يُنقل أن أحد الملوك اراد أن يوسع قصره وكان بجواره بيت صغير لامرأة عجوز فطلبوا منها ان تبيع بيتها للملك ليتم ضمه للقصر ضمن التوسعة الجديدة فرفضت العرض فأخذوا يرفعون القيمة اضعاف مضاعفة لعلها توافق وهي تصر على الرفض فقالوا لها سوف يقدم الملك شكوى للقاضي وسوف يصدر الحكم بالحجر عليكِ كونكِ لم تبيعي بيت قيمته إلف ، بعشرين إلف فقالت لهم ان الذي يدفع عشرون إلف ببيت قيمته إلف هو الأولى بحكم الحجر . هذه القصة تنطبق على ساسة الخضراء قادة الفساد فبعد اقتحام الخضراء من قبل المتظاهرين الإبطال تعالت أصوات الأحزاب النفعية وأبواقها الاعلامية بضرورة محاكمة من اقتحم الخضراء وان هذا الفعل مخالف للقانون وفاعله يستحق العقاب ولابد من تفعيل القانون وسيادته والحفاظ على هيبة الدولة ….. الخ . فعلً واحد مشروع كفلته القوانين الوضعية والسماوية من المتظاهرين أخذت أبواق السلطة تصفه وتنعته بأقبح الأوصاف والنعوت وتتباكى على القانون وتطبيقه ، ونحن نقول لهم كما قالت العجوز للملك وحاشيته ان الأولى بالعقاب هم ساسة الخضراء كونهم هم من خالفوا القوانين وانتهكوا الدستور ونهبوا الخيرات وسلبوا الميزانيات واستحوذوا على كل شيء وسرقوا المال العام وقتلوا الأبرياء وهجروا الضعفاء وشردوا المغلوب على أمرهم وتاجروا بمصير الشعب وصاروا عملاء لدول الشرق والغرب كل هذا وغيره لا يستحق العقاب ؟! والدخول الى الخضراء أصبح جريمة العصر واسقط هيبة الدولة !! بحيث دفع ايران وكل أحزاب السلطة ان تصدر بيانات استنكار وبكاء بصوت عالي على سيادة القانون والتجربة الديمقراطية ، أي دولة تلك التي تتحدثون عنها؟! وأي ديمقراطية التي تبكون لأجلها ؟! دولة وديمقراطية المليشيات التي تسرح وتمرح وتعمل ما يحلوا لها دولة وديمقراطية الفقر والحرمان أي دولة هذه التي بنيتم وأي ديمقراطية شيدتم ؟! نعم أنها دولة الفساد بقيادة الذيول وديمقراطية الكذب والعمالة . هذا الصراخ من أحزاب ألسلطة ما هو الا محاولة لاسكات صوت الشعب المطالب بالاصلاح ولا يختلف عنه الصوت الذي يطالب المتظاهرين بتأجيل التظاهر لحين تحرير الفلوجة ، أنها أساليب مكر وتغرير وخدع لكسب الوقت فما نخرج من حدث الهاء حتى يفتعلون أخر للتغطية على فسادهم والافلات من قبضة المحاسبة ، لا يغركم ادعاهم فلا ملازمة بين التظاهر للاصلاح وبين تحرير الفلوجة من داعش ، بل الملازمة متحققة بين وجودكم ياساسة الفساد ووجود داعش فكما قال المرجع الديني العراقي الصرخي الحسني (أن داعش ولد من رحم فسادكم ) .
