بعد ساعات قليلة من سحب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر لنوابه من اعتصام البرلمانيين الذي ينتظر ان ينتهي قريبا فقد بدأ القادة العراقيون يتحدثون عن انتهاء الازمة البرلمانية فيما يتجه المعتصمون الى تشكيل جبهة برلمانية معارضة تضم حوالي 100 نائب .
وقال رئيس مجلس النواب سليم انه امام الجميع عمل كبير يستلزم توحيد الصفوف والتخلي عن المصالح الشخصية لصالح الوطن وأبنائه مشددا على أن جميع الآراء محترمة ومقدرة حتى تلك اللي تخالفه.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الجبوري الاربعاء مع رئيس اتلاف متحدون للاصلاح أسامة النجيفي حيث جرى “بحث تفصيلي لمستجدات الوضع السياسي والسبل والآليات الكفيلة بالحفاظ على الاجماع الوطني ومكتسبات العملية السياسية وتحصينها من الزلل” . وقد أكد الجبوري “عزمه وحرصه على المضي بعقد جلسة شاملة للمجلس من أجل المضي بمسيرة الاصلاح”.. موضحا بالقول “نقدر عاليا جميع دعوات الاصلاح ومن سعى في تحقيقها ونثق بقدرة المخلصين على تجاوز الأزمة وتحقيق تطلعات أبناء شعبنا” .
وأضاف “أمامنا عمل كبير يستلزم منا توحيد الصفوف والتخلي عن المصالح الشخصية لصالح الوطن وأبنائه” .. مشددا على “أن جميع الآراء محترمة ومقدرة حتى تلك اللي تخالفنا وهي لن تقف حائلا امام مساعينا لتحقيق الاجماع الوطني وضمان دعم ومساندة المجتمع الدولي” كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت “أيلاف” نصه” .
ومن جانبه دعا امين عام منظمة “بدر”هادي العامري النواب الى عقد اجتماعٍ موحد في اقرب فرصة ممكنة للخروج بحلٍ للازمة الحالية واعادة دور السلطة التشريعيةً. وعبر عن تقديره لقرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر “بحل ازمة البرلمان ” .. داعيا جميع البرلمانيين الى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات وعقد اجتماعٍ موحد في اقرب فرصة ممكنة للخروج بحلٍ للازمة الحالية واعادة دور السلطة التشريعيةً”.
اما المرجع الشيعي الشيخ محمد اليعقوبي فقد اكد على ضرورة لم شمل البرلمان ودعوته لجلسة عاجلة في أقرب وقت تكون جامعة لكل الكتل يجري فيها انتخاب رئيس جلسة وظيفته فتح باب الترشيح لهيئة رئاسة جديدة للبرلمان يٌحفظ فيها توازن المكونات وتراعى فيها أسس الشراكة الوطنية.
كما طالب المرجع بعرض التشكيلة الحكومية الجديدة على البرلمان لنيل الثقة والمباشرة في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة ومراجعة القوانين .. وضرورة السعي لتهيئة الظروف المناسبة لانتخابات وفق قوانين تعكس بصورة دقيقة ارادة الناخبين في من يمثلونهم ويعبرون عن ارادة الشعب من دون هيمنة لأحد على قراراتهم ومواقفهم كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه “أيلاف”.
كما طالب المرجع بعرض التشكيلة الحكومية الجديدة على البرلمان لنيل الثقة والمباشرة في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة ومراجعة القوانين .. وضرورة السعي لتهيئة الظروف المناسبة لانتخابات وفق قوانين تعكس بصورة دقيقة ارادة الناخبين في من يمثلونهم ويعبرون عن ارادة الشعب من دون هيمنة لأحد على قراراتهم ومواقفهم.
الحكيم يؤكد الاصرار على التغيير الوزاري وعدم التجاوز على البرلمان
واعتبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم ان الاصلاح لا يتم بالانقلاب على الشرعية في اشارة الى محاولة اقالة رئاسة مجلس النواب والعمل على انجاز التعديل الوزاري وإعادة هيكلة الدولة ودعم الإصلاح الحقيقي وملاحقة الفاسدين وعدم السماح بالتجاوز على الشرعية والدستور تحت أي مسمى.
وقال الحكيم خلال الملتقى الثقافي الذي نظمه المجلس في بغداد مساء اليوم ان العراق مر منذ عام 2003 بكثير من الازمات الخطيرة والتحديات المصيرية لكنه اليوم امام اخطر ازمة لانها وصلت الى الشرعية التي تولد منها كل هياكل الدولة ومؤسساتها وهذا ما لم يحدث سابقا .
وحذر من ان الإصلاح والبحث عن الحلول وتقويم الأداء وحماية الناس وتأمين مستقبلهم لا يمكن ان يتم بالانقلاب على الشرعية وتقسيمها واضعافها .. واوضح ان هناك دولا في العالم خاضت انقسامات كبيرة وحروباً أهلية قاسية ولكنها حافظت على وحدة البرلمان واحترام الدستورلأنهما الوحيدان القادران على إعادة اللحمة لأبناء الوطن الواحد وإعادة الوئام لمختلف الأطراف .. واشار الى ان انه اذا انهار البرلمان وتم التجاوز على الدستور فإن كل شيء بعد ذلك يصبح مباحاً وكل الدولة ومؤسساتها تصبح فاقدة للشرعية وكل القوى السياسية في المجتمع ستعمل انذاك في غابة سياسية لا يحكمها قانون او مبدأ .
ولفت السيد عمار الحكيم الى ان ” الفوضى لا تؤدي الى نظام ، هذه سنة الله التي تتحكم بقوانين الطبيعة والسياسة والمجتمع ” ، مضيفا انه ” بإمكانهم ان يطلقوا ما يشاؤون على الفوضى ، فمنهم من يسميها {خلاقة} ومنهم من يسميها {بناءة} ، ومنهم من يسميها {إصلاحية} ، ولكنها تبقى فوضى ، ولا تنتج الا مزيداً من الفوضى ” .
وقال الحكيم “اننا طالبنا اكثر من مرة ان يكون التحالف الوطني (الشيعي) اكثر قوة ومؤسساتية ولم يستمع لنا البعض وما يحصل اليوم احد نتائج تشظي التحالف والذي يمثل الأساس السياسي الذي انتج مرشحاً لرئاسة مجلس الوزراء” .. منوها الى ان هذا التشظي قد تحول من الحالة السياسية الى الحالة البرلمانية وفي داخل أروقة الحكومة.
وشدد على التمسك بالإصلاح والتغيير .. وقال “سنستمر بالعمل مع اخوتنا وحلفائنا الاصلاء ولن نسمح للبعض ممن يختبئ خلف مشاعر الصدق والإخلاص ان يركب الموجة ويتلاعب بالألفاظ ولن يكون هناك معسكران او جبهتان فمعسكر المصلحين واحد ولكن هناك من اندس بينهم ممن يحاول ان يمرر اجنداته الخاصة بدافع الطمع أوالانتقام” .
واكد الحكيم قائلا “اننا سنحافظ على الشرعية وسنقبل بنتائجها اي اذا كانت تحت سقف الدستور والقانون ” .. وعبر عن التقدير لمقتدى الصدر “على خطوته النوعية في دعم المؤسسة التشريعية وفض الاعتصام فيها” . واضاف “اننا سنتجاوز هذه الازمة رغم خطورتها البالغة وسنقوم بالتعديل الوزاري وإعادة هيكلة الدولة ودعم الإصلاح الحقيقي وملاحقة الفاسدين عاجلا ام آجلا ولن نسمح للمدّعين بالتجاوز على الشرعية والدستور تحت أي مسمى”.
وفي وقت سابق اليوم دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منظمة الدول الاسلامية والامم المتحدة التدخل من اجل اخراج الشعب العراقي من محنته وتصحيح العملية السياسية ولو من خلال فكرة ” انتخابات مبكرة “والتي قد تكون بداية لنهاية المحاصصة والفساد المستشري في اروقة السياسة والحكومة.
وقال الصدر في بيان ان البعض يطالب بإبقاء المحاصصة السياسية والمكتسبات الحزبية بعيدا كل العبد عن مطالب الشعب الحقيقية والقسم الاخر اصبح يطالب باصلاح يتلائم مع مبتغاة السياسي الانتقامي للصولو الى مأربه الدنيئة “. وأشار الى انه وجد “من المصلحة الحفاظ على سمعة الثورة الشعبية العراقية وربيعها العراقي العربي الاسلامي من خلال الاستمرار بالاحتجاجات السلمية وبنفس عنفوانها لكي تكون ورقة ضاغطة على السياسيين ومحبي الفساد والمحاصصة الطائفية والسياسية البغيضة وبصورة منظمة وباوامر مركزية ولا يحق لاي جهة منع ذلك والا فان الثورة ستتحول الى وجه اخر”.
ولفت الى السعي الحثيث نحو تشكيل ائتلاف شعبي موحد يضم حتى البرلمانيين ذوي النيات الوطنية الحقيقية بعيد عن ذوي المأرب الفئوية والانتقامية الضيقة للسعي نحو عراق موحد وعملية سياسية جديدة بعيدة عن المحاصصة والطائفية ليحل التكنوقراط بدل المتحزبين السراق .
ودعا النواب الوطنيين الاخيار الى”الانسحاب من الاعتصام داخل البرلمان وعدم انخراطهم بالمهاترات السياسية بل وتجميد كتلة الاحرار لحين انعقاد جلسة للتصويت على الكابينة الوزارية الموسومة بالتكنوقراط المستقل وباقي الدرجات الوظيفية الاخرى”.
النواب المعتصمون مستمرون وقد يتحولوا لكتلة معارضة
اما على صعيد النواب المعتصمين فقد اكد المتحدث باسمهم النواب النائب هيثم الجبوري الاستمرار في الاعتصام والاصرار على موقفهم الاصلاحي .
وقال ان المعتصمين يتفهمون موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من سحب كتلته النيابية من الاعتصام وتجميد عملها .. مشيرا الى تعرضه لضغوط كبيرة من قبل الزعامات السياسية . وضاف
في بيان ان قرار الصدر بتجميد كتلة الاحرار الصدرية النيابية هذا لا يعني خروجهم عن موقفهم المبدئي المطابق للحملة وانما هو خطوة سياسية ذكية تحصر المحاصصين في زاوية ضيقة وتُبطل كل اعذارهم واجبارهم للركون الى مطالب الجماهير ومغادرة مصالحهم الشخصية والحزبية المقيتة بعد نفاذ المهله التي اعطاها لهم بحسب رأيه.
وتمنى المتحدث النيابي على الصدر اتخاذ قرار حاسم يقضي بتثبيت وحدة الصف والموقف بين المعتصمين ومن ضمنهم كتلة الاحرار الذين يتآزرون مع الجماهير المتظاهرة والمعتصمة في بغداد والمحافظات ..ولاسيما هناك تزايد يومي بعدد النواب المنضمين لنا بشكل كبير جدا” كما قال .
وعلى الرغم من عدم اشارة الجبوري الى تحرك المعتصمين مستقبلا الا ان “أيلاف” علمت ان عدد
هوؤلاء النواب الذي تناقص بعد انسحاب نواب التيار الصدري والبالغ عددهم 30 نائبا يدرسون حاليا تشكيل كتلة معارضة داخل مجلس النواب قد تضم مائة نائب. لكن مصدرا نيابيا شكك في امكانية نجاح هذه الكتلة في مهمتها نظرا لانضمام اعضائها الى كتل سياسية مختلفة اصلا في مواقفها وتوجهاتها من القضايا العراقية الملحة الحالية.
واشنطن تنفي التنسيق مع طهران حول أزمة العراق السياسية
اكدت واشنطن اليوم عدم وجود اي تنسيق لها مع طهران لدعم رئيسي البرلمان والحكومة العراقيين وقالت ان اسلحة حرارية حديثة ستستخدم لتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش.
ونف ىالسفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز وجود أي تواصل مع السفارة الإيرانية بشأن دعم رئيسي البرلمان سليم الجبوري والوزراء حيدر العبادي وقال في تصريحات صحافي لمجموعة من الاعلاميين العراقيين في بغداد اليوم ونشرتها وكالات محلية وشدد جونز على عدم وجود اي تواصل مع السفارة الإيرانية بشأن دعم رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري .. موضحا انه لايعرف موقف الايرانيين من هذا الموضوع .
واشار الى ان بلاده سمحت باستخدام طائرات الاباتشي الاميركية في معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش وقال ان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر زار العراق الاربعاء وسمح باستخدام منظومة مدفعية صاروخية حرارية تستخدم في دعم معركة الموصل .. مبيناً ان الجنود الاميركيين المائتين الذين سياتون للعراق للمشاركة في معركة تحرير الموصل سيعمل بعضهم على منظومة اسلحة حرارية والاغلبية منهم مستشارون عسكريون بالاضافة الى السماح باستقدام بعض المستشارين في قيادة الالوية والافواج لدعم القوات العراقية في حملة الموصل .
وأشار جونز الى ان “طائرات الاباتشي الهجومية الاميركية موجودة في العراق ومتوفرة للاغراض الدفاعية الا انها ستستخدم لمعركة تحرير الموصل .. لافتاً الى ان “بلاده قامت بدعم قوات البيشمركة بحوالي 415 مليون دولار بالاستشارة والتنسيق مع الحكومة العراقية”.
وفيما يخص الخلافات السياسية في العراق قال جونز إن حكومة الولايات المتحدة الأميركية تنظر الى ما يجري في مجلس النواب العراقي على أنه قضية داخلية .. واوضح انها ترى أن الوقت الحالي غير مناسب للأزمات السياسية بل يجب ان يكرس لمواجهة التحديات مثل تنظيم داعش الإرهابي والأزمة الاقتصادية .
وعن لاصلاحات الاقتصادية في العراق اوضح ان الاصلاحات الاقتصادية للحكومة العراقية بدأت تظهر اثارها بزيادة الواردات غير النفطية .. مشيرا الى ان استمرار الحكومة العراقية في هذا الاداء سيساهم بشكل كبير في الغاء او تقليل العجز في الموازنة . ورأى أن نجاح الحكومة العراقية في الاصلاحات الاقتصادية سيعني توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدوليتحصل بموجبه على قرض بمليارات الدولارات.
واشار جونز الى ان الرئيس اوباما سيحضر الى قمة مجلس التعاون الخليجي بالسعودية والتي ستعقد غدا وسيطالب الشركات الخليجية بتقديم الدعم الاقتصادي للعراق والدول الجارة لتقديم الدعم الانساني للنازحين العراقيين. واكد ان واشنطن لا تدعم الخلافات السياسية والمحاصصة في العراق وانما تدعو لهزيمة داعش ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تمر بها دول شرق اسيا .
وكانت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أكدت الاثنين الماضي أن معركة تحرير الموصل تمثل نهاية اللعبة في العراق حيث كان التنظيم قد استولى على المدينة مركز محافظة نينوى الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 فيما تواصل القوات العراقية تحشدها لتحرير المحافظة بدعم التحالف الدولي.