ذكريات الحروب تترك جروحاً، من الصعب أن تندمل، وندوباً لا تختفي بسهولة، فهول الحرائق الطائفية والمذهبية والحزبية، كانت تفوق الوصف، حيث أرادها الأعداء نارأ، وقودها الناس والحجارة، في عراق الحضارات والمقدسات، أما سياسيونا فلم يستطيعوا إنجاز ما عليهم، من تبعات وطنية، وشرعية، وإنسانية، فمفردات دم ودمع، ومجازر جماعية، وأيام دامية، وأشلاء متناثرة، وأفران شواء إرهابية، وإنقسامات سياسية، كل هذا الخراب ولم ينتبه أحدهم، لمشروع الوطن الواحد، لفقدانهم مفهوم الوطنية والمواطنة، غريب أمرهم هؤلاء البرلمانيون السياسيون!يدّعي مسلمو جزيرة سيلان، الواقعة شمال المحيط الهندي، أن الأثر الديني لقدم آدم، منحوت على صخرة في قمة جبال آدم، طولها 5 أقدام وعرضها قدمان، ويذكرون أن السبب هو وقوف النبي آدم أبو البشر، على قدم واحدة مدة 200 عام، تكفيراً عن الخطيئة التي طرد بسببها من الجنة، لكن البوذيين يدعون أنها أثر قدم بوذا، عند صعوده الى السماء، وهذا إختلاف بين ديانتين، الأولى كتابية والاخرى وثنية، وما زال مقدساً، يخضع لكل مقاييس القداسة والطهر! بين أصحاب آدم وأصحاب بوذا، يقف البرلمان العراقي بشخوصه، تائهين في وسط أجواء الدمار والفوضى، التي خلفتها صراعاتهم السياسية، وإنقساماتهم الحزبية، كل يشد الحق صوبه، دون مراعاة لجراح الشعب ومصائبه، في زمن يواجه فيه العراقيون، جبهة واسعة من الأعداء، لتكون قلوبهم مستودعاً للخوف، فيخضعوا لإرادة الشياطين، ومن أي ديانة كانت، عندها ستكون العواقب وخيمة، فقد لا تقفون 200عام على قدم واحدة، بل ستعيشون بقدم واحدة، يرميكم الشعب بالخزي والعار في كل ساعة، الى مزبلة التأريخ! صفحات الصبر، والبطولة، والجهاد الخاصة بالعراقيين، تستحق التوقف والتأمل حقاً، لأنها حكايات كتبت بعد ألف ليلة وليلة، في حين أن جلسات مجلس النواب، حلقات فكاهية، يبدع أبطالها في الخلافات والمشادات، والتسابق في التصريحات النارية، على شاشات الفضائيات، بين الهروب والمواجهة، والأكاذيب والأباطيل ليس إلا، ولم تلقَ قبة البرلمان أي قدسية تذكر، والتي من المفترض، أنها مركز قرار الشعب، ومصدر سلطاته، وخارج مقاييس الحلم والمستحيل، هل سنشهد في السنوات القادمة، برلماناً عراقياً حقيقياً، يتصف بالنزاهة والقداسة؟! وداع يحدده الأمل والألم معاً، في المرحلة القادمة، فالحكومة وبرلمانها بأوضاعهم الحالية، لا تدخل بعالم الصدق والتصديق، ولأن الشعب أكبر من الطغاة، فلن نسمح بمزيد من المآسي لشعبنا، فالفساد والحرب، يدوسان كل شيء يتحرك بإسم العراق، لكن بارقة الأمل ستظهر، على يد رجال المشروع الوطني الصادق، الذي جعل المواطن والوطن، مركز إهتمامه وهمه، فشعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله، فأيها البرلمانيون: كونوا على قدر المسؤولية، لأننا نتفق على أن آدم، هو أبو البشر جميعاً!