قبل كانت السلع المنزلية من تلفاز وثلاجة وغيرهما، تدوم طويلا ولا تخرب! لئنّ الذي صنعها كان يعمل بمبدأ:”رحم الله أمرء عمل عملا فأتقنه”.والعباس، الى الآن لدينا مروحة سقفية هندية، عمرها ما يقارب 70 عاماً، اشتراها جدي، ولم اتذكر يوما انها عطلت!.في الوقت الراهن، البضائع التي تباع في الاسواق، وغالبيتها صنع صيني، واذا دامت فتدوم سنة، بل احياناً تجدها عاطلة وهي في الكارتون!.مرة قال لي صديقي مازحاً:اذا تريدها خمسين او ستين سنة ما تعطل، لا ربحت من”دبش” الشركات!.يبدو في وقتنا الحاضر، كل شيء تغير وأصابه الفساد، حتى الطبيعة الكونية، فاصبح شتاءنا لا شتاء، وصيفنا لا صيف، وكل ذلك بسوء اعمالنا، وذنوبنا،”ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.اصبحنا نرى الاشياء بالمعكوس، ونحكم على الأمور بالمقلوب، فنرى الفاسد مصلحاً، والمصلح فاسداً!.تغيرت حكومات، وجاءت أخرى، وذهبت أنظمة دكتاتورية، وأتت أنظمة ديمقراطية، على طريقة السلع الصينية. أكثر الساسة، والوزراء، والنواب في الدولة العراقية، هم من نوع صيني، ما ان يصبح مسؤولاً، إلاً وقد اصيب بعطل الرشوة، وخراب الفساد، ولكن لم نغيرهم، ولم نبدّلهم، ولم نصلحهم والعيب فينا!ما قام به بعض النواب المعتصمين، أمثال:”مشعان، والصيادي، والفتلاوي، والجبوري”، من دق، ورقص، وهلاهل، حول سليم الجبوري، وكأنه عريّس والنواب يزفونه! طريقة غير حضارية، وعار عليهم، فهنيئاً لشعب بهكذا ممثلين عنه، يطالبون له بالاصلاح!العراق بحاحة الى رجال شرفاء، ونزهاء، معروفين بتاريخهم السياسي، والنضالي، وأصلاء يقودونه، كأصالة مروحة جدي!.