19 ديسمبر، 2024 12:17 ص

الاسلام نظرة مختلفة

الاسلام نظرة مختلفة

كنت انوي قبل فترة ان اكتب مقالا مهما في نظري بخصوص موضوع ان الاسلام كمنهج من مناهج الحياة يدعو الى سعادة البشر و تحقيق العدالة الاجتماعية حاله كحال جميع المناهج الاجتماعية وساقني التفكير في هذا الموضوع الحيوي الى وضع اليد على مشكلة معقدة نعيشها كأسلاميين متمثلة في الافكار التي يطرحها المفكرين و الخطباء اذ اننا لا ندعو الناس الى عيش الدنيا بل ندعوهم الى الاخرة فقط و فقط والحال ان الله يدعونا الى اعمار الارض و العيش فيها بسعادة اذ يقول تعالى واستعمركم فيها والله سبحانه وتعالى خلق الكون لنعيش فيه حياة كريمة نسعد فيها و نتعايش اما نحن فقد حرفنا الدين لنجعل الانسان يعيش الاخرة فقط و هو ما ولد انفصالا عن تعاليم الاسلام التي جاء بها شيوخه لان الانسان يعيش بطبيعة الحال في خضم هذه الدنيا و يشعر بالحاجة الى كثير من الامور الضرورية و غير الضرورية (الترفيهية) اما نحن فطلبنا منه ان يعيش الاخرة ويعزف عن الدنيا و هو ما ساهم في ايجاد نزاع شديد داخل نفس الانسان بين حاجاته و ما حباه الله به و بين تعاليم دينية منفرة و غير ميسرة هذا الامر ساق الانسان الى نوع من الازدواجية رسخت في العقلية العامة للمسلمين ان الاسلام مثالي في نظريته للحياة و انه غير قابل للتطبيق.
اعتقد اننا اذا ما اخذنا بهذه الفكرة سنعيد النظر بكثير من افكارنا التي نعتبرها اسلامية تجاه كثير من الامور الحياتية التي اخذنا عنها نظرة اسلامية خاطئة.
لقد انطلق الاسلام الذي جاء به الرسول صلى الله عليه واله من واقعه الاجتماعي و انطلق بذلك التغيير رويدا فكانت مقولته لاصحابه يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا نبراسا هاديا ينبغي على الاسلاميين الاخذ به لكي يكون الاسلام انموذجا حيا واقعيا يمكنه ان يحقق السعادة و الحياة الكريمة لبني البشر