الحديث عن أصحاب المواقف التاريخية ,يحتاج دائما إلى نظرة ثاقبة ،يفصل بين ما هو حقيقي ،وما هوعاطفي ،هذه الحقيقية واجهتني وانا اخوض في غمار العلاقة بين الاثنين ،التي اجزم بانها اقوى علاقة في تاريخ التشيع واطولها حيث امتدت لاكثر من 100 عام ولازالت وستستمر بعونه تعالى . من عام 1915 كانت البداية ,واي بداية لحكاية لم ولن تنتهي ، يذهب فيها الطالب الشاب في الحوزة العلمية السيد محسن الحكيم وكان في ربيعه الخامس والعشرين ,الى الشعيبة في البصرة ,تلبية لنداء المرجعية, وتحضيرا للثورة وطرد الانكليز ،فكان قائدا مع السيد الحبوبي ومن كان معهم في البصرة يحضرون للثورة ,التي انتصرت لاحقا .مرت السنون العجاف سريعا ,واصبح الطالب، مجتهدا، حتى وفاة السيد ابو الحسن الاصفهاني ,اصبح السيد محسن الحكيم ،مرجعا للطائفة الشيعية في العالم .يقلده الشيعة ،ويأخذون بامره في كل البقاع والامصار . للسيد الحكيم الكثير من الابناء ،دخلوا جميعا للحوزة العلمية ,واصبحوا من العلماء ..يدرسون ويدرسون فقه وعلم ال محمد ،ومنهم من دخل في الحياة السياسية للعراق في تلك الفترة ,فكان مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم( رض), من قادة الحركة الاسلامية العراقية الفتية في تللك الفترة ,فتاسست الدعوة الاسلامية ،وكانوا من مؤسسيها مع السيد محمد باقر الصدر( رض )،وعندما راى الامام محسن الحكيم ،مصلحة المرجعية والدين بترك العمل الحزبي لاسباب عدة ، كان ابناءه اول الملبين ،لمصلحة التشيع والحوزة ،على الرغم من كون السيد مهدي الحكيم من قادة المد الاسلامي في تلك الفترة ،مما دفع النظام البعثي عام 1969 لاتهامه بالتجسس لصالح الغرب ,نكاية بالمرجعية العليا ووالده المرجع السيد محسن الحكيم . توفي الامام الحكيم عام 1970 ، وانتقلت المرجعية للامام الخوئي (رض) , كانوا ال الحكيم كلهم في العراق باستثناء السيد مهدي الحكيم ،فكانت طاعتهم جميعا واجبة ورهن اشارة للمرجع الخوئي, وكذلك لمرجعية السيد الصدر رض في كل مراحل العمل السياسي والديني في العراق ,ابرزها انتفاضة رجب وصفر بقيادة السيد محمد باقر الحكيم وبعض العلماء من الحوزة الدينية ،وتمت بالتنسيق مع المرجعية ،بناءا على رفض المرجعية للحكم البعثي العفلقي .بعد عام 1980 تم اغتيال السيد الصدر رض ، فهاجر السيد محمد باقر الحكيم واليد عبد العزيز الحكيم ، الى الجمهورية الاسلامية الايرانية ,والتي بدا بهذه الهجرة ،فصلا جديدا من فصول الطاعة والولاء لمرجعية التشيع وعدم الخروج عن شورها يوما ما ولاي سبب كان . فكانت الصور متلازمة وسريعة جدا في تاسيس نواة فيلق بدر والمجلس الاعلى ،فكانا خطيين متوازيين خط سياسي ينقل مظلومية العراقيين للعالم ،وخط يحمل السلاح لقتال البعثيين الانجاس في الخطوط الامامية للجبهة ، بناءا على فتوى المراجع الامام الصدر والامام الخميني (رض ) ,مفجرا الثورتين في العراق وايران , وكانا اي السيد مهدي الحكيم وشهيد المحراب ,يعتقدان بضرورة وجود الغطاء الشرعي المرجعي في العمل السياسي ,كبراء للذمة ،فكان المجلس الاعلى يضم كل فضلاء وعلماء الحوزة العلمية في العراق ومن المهاجرين لايران ابرزهم (السيد كاظم الحائري والسيد محمد تقي المدرسي والشيخ فاضل المالكي والسيد محمود الهاشمي والسيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والسيد مرتضى العمسكري ) ،فكان مجلسا للجهاد والنضال ،تحت راية مرجعية الامام الخميني ،فكان فصلا رائعا من فصول الجهاد والعلم وساومهم صدام وبعثه اللقيط ، على من بقي في العراق وتم اعدام ما يقارب من 60 شهيدا وما يقارب من 50 معتقلا من ابناء السيد محسن الحكيم واحفاده ومنهم المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله،واغتيال السيد مهدي الحكيم من قبل المخابرات البعثية في السودان عام 1988 ،فاطلق الامام الخميني مقولته الشهيرة (ال الحكيم ال العلم والشهادة ),ثم جاءت الانتفاضة ,وبكل فصولها دخل ال الحكيم الساحة وبقوة ،متمثلا بدخول فبلق بدر ,الى الساحة االعراقية وبقوة وتحت راية المرجع الاعلى الامام الخوئي رض,حتى باشرت امريكا باجهاض الثورة وبمساعدة خليجية .بعدها قام شهيد المحراب وقائد الثورة الاسلامية في العراق السيد محمد باقر الحكيم بنشر قضية الشعب العراقي في كل انحاء العالم ,والامم المتحدة بصورة خاصة ,فكان اول شخصية دينية علمائية شيعية تعرض قضية العراق في اروقة الأمم المتحدة ,وجاءت الأعوام سريعا ,حمل خلالها شهيد المحراب الهم العراقي من خلال بابين رئيسين ،العسكري ،والسياسي ,الى ان سقط البعث ,ودخل شهيد المحراب العراق ،عندها خطب في النجف مقولته التي اذلهت العالم وبينت طاعته للمرجعية في النجف الاشرف وبالذات مرجعية الامام السيستاني دام ظله (انا اقبل ايادي جميع المراجع العظام واحدا واحد ),هذا المقولة اثبتت للجميع ان المرجعية هم ال الحكيم وان ال الحكيم هم المرجعية .فكان اغتيال شهيد المحراب اغتيالا ,لخط المرجعية الشريفةولصوتها الهادر المعتدل ،في بناء الدولة الفتية ,فكان ضياع الحلم سريعا ،اسرع من التغيير نفسه .بعد اغتيال شهيد المحراب في عام 2003, شهد النظام السياسي العراقي مدا وجزرا ملفتا للنظر تقلب به المشهد السياسي مرات عدة ,وخضع في النهاية لقرار المرجعية العليا في النجف الاشرف .تيار شهيد المحراب ،وبقيادة عزيز العراق رض وبشهادة المراقبين السياسين وطنيا واقليما، نجح مرات عدة في الاختبار، واخذ نقاطه كاملة وبدون نقص , لنعود الى الوراء قليلا واترك لكم الحكم ,فعندما اعلن السد عبد العزيز الحكيم قد الفدرالية واقليم الوسط والجنوب ترك الموضوع وغادره الى المستقبل، عندما رات المرجعية ان الوقت غيرمناسب وتجاهله وترك القرار للشعب ،هذا اولا ,ثانيا موضوع التنازل ولمرتين متتاليتين عن منصب رئيس الوزراء لصالح من هم اقل مقاعد منه في البرلمان .ثالثا عندما طلبت المرجعية العليا بترشيق المناصب الغير مهمة في الحكومة الحالية ,بسب عدم جدوتها من جانب واثقالا للموازنة من جانب اخرٍ,هب الدكتور عادل عبد المهدي وترك المنصب سريعا ,رغم الامتيازات والحمايات والاموال والقصور والاهم انه كان مرغوبا به من جميع الساسة لنزاهته . عكس من هدد ووعد ان لم يتسنم المنصب , واعلن استقالته في تجربة هي الاولى من نوعها في التاريخ السياسي الحديث للعراق ,مما زرع روح التضحية وثقافة الاستقالة وترشيق المناصب في روح الساسة العراقيين التي فقدت نوعا ما بعد التغيير .اخيرا ،وليس اخرا نرى موقف تيار شهيد المحراب واضحا وجليا للجميع من خلال تطبيق مفردة (التغيير ) التي اطلقتها المرجعية الدينية وضرورة تطبيقها في الوجوه التي لم تجلب الخير للشعب ,والمجرب لا يجرب ,وتغيير الفاسدين والانتهازيين وسراق المال العام ،وعملاء داعش . فهب ابناء الشعب العراقي عموما وابناء هذا الخط الشريف ,في احداث طفرة وثورة سياسية عن طريق صناديق الاقتراع وتطبيق ارادة المرجعية الدينية في احداث واقع نوعي لهذه الكلمة التي أطلقتها المرجعية ,ولم تجد لها صدا في نفوس الضعفاء ,اصحاب النفوس السلطوية, التي باعت المرجعية وهي نائبة الإمام بلا شي .مما مر نلاحظ ان المرجعية الدينية تمثل بعدا روحيا ونفسيا وشرعيا ,لأبناء تيار شهيد المحراب وال الحكيم ,وهي دين يدين به هذا التيار وقادته منذ 100 عام ,وليس شعارات فارغة, تستخدم في ميزان المصالح فقط .فعندما تكون مع وجهة نظرنا ومصلحتنا الضيقة ,نكون معها وعندما نتقاطع معها وتخالفنا التوجه ,نكون ضدها .فيجب ان نكون بمستوى التفكير الحقيقي والشرعي ,ونأخذ بطريق تسلكه المرجعية الدينية ,ونمشي وراءها بعيون غامضة …..مهما كانت النتيجة …..بصالحنا …ام بعكسها …فال100 عام هي ليست ملك موقف بل هي …توامة مرجعية …ومن يسير خلفها. انتهت