18 ديسمبر، 2024 10:13 م

احتفظ الاسياد بالمناصب ورجعت الجماهير بالخيبة 

احتفظ الاسياد بالمناصب ورجعت الجماهير بالخيبة 

شبه كبير بين تظاهرات واعتصامات الشعب المصري وتظاهرات واعتصامات العراقيين ، ركب الاخوان المسلمون الموجة هناك وتسلطوا على رقاب المصريين الذين لم يمهلوهم غير عام واحد ، وركبت الاحزاب الاسلاموية العراقية هنا وظلت متسلطة طيلة ثلاثة عشر عاما ومن فساد الى فساد ومن خيبة الى خيبات .ترى  ما الذي جنته هذه الجموع المكدودة المرهوقة ؟ ما الذي حصدته بعد كل هذا العناء والارهاق والتعب ؟! . بعد كل هذه التظاهرات والاعتصامات والهتافات والتهديد والوعيد والخيم التي نصبت  ، بعد كل هذه الطاقات والاموال  التي هدرت ،والاعمال والمشاريع  التي عطلت ، والمعاملات التي اجلت ، والطرق التي قطعت ، والوزارات والدوائر التي اغلقت،  والحياة العامة التي توقفت  ، والاصوات التي بحت ، والشد والجذب والمجاميع التي تهامزت وتلامزت وتلاعنت وتشاتمت ..وشتى التهم تبودلت ..بعد كل ماجرى ويجري وسيجري عادت نفس الاحزاب والكتل مرشحة منتسبيها لشغل المناصب الوزارية الجديدة موهمة عبيد الله قبل عبيد رموزها بان هذه الخطوة ستقضي على الفساد !!.كون المرشحين مستقلين وتكنو قراط !!.وعلى فرض صحة هذه المدعيات نتساءل : 1- هل كان الوزراء السابقون اميين وجهلة ؟1. واذا كانوا كذلك لماذا رشحتموهم واحتفظتم بهم بل اصررتم على بقائهم في مناصبهم طيلة ثلاث عشرة سنة ؟!.2- هل الدرجة العلمية والشهادة العالية شهادة  تزكية للشخص ووثيقة نزاهة تعصمه من الفساد المالي والاداري ؟.3- هل باستطاعة هذا المرشح التنكر للكتلة التي رشحته وعصيان اوامرها مهما كان مستقلا ونزيها ؟.4- كيف يستطيع ادارة الوزارة بنجاح واصدار اوامر تتقاطع مع مدراء ومدراء عامين ومستشارين تابعين لمختلف الكتل والاحزاب ؟. 5- من يضمن للوزير المستقل الجديد انه سيكون بامن وامان من سطوة و تلفيقات وتآمر وطعن واتهام الكتله التي رشحته وانها لن تطيح به  في حال اعتر ض على مطامعها وفساد مدرائها؟!. ثم ما الذي فعلتموه للوزراء المفسدين او الفاشلين المقالين ؟!. اهذا هو اصلاحكم ؟! . مسكين هذا الشعب المخدوع …مسكينة هذه الجموع المغلوبة على امرها . العتب كل العتب على من وثقنا بهم، ولعنات الله وملائكته وانبيائه ورسله وكل العراقيين المظلومين  على من صار سببا في فرط عقد المعتصمين و افشل تجربة الاعتصام التي كانت املا وشمعة في نفق معتم وربما كانت آخر  الاوراق .