كثير من الناس يعلمون أن للقطة سبعة أرواح، ولكن إصلاحات السيد العبادي، لا تملك سوى روح واحدة، وتجدها تراوح مكانها، سيما ومسار العملية السياسية، تطلب منا لحد الآن عقد ونيف من الزمن، وما زالت الأمور تسير من سيء الى أسوأ، إلا ما يحققه غيارى الحشد والقوات المسلحة، من إنتصارات كبيرة، في المواجهة المصيرية ضد داعش. عندما تلعب القطة بكرة من الخيوط، فإنها تقوم بعملين الأول اللهو والدوران بها، والثاني تشابك الخيوط وتعقدها، بحيث يصعب حلحلتها، المسألة نفسها تنطبق على الإصلاحات العبادية الغريبة، بدت وكأن القطة لعبت بخيوطها، فضاع رأس شليلتها.مسيرة الحكومة بين الحقيقة والخرافة، تجعل الشعب يُشعر بالبؤس واليأس، وذلك لأن خيبات الأمل المتكررة، للحكومات المتعاقبة باتت كثيرة، والقائمة تطول ولا تحصى، سرقت خزينة الدولة وثلثي الأراضي بيد الإرهاب، وترتب على هذا الفشل كثير من المعوقات، كالأمن والبنى التحتية، كل هذا التخبط، والحكومة لم تقدم فاسداً واحداً من الرؤوس الكبيرة الى المحاكمة، وفي حال عدم حدوث متغيرات جديدة، وحاسمة في العملية السياسية، فسيكون الأمر صعباً ومحرج للحكومة الحالية.نالت الحكومة العراقية، بعد تسنمها قيادة الدولة بفترة قليلة، تفويضاً من المرجعية الدينية الرشيدة، والشعب الثائر لكنها لم تكن بمستوى التفويض، الذي أريد منه تغيير الوجوه الكالحة، والضرب بيد من حديد، على رؤوس الفاسدين ومكافحة الفساد، والقضاء على الحيتان والسراق الكبار للمال العام، لكن لا حياة لمن تنادي.ذاكرة العراقيين منذ سقوط الصنم، أصبحت متشعبة وحائرة، ليس لديها معرفة بالقوانين الجديدة، فأغلبها معطلة وتشريعاتها غير واضحة، والحكومة تراوح في مكانها لا تتقدم ولا تتراجع، ولا تدرك أبعاد اللعبة السياسية، إلا في صناعة الخصوم، والتفرد في إدارة الدولة، دون الرجوع الى أصحاب الاختصاص، لهذا تكون قراراتها خاطئة دائماً.ختاماً: أصبحت شخوص العملية السياسية، تمارس برامج رخيصة حول المشاهير والفضائح، كل يطلب الثأر من شريكه في الوطن، والساسة يحاولون إماتة قضية الإصلاحات، حفاظاً على المصالح الحزبية والفئوية، ولكن المرجعية بُح صوتها وقالت: للصبر حدود، وهاهي الجماهير تنتظر الفرج، ولا تدرك الحكومة، حجم تداعيات التلاعب بالناس البسطاء، متناسين أن الشعوب أكبر من الطغاة.