الإبطال، وبعد فترة تم اعدم السكرتير العام للحزب الرفيق والشهيد سلام عادل ورفاقه الأمجاد وغيرهم من الكوكبة البطولية من الأصدقاء والأعضاء والكوادر والقيادات الحزبية المناضلة والمبدئية، هذه النخبة الحزبية الصادقة والوطنية والتي ضحت بنفسها من اجل الوطن والحزب والمبادئ السامية، ومن اجل الطبقة العاملة وحلفائها، وان هذه التضحيات لازالت مستمرة، وان سر بقاء وديمومة الحزب ونضاله المشروع والعادل يعود بالدرجة الأولى إلى الالتزام بالثوابت المبدئية وفي مقدمتها الالتزام والدفاع عن النظرية الماركسية- اللينينية كمنهج ودليل عمل في حياته الداخلية.
إن الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المناضلين الثوريين والمخلصين، انه حزب الميادين والتضحيات فهو على طول نضاله السياسي الوطني المشروع واجه وبمواقف مبدئية جميع الأنظمة الرجعية والأنظمة الديكتاتورية والإرهاب الدولي الذي تقوده الامبريالية الأمريكية وحلفائها عبر اخطر مؤسسة إرهاب دولية ألا وهي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية((CIA وجريمتها المعروفة بالانقلاب الأسود عام 1963 والتي ذهب ضحيتها 5000 شهيد شيوعي، وواقع الحال أكثر من ذلك بكثير ما هو إلا خير دليل على ذلك.
منذ أواسط الستينات من القرن الماضي ولغاية اليوم أُدخلت ودخلت قيادة الحزب الشيوعي العراقي في مطبات سياسية وفكرية معقدة وخطيرة وغير صائبة وغير مدروسة بشكل جيد وكانت النتائج سلبية على الحزب، ومنها على سبيل المثال الخطأ في أسس ومبادئ قيام التحالفات، الجبهات السياسية الكثيرة ومنها(( الجبهة الوطنية في عام 1973، جبهة جود، جبهة جوقد، التحالف مع القائمة العراقية في الانتخابات البرلمانية….؟!.
لقد كانت هذه التحالفات، الجبهات السياسية، تتم بفعل وضغط العوامل الخارجية والداخلية، وتمثل العامل الداخلي بضغط النظام السياسي الحاكم على الحزب، وبضغط أخر من بعض الأحزاب القومية المتنفذة في حدودها الجغرافية الخاصة بها، إضافة إلى ذلك وهو الأهم والأخطر في العامل الداخلي إلا وهو إن قيادة الحزب لم تأخذ وتصغي إلى أراء وملاحظات القاعدة الحزبية حول أسس التحالفات السياسية التي تمت منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي ولغاية اليوم، وهذه هي إحدى واخطر ما تميزت به قيادة الحزب منذ عام 1973 ولغاية اليوم، مما أدى هذا النهج الممنهج والمخطط من الابتعاد عن الثوابت المبدئية، وافرز هذا النهج إرباك وبلبلة سياسية وفكرية وتنظيمية… داخل الحزب، وكما انعكس ذلك على ضعف دور ومكانة الحزب وشعبيته داخل المجتمع العراقي بشكل عام وداخل صفوف الطبقة العاملة وحلفائها بشكل خاص، وهذا النهج شكل ويشكل اليوم ناقوس الخطر الجدي على الحزب الشيوعي العراقي.
إن قيادة أي حزب شيوعي أو قيادة أي فصيل شيوعي لا تلتزم بهذه الدعوة المهمة ولا بالثوابت المبدئية والشرعية لهذه الدعوة، سوف تفقد مبدئيتها وشرعيتها وسوف ترتكب خيانة عظمى تجاه مصالح الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين، وعلى هذا الأساس تُملي الضرورة الموضوعية اليوم القيام بالإصلاح السياسي والتنظيمي للبيت الشيوعي العراقي الواحد والموحد داخلياً، وتتحمل قيادات هذه الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية هذه المهمة اليوم، والتي تعد مطلباً رئيساً وهدفاً سامياً وموقفاً مبدئياً من اجل بقاء الحزب الشيوعي العراقي حزباً واحداً موحداً وقوياً، وان قوة الحزب تنبع بالدرجة الأولى من الالتزام بالثوابت المبدئية، وهذه الثوابت تعد خطاً احمراً لا يمكن التنازل أو التخلي عنها أو تجزئتها أو تحريفها، لأنها تشكل قوة الحزب ومبدئيته وديمومته واستمرا يته في الحياة السياسية والحزبية.
المطلب الثالث
الحزب الجماهيري- ضرورة ملحة
إن القاعدة المعروفة للجميع وهي إن الأحزاب الشيوعية كانت ولا تزال تشكل أحزابا جماهيرية لأنها تعبر عن مصالح الغالبية العظمى من المواطنين، أي تعبر عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين. إن الزلزال الكبير الذي حدث في عام 1991، قد ترك اثأرا سلبية على معظم الأحزاب الشيوعية العالمية، وهذه حقيقة موضوعية يجب الاعتراف بها ولا يمكن إنكارها، إلا إن بعض القيادات والكوادر الحزبية في بعض الأحزاب الشيوعية قد اهتزت قناعتهم وإيمانهم بالفكر والنظام الاشتراكي بسبب ما حدث في الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية، والسبب الرئيس-كما نعتقد- يعود إلى إن هولاء الرفاق لم تكن لديهم قناعات راسخة وفهم وإدراك علمي لا للفكر ولا للنظرية ولا للنظام بدليل إن قسماً منهم قد ترك النضال السياسي، أي هجر العمل السياسي بالكامل، والقسم الأخر قد تحول إلى عدواً شرساً وأصبح خصماً سياسياً وإيديولوجيا للفكر الاشتراكي وللحزب الشيوعي وانضم إلى أحزاب هو لا يؤمن بها ولكن لديه أهداف محددة وفي الغالب طموحات خاصة، والبعض الأخر قد انتقل للتجارة والبزنس السياسي… وللهو والراحة، ولكن هولاء جميعاً لم يشكلوا الغالبية في أحزابهم الشيوعية، بل شكلوا أقلية صفراء معادية لأحزابهم الشيوعية.
يجب على القيادات والكوادر والأعضاء المخلصين من إن يدركوا حقيقة موضوعية وهي إن الاشتراكية كنظام غير مذنب فيما حدث، وان الشيوعية لم تمت، لأنها لم تطبق أصلا، وان النظرية الماركسية- اللينينة لم تفشل، بدليل هذا النظام وهذه النظرية عندما ظهرت له قيادة سياسية مخلصة وكفوءة ومبدعة لفكرها ونظريتها استطاعت إن تحول روسيا من بلد المحراث الخشبي إلى دولة صناعية متطورة، دولة نووية وذرية، دولة أصبحت قطباً رئيساً في العالم استطاع إن يخلق توازناً لصالح المجتمع البشري لأكثر من أربعة عقود، وتم القضاء وبشكل نهائي على البطالة والأمية والجهل والإمراض وضمن هذا النظام مجانية التعليم والعلاج والسكن، وكما ضمن حق العمل دستورياً للمواطن وضمن أمنه ورفاهيته، أي تم تحويل وتحقيق الأهداف من النظرية إلى التطبيق الفعلي والملموس لصالح الإنسان وخدمته، وعليه فالخطأ ليس في النظام ولا في النظرية، بل المسألة تكمن في القيادة السياسية الحاكمة ومدى فهمها وتطبيقها المبدع للنظرية.
أن السبب الرئيس في حدوث هذا الزلزال الكبير يعود إلى عوامل داخلية، تمثلت بالخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي متمثلة بغارباتشوف وفريقه المرتد، والتحالف الوثيق بين قوى الثورة المضادة التي نشطت وفسح لها المجال في النشاط العلني خلال الفترة 1985-1991، ولعبت العناصر غير الروسية في قيادة الحزب الحاكم دوراً كبيراً في قيادة وتوجيه قوى الثورة المضادة، لأنها استخدمت(( حصانتها)) الحزبية والبرلمانية في عملها وتحركاتها السياسية والفكرية مع قوى الثورة المضادة خلال فترة حكم الرئيس المرتد غورباتشوف وفريقه، وكما تحالفت قوى الثورة المضادة مع قوى اقتصاد الظل الإرهابية، وأصبح قوة القرار السياسي والاقتصادي في يد قوى الثورة المضادة وحلفاؤها، إضافة إلى ضعف تطبيق الديمقراطية الشعبية سواء داخل الحزب أو في المجتمع، تأليه وتجميد النظرية، وتفشي البيروقراطية الحزبية والإدارية في جهاز الحزب وجهاز الدولة الإداري وغيرها من العوامل الأخرى، أما العوامل الخارجية، فقد لعب الغرب الامبريالي بقيادة الامبريالية الأمريكية دوراً كبيراً في عملية الزلزال الكبير وتقويض الدولة العظمى، وكما لعبت وتحالفت كل من واشنطن وباريس وبون وتل أبيب… دوراً هاماً في عملية تفكيك دولة الاتحاد السوفيتي، وفي الوقت نفسه لعبت المؤسسات الدولية والمتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية وأجهزة المخابرات الغربية وخاصة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية دوراً هماً وبالتنسيق والتعاون مع غورباتشوف وجماعته الخائنة. إن كل ذلك وغيره قد ترك اثأرا سلبية على مجمل سياسات ونشاطات الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية العالمية، مما أدى ذلك إلى إضعاف دورها ومكانتها بين الجماهير ولفترة زمنية غير قصيرة، وكما لعبت ماكنة الإعلام الغربية- الامبريالية وخاصة أعلام الامبريالية الأمريكية دوراً كبيراً في تشويه الحقائق، لأنه أعلام غير صادق وغير نظيف ومزور ومزيف للحقائق الموضوعية، فهو أعلام غير ديمقراطي ومنحاز لصالح الطغمة المالية الحاكمة في الغرب الامبريالي.
إن قيام حزب جماهيري حقيقي ينبغي إن تتوفر له شروط ومن هامها الأتي:
1- يطلب وجود قيادة سياسية كفوءة ومخلصة مؤمنة بفكرها الثوري قولاً وفعلاً، وان تكون أنموذجا يحتذى بها في كل شيء.
2- وجود وحدة تنظيمية وفكرية تستند على نظرية علمية وهي النظرية الماركسية- اللينينة.
3- يتطلب من القيادات والكوادر الحزبية والأعضاء النزول إلى الشارع ومخاطبة الجماهير بلغتهم وبشكل مباشر وتبني مشاكلهم والدفاع عنهم وبالطرق الممكنة والمتاحة.
4- التحول السريع من فكرة (( الموظف)) الشيوعي الجالس في المقرات ولساعات طويلة إلى مناضل شيوعي حقيقي كما حدث في حياة الحزب منذ تأسيسه حتى عام 1973.
5- العمل الجاد على تغيير نهج ومحتوى وسياسة جريدة الحزب ومجلته، فالجريدة والمجلة لا تعكس الجدية السياسية والفكرية، باعتبارهما أعلام حزبي ملتزم يدافع عن الفكر الاشتراكي والنظرية الماركسية- اللينينة، وان يتم نشر هذا الفكر العلمي بين أوساط العمال والفلاحين والطلبة والشبيبة والمرأة…
6- من الضروري وضع خطة منتظمة ومستمرة لإعداد الكادر الحزبي من خلال فتح الدورات الحزبية المركزية وفي كل محافظة حسب الإمكانية واختيار الكوادر الشابة لهذه الدورات، وان تكون مواد التدريس تعتمد بالدرجة الأساس على مصادر الماركسية وهي الاقتصاد السياسي والشيوعية والفلسفة الماركسية- اللينينية والتجارب الغنية للحركة الشيوعية العربية والعالمية، إضافة إلى مواد أخرى تخص الاقتصاد العراقي، التحالفات…
7- العمل الجاد والحقيقي والنشيط بين صفوف العمال والفلاحين والطلبة والشبيبة والمرأة والمنظمات المهنية، لان هذه الميادين هي التي تشكل القوة الرئيسة للحزب ورفده بالأعضاء النشطين وتحوله إلى حزب جماهيري، وكما تشكل هذه الجماهير القاعدة الطبقية للحزب، وكما ينبغي الابتعاد عن الروتين والبيروقراطية الإدارية- الحزبية القاتلة للحزب، وعدم الجلوس في المقرات الحزبية على أمل إن الجماهير تأتي إليها، بل ترك المقرات والاتصال بالجماهير مباشرة والتفاعل معها ومعرفة مشاكلها وهمومها، ودفع وقيادة الجماهير من اجل مطالبة الحكومة لحل مشاكل الجماهير.
إن ما موجود اليوم من نشاط للحزب هو ضعيف وغير مرضي إن لم نقل يسير نحو الاحتضار، ومن هنا ينشأ الخطر على الحزب، وهذه هي حقيقة موضوعية، وهي مرة وقد لا يتقبلها البعض، ولكن نقول ذلك من واقع الحرص والشعور بالمسؤولية، إننا نعيش الواقع وننطلق منه بشكل واعي وموضوعي وملموس.
8-يجب العمل الفعال من اجل القيام بتأسيس محطة تلفزيونية فضائية خاصة بالحزب، ومن خلال وجود معلومة مؤكدة قالها لنا احد القياديين في الحزب بوجود إمكانية مادية لهذه الفضائية، والبعض الأخر حدد موعداً للقيام بهذا العمل…، فهذا شيء يفرح حقاً، ألا إن التنفيذ بهذا المشروع لم يتم! لماذا؟.
إن تحقيق هذا الهدف يتطلب القيام بدراسة علمية وفنية ومعرفة الجدوى الاقتصادية والإمكانيات المادية والبشرية، كل ذلك وغيره يساعد الحزب على معرفة الكلفة الحقيقية للمحطة التلفزيونية، وفي حالة ((تعذر)) الإمكانية المادية، يمكن اللجوء إلى حملة إكتتاب مالية على الرفاق والأصدقاء في الداخل والخارج آو جمع تبرعات مالية من الرفاق والأصدقاء من داخل العراق وخارجه أو اعتبار هذه المحطة التلفزيونية(( شركة)) مساهمة وبعد معرفة كلفتها الحقيقية وطرح الأسهم بعد تحديد قيمة السهم والسماح للرفاق والأصدقاء بشراء الأسهم وبحرية ووفقاً للإمكانية المادية لكل رفيق وصديق.
إن تحقيق هذا المشروع على أرض الواقع يجب على المحطة الفضائية إن تلتزم بالنهج الوطني والفكري للحزب، وان يتميز نشاطها وعملها بالموضوعية الهادفة والمنحازة للفقراء وان لا تجامل في عملها لا الحكومة ولا حلفائها.
إن هذا المقترح سوف يصب في مصلحة الحزب أولا وأخيرا، ولكن لدينا هواجس وقلق من إن هذا المقترح لا يجد طريقه للتطبيق، وقد لا يأخذ بمأخذ الجدية أو حتى رفض هذا المقترح من قبل قيادة الحزب وتحت مبررات عديدة وفي مقدمة هذه المبررات هي (( غياب)) الإمكانية المادية للحزب؟!.
نعتقد هناك ثلاثة احتمالات تواجه هذا المقترح وهي:-
الاحتمال الأول: في حال القيام بتأسيس هذه المحطة التلفزيونية-ونتمنى ذلك- وان تلتزم هذه المحطة ببرنامج الحزب الوطني والإيديولوجي الواضح والهادف والسليم، فسوف يتم كسب ثقة الجماهير الحزبية وغير الحزبية لصالح الحزب، وسوف يتحول الحزب إلى قوة جماهيرية كبيرة، فاعلة ومؤثرة على الساحة السياسية العراقية، قوة يحسب لها حساب هذا من جهة، وان هذا النهج الوطني سوف يثير غضب وحساسية النظام الحاكم وغالبية أحزابه السياسية وحلفاؤهم، ومن هنا ينشأ الصراع السياسي والإيديولوجي ذو المضمون السلمي والديمقراطي، وهذا الصراع لا يتعارض مع القانون الرئيس للدولة، فحرية الإعلام مكفولة دستورياً، فالحزب وجماهيره هم الرابحون.
الاحتمال الثاني:- في حال قيام هذه الفضائية، وان عملها ونشاطها وبرنامجها السياسي والإيديولوجي والثقافي والاقتصادي- الاجتماعي لم يكن بالمستوى المطلوب، وعدم تبنيها وبشكل جدي لهموم ومشاكل الكادحين من العمال الفلاحين….، ولم تكن محطة تلفزيونية ملتزمة بالثوابت المبدئية للحزب كما هو مطلوب، أي إتباع نهج سياسة المراوس مثلاً، فان هذا النهج سوف يثير ويزعج رفاق وأصدقاء الحزب وبالتالي سوف يضعف الثقة بالفكر والحزب وبقيادته، ومن هنا ينبع الخطر الجدي على الحزب. أما المستفيد من هذا النهج هم خصوم الحزب الإيديولوجيون والسياسيون، لأن من مصلحتهم وهدفهم الرئيس هو ان يكون الحزب الشيوعي العراقي حزباً غير فاعلاً وغير جماهيرياً وهذا ما تريده في الواقع غالبية الأحزاب السياسية العراقية وحلفاؤهم.
الاحتمال الثالث:- لا يستبعد من إن تتخذ قيادة الحزب قراراً-كما نعتقد- تدعي به بعدم وجود أمكانية لتأسيس محطة تلفزيونية محلية كانت أم فضائية بسبب غياب الإمكانية المادية للحزب، ومن خلال هذا القرار والموقف يمكن إقناع أعضاء وأصدقاء الحزب بهذا الموقف، وفي الوقت نفسه يتم الابتعاد عن المواجه أو إزعاج النظام الحاكم وحلفاؤه، أي يمكن القول إن يتم مسك العصا من الوسط، وهذا إن تحقق فهو يعكس موقفاً غير صائباً وغير مبدئياً، فالصراع السياسي الطبقي هو قانون موضوعي وحتمي لا يمكن لأحد إنكاره.
إن الهدف الرئيس من تأسيس المحطة التلفزيونية هو نشر الفكر والوعي الاشتراكي العلمي بين الجماهير وخاصة بين العمال والفلاحين… والعمل على كسب الجماهير وبشكل واع للحزب والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة العراقية وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين ويجب إن يكون أعلام الحزب جريدة، مجلة، محطة تلفزيونية مكمل بعضهم للبعض الأخر ووفق رؤية وإستراتيجية إعلامية واحدة، ومن خلال كل ذلك وغيره، يمكن إن يتحول حزب الشهداء، حزب فهد-سلام عادل إلى حزب جماهيري فاعل ومؤثر في الوضع المحلي والعربي، ومما يؤسف له، إن بعض(( الرفاق)) وفي جلساتهم الخاصة يصرحون(( نحن لا نريد حزب جماهيري))؟! فهل هذا صحيح؟ ولماذا؟
8- إن يضع الحزب الواحد والموحد مشروعاً أو رؤية إستراتيجية، الهدف هو ان يتحول الحزب إلى قوة فاعلة ومؤثرة في الميدان السياسي وهدفه الرئيس هو وصوله الشرعي للسلطتين التشريعية والتنفيذية بوزن حقيقي وفاعل ومؤثر وان يحقق تطلعات وأماني الطبقة العاملة وحلفائها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما تم ذكره أعلاه، وان تحقيق هذا الهدف المشروع يتم عبر الطرق الشرعية والديمقراطية وببرنامج الحد الأدنى للفترة 2014-2021، أي برنامج لمدة ثمانية سنوات، وببرنامج الحد الأعلى وهو للفترة 2014-2025، أي ببرنامج لمدة 12 سنة قادمة، هذه الرؤية الإستراتيجية ممكنة التحقيق أذا توافرت الإرادة والقوة والرغبة الحقيقية والشعور بالمسؤولية التاريخية ووضع مصلحة الحزب فوق كل لمصالح الضيقة لدى قيادات وكوادر وأعضاء وأصدقاء الأحزاب والفصائل الشيوعية من اجل التوحد في حزب واحد بأسرع وقت خدمة للفكر وللحزب وللطبقة العاملة العراقية وحلفائها.
المبحث الثالث
وجهة نظر ورؤية تحليلية لمسارات وحدة الشيوعيين العراقيين
المطلب الاول
من الرابح ومن الخاسر؟
ينبغي على قيادة الحزب الشيوعي العراقي،وبناسبة الذكرى الثمانون لميلاد حزب الشهداء من إن يبادروا بالحوار الجاد والموضوعي والهادف مع قيادات الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية وكذلك مع القيادات والكوادر والأعضاء وحتى الأصدقاء المخلصين الذين ابعدوا وبقرارات خاطئة وغير مبدئية وغير ديمقراطية، وكذلك مع الذين ابتعدوا عن الحزب ولظروف وأسباب عديدة، فهولاء في اغلبهم يشكلون قوة جماهيرية للحزب، فوحدة الحزب وعلى أسس مبدئية هي هدف مهم لا يعلوه أي هدف أخر، ويعد تحقيق هذه المهمة واجب وطني ومبدئي، ومسؤولية فردية وجماعية في آن واحد، وتتحمل القيادات والكوادر والأعضاء والأصدقاء المسؤولية الفردية والجماعية في آن وحد.
إن الهدف الرئيس من هذا الجهد الكبير ينبغي ان يصب في توحيد الجهد السياسي والتنظيمي والفكري ووفق الأسس المبدئية وبعيدا عن المجاملات والإقصاء والتعالي والتكبر على الأخر، من اجل ظهور حزب شيوعي عراقي واحداً وقوياً، حزباً جماهيرياً، حزباً واحداً للطبقة العاملة العراقية وحلفائها، وان يصبح هذا الحزب إحدى أهم القوى السياسية الرئيسة في البلاد والنواة القوية الجامعة للأحزاب الوطنية والتقدمية بهدف بناء المجتمع الاشتراكي، مجتمع الرفاهية، والعدالة الاجتماعية، مجتمع ديمقراطي يضمن ويحقق الإخاء والأمان للشعب العراقي، مجتمع رافض وعابر للطائفية السياسية والقومية… مجتمع رافض للمحاصصة السياسية والقومية المقيتة.
إن الانفتاح المسؤول من قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي على الأحزاب والفصائل الشيوعية العراقية، لا يعد ضعفاً للقيادة أو الحزب، بل يعد قوة للحزب والفكر وشعور بالمسؤولية المبدئية والتاريخية، وان معالجة الأخطاء والقرارات التنظيمية غير الصائبة وغير الموضوعية والتي اتخذت بحق عدد غير قليل من القياديين والكوادر والأعضاء وحتى الاصدقاء سواء كان ذلك في داخل العراق أو في الخارج، تعد مهمة ملحة وضرورة مبدئية اليوم، لان هولاء الرفاق والأصدقاء كانوا ولا يزالون يشكلون القوة والسند الرئيس للحزب، وان الغالبية من هولاء الرفاق كان لهم دوراً مشرفاً في حقبة النضال السري عبر الأنظمة السياسية المختلفة وخاصة ضد النظام الديكتاتوري البائد، ودورهم النضالي اليوم بالضد من نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومين ومن اجل تحقيق مجتمع عراقي ديمقراطي واحد موحد.
ينبغي على قيادة الحزب من إن تكون قوة جذب واستقطاب حقيقية لهولاء الرفاق والأصدقاء المخلصين والمبدئيين الذين حافظوا ولا يزالون يحافظون ويدافعون عن الحزب ومبادئه وهويته الطبقية. وعن النظرية العلمية النظرية الماركسية اللينينية، وان تكون هذه القيادة( المقصود بعض القياديين المتنفذين في قيادة الحزب) قوة طرد وإبعاد لهولاء الرفاق والأصدقاء الذين كانوا ولا يزالون يشكلون القوة والسند الرئيس للحزب، ومن اجل الاستفادة من هذه القوة الحقيقية(( المجمدة)) يتطلب من قيادة الحزب وقفة جادة ومبدئية وان تشعر بمسؤوليتها التاريخية تجاه الحزب والطبقة العاملة العراقية، وهذا يتطلب تشكيل لجنة حزبية مبدئية ومخلصة من قيادة الحزب وان تحضى باحترام وتقدير هولاء الرفاق لبحث مشاكلهم التنظيمية والفكرية… والعمل على المعالجة الجذرية والجادة للأخطاء والقرارات غير الصائبة التي اتخذت بالضد من هولاء الرفاق وعبر فترات زمنية مختلفة.
إن انجاز ما تم ذكره أعلاه يعد قوة جديدة للحزب والرابح الرئيس هو الشعب العراقي بشكل عام والطبقة العاملة العراقية وحلفائها بشكل خاص، وبهذا يصبح حزب الشهداء حزباً قوياً وطليعياً للطبقة العاملة ومدافعاً أميناً عن مصالحها ومصالح حلفائها، أما في حالة عدم تحقيق هذه الدعوة الهامة فمن نتائجها السلبية هي إضعاف دور ومكانة الحزب والفكر في المجتمع العراقي وسيكون الرابح الرئيس من كل ذلك هو الخصم الإيديولوجي/ الطبقي للحزب.
المطلب الثاني
وصايا لينين… ولمن المستقبل
يجب على المخلصين من الشيوعيين أن يتذكروا وصية قائد البروليتاريا العالمية فلاديمير لينين(( إن الأحزاب الثرية التي فنيت حتى ألان، فنيت لأنها أصيبت بالغرور، ولم تستطع إن ترى أين تكمن قوتها، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها، أما نحن فلن نفنى، لأننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف… إن الإخلاص والنزاهة في السياسة ما هي ألا نتيجة للقوة، أما الرياء فهو نتيجة للضعف)).
وكما أكد لينين(( في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء أو بشكل متعمد ومحسوب)).
إن الحتمية التاريخية وتطور المجتمع البشري تؤكد حقيقة موضوعية وهي إن المستقبل هو لحزب الطبقة العاملة، الذي يستند في عمله ونشاطه على نظريته العلمية والثورية، وهي النظرية الماركسية- اللينينية، ولا يمكن فصل أو تجزئة هذه النظرية العلمية، فأن حدث فهو يعد خيانة عظمى وتحريف يصب لصالح الطغمة المالية الحاكمة في الغرب الامبريالي وحلفائها في البلدان الأخرى.
إن المستقبل للشعوب الطامحة لبناء مجتمعها العادل المجتمع اللاطبقي وهذه هي سنة وتطور الحياة الحتمي، إن تحقيق هذا الهدف السامي والنبيل يتم من خلال وحدة الأحزاب الشيوعية على صعيد كل بلد وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي، والمبنية على أساس الفكر الماركسي اللينيني، والالتزام بالثوابت المبدئية، فالشيوعية هي الخيار وهي مستقبل الشعوب، وهي تشكل النهاية الحقيقية لتاريخ المجتمع البشري.
هذه هي الحقيقة، فالحقيقة مرة، ويجب الاعتراف بها، والحقيقة ثورية بطبيعتها، ويجب أن تؤمن بها، فقيادة أي حزب أو فصيل شيوعي، يتم رفض هذه الدعوة من حيث المبدأ فيعد ذلك خيانة للفكر والمبدأ والحزب، وستتحمل المسؤولية التاريخية عن هذا الموقف السلبي وما سيحصل في المستقبل.
أن التاريخ والأجيال الثورية القادمة ستحاسب كل من يقف ويعرقل تطبيق هذه الدعوة الهامة والملحة اليوم.