يقول المفكر (توماس بين): (إن قوة الطغيان تقوم تماما”، في الخوف من مقاومته، لذلك من أجل أن تكون حرا”، يكفي أن تكون لديك، إرادة مقاومة الطغيان)، لقد تملك السيد شهيد المحراب (قدس سره)، إرادة الثائر لحقوق أمته، وأختار لنفسه طريقا”، تحفه الصعاب والمكاره والخطورات، مسارا” لا تجد فيه إلا أنهار الدماء، وأرواح تزهق لتصعد إلى السماء، لكنه كان يدرك مايريد، كجده الأمام الحسين(عليه السلام)، (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بدمي، فيا سيوف خذيني)، فكان المطلب للسيد محمد باقر الحكيم، تحرر العراق وأهله، من سطوة الطاغية صدام.لم تكن الصدفة، هي من جعلت السيد الحكيم، قائدا”، ينهض بأعباء الأمة وهمومها، بل كان إقداما” وإختيارا” ونهجا” خطه لنفسه، لقد إستعد لبذل الغالي والنفيس، من أجل تحقيق مشروع الدولة العادلة، ذلك المشروع الذي كلفه كثيرا”، حتى يستعيد حقوق الشعب السليبة، من يد البعث الآثمة وطاغوتهم صدام، لقد ترسخ الإيمان في قلب السيد الحكيم، فهانت عليه الدنيا وزخرفها، ولكن أي أيمان وإصرار وعزيمة، تلك التي تصل بالإنسان، عندما يخير بين قتل أخوته وأهله، وبين ترك مشروعه الجهادي، فيؤثر خلاص الأمة، على أرواح آل الحكيم، ليعدموا على يد الطاغية صدام.كان السيد شهيد المحراب قد أفنى شبابه، في دراسة العلوم الحوزوية، على يد فطاحلة العلم في حوزة النجف، ليستقي العلوم الجمة، من أعذب منابعها وأصفاها، فشب عوده متزودا” العلم الممزوج بالإيمان، أثناء تلك الفترة، بدء البعث والبعثيون يتسيدون، مصافي الدولة العراقية، ومنها أخذت المضايقات البعثية، تزداد ضراوة وشدة، على حوزة النجف وعلمائها، أواخر ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، ثم لجأ البعثيون، للإعتقالات والحبس والتعذيب، إلى أن وصل الأمر للإغتيالات والإعدامات، لكبار رجالات الحوزة العلمية وطلابها.نظر السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره)، إلى أن يد البعث الغاشمة، سوف تطوله عاجلا” أم أجلا”، خصوصا” وأن السيد أحد أعضاء اللجنة الخماسية، التي ساهت بإنبثاق حزب الدعوة الإسلامية، وبتكليف مباشر من قبل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره)، كما وأن السيد الحكيم، هو من قاد التظاهرة، التي خرجت من منزله في النجف الأشرف، التي طالبة -الحكومة العراقية، بالإفراج عن الصدر الأول، الذي أعتقلته القوات العفلقية البعثية، جراء تلك الأحداث الإجرامية المتسارعة، قرر الحكيم مغادرة البلاد، وقد تمكن من ذلك.وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ساهم السيد محمد باقر الحكيم(طاب ثراه)، تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي، والذي ضم في جناباته، عدة مكونات عراقية، لتكون هذه الحركة الإسلامية، قوة المقاومة الحقيقية، للطاغية صدام وحزبه العفلقي، إلى أن جاء عام 1991، وأستطاع السيد الشهيد الحكيم، أن يفاجئ قوى الظلام والإستبداد، ليدخل العراق ويكتسح القوى الأمنية الصدامية، مستثمرا” حالة الإنهيار لتلك القوات، دون التنسيق مع الولايات المتحدة، وهذا ما لم يرق للدول الصهيو-عربية، لتعالج الموقف مع القوات الأمريكية، ومن خلال إتفاق الخيمة المشؤوم، لتسمح للطيران الصدامي، وإخماد الإنتفاضة الشعبانية الحكيمية.عاد شهيد المحراب عام 2003 ليعلنها، (أنا تحت أمرة المرجعية الدينية)، ويخاطب الجموع المليونية التي إستقبلته دون غيره ،(أقبل أياديكم)، أي رفعة هذه.. وسماحة خلق، إن السيد الحكيم، يحمل هموم ومظلومية أمة، جاء من أجل، إرساء قواعد العدل والمساواة، وتأسيس دولة عادلة وعصرية، لا تميز بين مكون ومكون أخر، إلا بمستوى حبه وتفانيه لوطنه العراق، ليأتي القرار هذه المرة، ليس بتمزيق الإنتفاضة، بل بإزهاق روح صاحب الثورة الشعبانية، ليفارق الدنيا شهيدا”، ليلتحق بركب جده الحسين(عليه السلام)، تاركا” خلفه مشروع دولة عادلة، لذا سيبقى حاضرا” بين نفوس الشرفاء.