جميع ابناء بلدي يتحدثون عن الفساد وعلى رؤساء المفسدين ولكننا لم نر واحدا منهم مثل امام القضاء وصدرت بحقه احكام اثلجت قلوب واسعدت خطوات الفقراء والمخلصين وهم يتوكلون كل صباح لمزاولة اعمالهم بنزاهة وكفائة لم يعكر مزاجهم ولم يثنِ صبرهم في السير بخطوات شامخة نحو تقديم افضل الخدمات مقابل الحصول على الاموال بطريقة شرعية , في الأمس فض الاعتصام الذي اقامته جموع كبيرة من التيار الصدري على امل ان يتم تغير الوزراء الحاليين بوزراء مهنين واطويت مرحلة مهمة كادت ان تعصف بالشعب العراقي الى هاوية القتتال والسلب والنهب لولا لطف الله وحدد لها فترة للاصلاح الشامل ولكننا لم نسمع من قبل رئيس الوزراء امام اغلبية المفسدين من اعضاء مجلس النواب عن تقديم اسماء سراق الاموال العامة والتشهير بهم امام وسائل الاعلام وتقديمهم للعدالة , كان المفروض من رئيس الوزراء ان يستغل ضغط الجماهير وتعاطف رجال الدين وعامة الشعب معه للتغير وأن يسبق ذالك هو اعلان اسماء المفسدين ويتحمل المسؤولية الكبرى والشرعية امام الله والشعب لينقذ البلاد من هاوية الشكوك والانحدار نحو الافلاس والقاء التهم لتكون نقطة الانطلاق والتركيز في بناء الدولة العصرية ذات اسس قوية يستطيع من خلالها النهوض السريع ببناء منظومته الامنية والاقتصادية , في بلدي خيرا كثيرا وموارد طبيعية وبشرية وانهارا ومعالم اثرية ودينية ومقامات لأفضل البشر في الكون بعد رسول الله محمد صل الله عليه واله لو توفرت لغيرنا لتبدل الحال وعم الخير والسعادة في كل بيت , بسبب الفساد والسرقة سالت دماء بريئة وتقطعت اوصال الرجال وحرقت جثثهم وهدمت منازل وهجرت فيالق من الاطفال وانتهكت قداسة شرف النساء , لم اسمع يوما ان هيئة النزاهة اعلنت عن اسماء المفسدين من الوزراء والمدراء العامين بالرغم من ان اعضاء الهيئة والعاملين في النزاهة يتقاضون رواتب مجزية لخطورة عملهم وكلما اعلنت عن حالة من الفساد وبمجرد التلميح تتسارع القوى الكبرى والاحزاب الحاكمة في السلطة للمقايضة والتهديد ثم يطوي الموضوع ليركن في رفوف النسيان , ولكنهم يتبجحون ويعتبرونه انجاز كبيرحينما يختلس موظف مبلغ من المال بسيط ,مع ان المال المسروق لايخضع للتعاطف كون حجم السرقة كبيرة او صغيرة, السرقة واحدة والتجاوز يتوسع اذا لم يجد له رادع ومتابعة, التغير الوزاري لايجدي نفعا طالما ان هنالك وكلاء ومدراء عامين مضت عليهم اكثر من 8 سنوات متغلغلين واصبحوا من الدهاء في كيفية التعامل والاخفاء عن سرقة ملايين الدولارات , كلما توجهت الانامل بالشبهات على مدير في احدى الوزارات بانه سارق ستجده بعد فترة في منصب اكبر وحجم مسؤوليته تتسع , حينما تمر البلاد بازمة ركود سياسي وامني واستقرار نسبي المفروض من الدولة ان تظهر قوتها وهيبتها في تلك الفترة لتحجم وتقلص ظاهرة الفساد وتصدر اوامر بحق المفسدين ,لكنها تنشغل بالمهاترات والسجالات السياسية , الجميع اشتركوا في الفساد ودافعوا عن المفسدين لم اسمع وارى بعيني عن مبادرة من كتلة واحدة من الكتل التي تدعي الوطنية والايمان انها تبراءة من احد عناصرها كونه متهم بالفساد لتثبت وطنيتها وصدقها , الجميع بدون استثناء يتحدثون عن الفساد وعن ضياع المال العام وعن المشاريع الفاشلة ويشاركهم بذلك الموظف المرتشي والمدير الفاسد الكل القاسم المشترك لديهم هو محاربة الفساد بالالسن فقط انا اتسال من هو المفسد اذا جميع الشعب يتحدثون عن الفساد , واليوم مايقوم به الشيخ خالد العطية رئيس هيئة الحج والعمرة ببيع الاستمارات للتقديم على الحج بمبلغ 25 الف دينار لكل مواطن يتقدم للحج الا يجلب الريبة والشك هنالك الملايين من الذين تقدموا للحج والمطلوب هو 60 او 70 الف حاج فقط للسنيتن القادمتين ناهيك عن استثناء مايقارب2000 من الاقارب والاصدقاء تلعب المحسوبية والمنسوبية باستثنائهم من الشروط وزجهم للحج بدون قرعة منهم اقرباء واعضاء مجلس النواب وحماية السياسين وبعض الموظفين بهيئة الحج اذاَ كسبت هيئة الحج خلال فترة السماح بالتقديم مئات الملايين من الدنانير العراقية , هل تستثمر من اجل بناء منظومة تخدم المواطن وتوسع مشاريعها ام المبالغ سوف تذهب الى بعض جيوب الفاسدين من المدراء والموظفين في هيئة الحج , ومما يزيد حماس الجماهير وايقاعهم بالفتنة هو انور الحمداني الكذاب المفتري بهتانا وزورا وما تقوم به قناة البغدادية من تزوير ودبلجة وفبركة اعلامية مع شديد الاسف تفاعلت معها عقول البسطاء والسذج من الناس حتى اضعفت ثقة المواطن بالتعامل بروح الوطنية مع قضيته في محاربة الفساد وبناء عراق مزدهر , اغلب الذين قاموا بسرقة اموال الفقراء وقوت الشعب وعتاة رجال الفساد هم مرتبطين باجندات سياسية واحزاب تحميهم وامريكا تقدم لهم يد العون ,