بدءا لابد من الاعتراف ااني شعرت بفخر كبير من ورود اسم صحفي عراقي في قضية تحقيق قضية الفساد العالمية الكبيرة و التي عرفت بأوراق بنما.. و من ثم حين قرأت عن القضية، مع ذكر اسماء الصحفيين العرب التسعة و اشارى الى ان الصحفيين ال 400 من دول العالم المختلفة تمكنوا من اختراق المؤسسات في دولهم الا ان الصحفي العراقي المشارك ( منتظر نلصر ) لم ينجح كثيرا في الاختراق في العراق.. و المؤسسة ( الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين ) التي اشتغل هذا العدد الهائل من الصحفيين تحت ادارتها من المستحيل ان تكذب بما يخص عمل الصحفيين حتى ان كانت لحمايتهم مثلا، خاصة و لحد الان لم تظهر اسماء المسؤولين العراق الفاسدين ضمن هذه الاوراق عدا اسم اياد علاوي و الذي اصدر بيانا رسميا غريبا اذ اكد فيه عدم تهربه من دفع ما عليه من ضرائب في بريطانيا و ان كل العقارات المذكورة كلها من امواله الخاصة ( نائب رئيس الجمهورية العراقي يدفع ضرائب الى بريطانيا.. هذه فضيحة بحد ذاتها )، مهما يكن، و بعد نشر الاوراق عالميا، بيوم واحد، تناقلت وسائل الاعلام ان شبكة الاعلام العراقي فصلته من عمله في الشبكة بسبب اشتراكه في هذا العمل الاستقصائي العالمي ..و قررت ان انفذ مهمة استقصائية متوقعا مساعدة منتظر ناصر و ارغام شبكة الاعلام لاعادته الى عمله.. و هذه نتائح عملي شبه الاستقصائي لانني لم اتصل بالصحفي صاحب القضية.هناك اعمام رسمي من رئيس الشبكة الى كافة دوائرها صادر في 20 كانون الاول 2015 بالعدد 1/4/17/18040 يفيد انه استنادا الى المادة ( 20 ) من قانون شبكة الاعلام العراقي رقم ( 26 ) لسنة 2015 و التي تنص ( لا يجوز للعاملين في الشبكة الجمع بين وظيفتين باي صفة كانت في وسائل الاعلام غير المرتبط بالشبكة ) و الغى الاعمام كافة الموافقات السابقة التي منحت للعاملين للعمل في مؤسسات خارج الشبكة. و كان اعماما اخر قد صدر في 15 ايلول 2015 في الشأن نفسه و يطلب من جميع المنتسبين مراعاة ذلك و بخلافه سيتعرض المخالف لهذه المادة الى المسائلة القانونية. و بهذا الاعمام، فان على الزميل منتظر ناصر كان عليه اما ان يترك العمل في الشبكة او عمله كرئيس تحرير لصحيفة العالم الجديد الالكترونية. و حين استنكرت فصله كعقوبة اقصى و كان من المفروض ان يعاقب مثلا بالفات نظر و ان لم يلتزم، ينذر و يقطع راتبه و من ثم يفصل.. و كانت المفاجأة في الامر الاداري الصادر عن الشبكة في 3 نيسان 2012 بالعدد 1/4/7/4073 ينهي تنسيب السيد ( منتظر ناصر كاظم ) الموظف بعنوان م. ملاحظ من العمل من شبكة الاعلام العراقي و يعاد الى وزارة الثقافة/ جريدة الاتجاه الثقافي لمخالفته المادة 20 من قانون شبكة الاعلام العراقي رقم 26 لسنة 2015 لقيامه بالعمل في صحيفة العالم الجديد كرئيس تحريرها و اعتبارا من تاريخ الانفكاك.. و مفاجأة اخرى، ان لجنة تحقيقية للنظر بشكوى من هيئة الاتصالات و الاعلام ضد الزميل منتظر.. و تم ارسال توصيات اللجنة التحقيقية الى رئيس الشبكة في 14 اذار 2016 أي قبل اكثر من اسبوعين من الاعلان عن اوراق بنما.. و ان كنت لا استسيغ ان يقدم ان تقوم هيئة الاتصالات و الاعلام بشكوى ضده بسبب ما نشر عنها و عن رئيسها في صحيفة العالم الجديد ، اذ ان الشكوى توجه الى الصحيفة المعنية و ان ترفع دعوى ضده في محكمة النشر. المهم ان هذه الشكوى كشفت استمرار الزميل منتظر في عمله في العالم الجديد و الذي اكد في التحقيق ان عمله به ( تطوعي )..و لا احاول ان اشكك بصدقه، و لكن من السهولة بمكان ان يأتي بكتاب من العالم الجديد يقول فيها ان عمله ( تطوعي )!! و استنادا الى توصيات التحقيق، فأن الزميل منتظر كان يعمل في مجلس الامناء.. و عندما سألت عنه في الشبكة، لم يعرفه الكثيرون و اكدوا انهم سمعوا به بعد نشر وسائل الاعلام خبر ( فصله ) من الشبكة، و اكد موظف في المالية بأنه كان يعمل في قسم الرصد في المجلس و غالبا كان غير ملتزما بالدوام رغم استلامه لكافة المخصصات و اكد زميل في موقع اخبار شبكة الاعلام بأنه تفاجأ بان زميلا بهكذا كفاءة لم يختر العمل في الاخبار ليفيد الشبكة بتحقيقاته و خبرته.. أي باختصار ان اختياره العمل في قسم غير ابداعي كان ايتهرب من الدوام، أي انه فاسد صغير بقياس تعريفات الفساد المعمول بها في هيئة النزاهة ( فساد كبير و فساد صغير ) أي انه كان يستلم الراتب و المخصصات ازاء عمل لا ينجزه كما ينبغي و لم يرى يوما في استلام الرواتب، خاصة وان رواتب الشبكة يتم تحويلها الى المصارف و يتم استلامها بالبطاقة الذكية..ازاء ما سبق ، و اصرار الزميل منتظر في صفحته على الفيسبوك بأن ” امر فصلي سيظل عارا بلاحق كل المسؤولين في شبكة الاعلام “، فأنني سارسل نسخة من هذا التحقيق شبه الاستقصائي الى الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، لان الصحفي الاستقصائي يجب ان يكون بعيدا تماما عن شبهات الفساد و الفساد مهما كان حجمه و ان لا يلجأ الى الكذب ليخلق من نفسه ضحية و بطلا في الوقت نفسه. و نسخة منه الى مرصد الحريات الصحفية الذي يتحرى الدقة في نشر بياناتها ، لان الزميل منتظر لم يفصل من الشبكة انما انهي تنسيبه و اعيد الى جهة عمله الاصلي في وزارة الثقافة. و في النهاية، اعبر عن اسفي لهذه الحقيقة التي توصلت اليها و حزنت لسعادتي التي شعرت بها حين سمعت بوجود صحفي عراقي بين الابطال الذين كشفوا الفضيحة المدوية من خلال اوراق بنما..